أكدت مصادر خاصة أنه لا جديد في اجتماع القاهرة بين الوسطاء المصريين والقطريين مع الوفد الإسرائيلي، في وقت أكد فيه قيادي في حركة حماس، أن نتنياهو يحاول كسب الوقت وامتصاص غضب أهالي المعتقلين، لكنه يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق.

وقالت المصادر: إن الوفد الإسرائيلي غير مفوض، وحاول العودة للاقتراح الأمريكي بخصوص عودة عدد قليل من النازحين للشمال بالتدريج.

وأشارت إلى أن المقترح يتضمن بدء عودة النازحين بعد أسبوعين من الهدنة، وبمعدل ألفي نازح يوميًا، وبما لا يزيد عن 60 ألف نازح، وهو عدد لا يمثل شيئًا مقارنة بمئات آلاف النازحين.

ووفق المصادر؛ فإن المقترح الإسرائيلي لا يتحدث عن عودة النازحين إلى بيوتهم ومناطقهم وإنما إلى مخيم يتم إنشاؤه لإيوائهم، وهو الأمر الذي يرفضه المهجّرون قسرًا.

إلى ذلك، قال قيادي في حماس: إن نتنياهو يضع العراقيل أمام التوصل لاتفاق، مشيرًا إلى أن الوفد الإسرائيلي ليس لديه صلاحية التوصل لاتفاق.

 

عودة المدنيين إلى شمال غزة

وأبلغ رئيس جهاز مخابرات الاحتلال الخارجي "الموساد" الإسرائيلي، دافيد برنياع، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن صفقة الأسرى لن تتم إلا عبر تسوية عودة المدنيين الفلسطينيين إلى شمالي غزة.

وحسب تقرير القناة 13 الإسرائيلية فإن نتنياهو لم يتخذ قرارًا بعد، لكن عضو حكومة الحرب غادي آيزنكوت أوضح أنه يعتقد أن هناك مساحة لإسرائيل لتكون مرنة بشأن هذه المسألة.

وأفادت الأنباء أن محادثات التهدئة بين إسرائيل و"حماس" استؤنفت أمس في القاهرة، في أحدث محاولة لوقف القتال وإطلاق سراح الأسرى بعد ما يقرب من ستة أشهر من الحرب في قطاع غزة.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصدر إسرائيلي تأكيده أن المحادثات وصلت إلى طريق مسدود لأن "حماس" أصرت على مطالبتها بالسماح لجميع سكان شمال غزة بالعودة، وسحب كافة قوات الجيش الإسرائيلي من غزة. وقد رفضت إسرائيل هذين المطلبين بشكل قاطع.

 

مرونة إسرائيلية لعودة المدنيين لشمال غزة

وادّعت هيئة البث الاسرائيلية الرسمية، الاثنين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبدى مرونة بموافقته على مقترحات جديدة بشأن المفاوضات مع حماس كان يرفضها في السابق وتتعلق بعودة سكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم.

ومساء السبت، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة، نقلًا عن مصدر أمني مصري، بـ"استئناف مفاوضات الهدنة بين إسرائيل وحماس، الأحد بالقاهرة، وسط جهود مصرية قطرية مشتركة لإحراز تقدم في المفاوضات".

وذكرت هيئة البث، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض في القاهرة قدم للوسطاء "موقفًا أكثر مرونة فيما يتعلق بعودة سكان غزة إلى شمال القطاع".

وأوضحت أن "الحديث يدور عن وفد فني من الموساد وجهاز الأمن العام (شاباك) والجيش الإسرائيلي تم إرساله إلى القاهرة (لم تذكر متى) ليس فقط كي يستمع إلى ما يمكن أن يقترحه المصريون، بل أيضًا لطرح مقترحات جديدة".

وتابعت: "وضع الوفد الإسرائيلي اليوم (الاثنين) على الطاولة مقترحًا جديدًا لا يمكن التعرض بالتفصيل لمحتواه، لكن يمكن القول إنه يتضمن مرونة في القضية المركزية التي تعرقل المفاوضات الآن، ألا وهي عودة الغزيين إلى شمال قطاع غزة".

ونقلت الهيئة عن مصدرين مطلعين على سير المفاوضات لم تسمهما إنه "في هذا الاقتراح وافق نتنياهو على أمور كان يرفضها في السابق تتعلق بعودة الفلسطينيين لشمال القطاع".

وقالت إنه "يتوقع أن يلحق رئيسا الموساد دادي برنيع والشاباك رونين بار بالوفد الإسرائيلي في القاهرة بعد تلقي رد حماس حيث الكرة الآن في ملعبها"، دون مزيد من التفاصيل.

وعلى مدى جولات المفاوضات السابقة أصرت إسرائيل على عودة تدريجية لسكان شمال قطاع غزة إلى منازلهم تشمل فقط كبار السن والنساء والأطفال، وهو ما رفضته حماس التي تطالب بعودة الجميع لمنازلهم في الشمال.

وفي وقت سابق الاثنين، قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، إن مطلب حماس بإعادة جميع سكان شمال القطاع إلى منازلهم "يشكل خطرًا رهيبًا على سكان سديروت الذين عادوا إلى منازلهم التي لا تبعد سوى بضعة كيلومترات، وعلى جميع مواطني إسرائيل، ويضر بالقدرة على نزع سلاح قطاع غزة كشرط للتوصل إلى اتفاق لإعادة الإعمار".

ورأى في كلمة أدلى بها خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب "الصهيونية الدينية" برئاسته في الكنيست (البرلمان)، أن "من يوافق على هذه الخطوة الرهيبة فهو يتخلى عن أمن إسرائيل، ومن يطالب بها فهو غير مسؤول".

 

4 مطالب أساسية لحماس

ومن جهتها قالت حركة حماس، إن نجاح أي مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل يعتمد على 4 مطالب أساسية، ضمنها عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة.

جاء ذلك خلال لقاء عقده وفد من حماس برئاسة رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، مع وفد من الجهاد الإسلامي برئاسة أمينها العام زياد النخالة، في العاصمة الإيرانية طهران، الجمعة الماضية.

وقالت حماس في بيان على حسابها بمنصة تليجرام، إن المطالب الأربعة هي:

1 - وقف العدوان (الإسرائيلي) بشكل شامل.

2 - انسحاب الاحتلال بشكل كامل من كل قطاع غزة.

3 - حرية عودة النازحين (إلى شمال القطاع).

4 - إدخال المساعدات واحتياجات شعبنا وأهلنا في القطاع، ضمن صفقة تبادل للأسرى في غزة.

وتحتجز تل أبيب في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و100 أسير فلسطيني، بينما تقّدر وجود نحو 134 أسيرًا إسرائيليًا في غزة.

وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، ارتفاع حصيلة الحرب الإسرائيلية المتواصلة على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 32 ألفًا و845 شهيدًا و75 ألفًا و392 مصابًا.

ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023، حربًا مدمرة على غزة خلفت عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وفق مصادر فلسطينية، ما استدعى محاكمة تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بدعوى "الإبادة الجماعية".