حذرت مديرية الدفاع المدني في قطاع غزة، من أن “استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال الغذاء والدواء للمحاصرين في محافظتي غزة والشمال يهدد حياة أكثر من 700 ألف مواطن بالموت في كل لحظة”.

وقالت في بيان نشرته وزارة الداخلية بالقطاع عبر منصة تليجرام: “استمرار منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الغذائية الأساسية والعلاج الطبي للمواطنين المحاصرين في محافظتي غزة والشمال، يُهدد حياة أكثر من سبعمئة ألف مواطن بالموت في كل لحظة”.

 

مثلث الموت

 

وضع الاحتلال الإسرائيلي سكان قطاع غزة في مثلث الموت المتمثل بالاستهداف والمجاعة والأوبئة، وفقًا لوزارة الصحة في قطاع غزة.

وقالت صحة غزة، الجمعة، إنّ استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يعني مزيدا من الإبادة الجماعية؛ وهذا ما يريده الاحتلال وداعموه.

وأضافت أن نصف مليون فلسطيني شمالي غزة يقاسون المجاعة التي تفتك بأرواحهم بصمت، حيث إنّ 350 ألف مريض مرضا مزمنا و60 ألف فلسطينية حامل، ونحو 700 ألف طفل في قطاع غزة يتعرضون لمضاعفات خطيرة نتيجة سوء التغدية والجفاف وعدم توفر الإمكانيات الطبية.

في حين، صعّدت قوات الاحتلال من هجماتها، وارتكبت عدة مجازر جديدة، رفعت من عدد الشهداء والمصابين، وأحدثت دمارا كبيرا في المباني والبنى التحتية. فقد شنت عدة غارات جوية خلال الساعات الـ 24 الماضية، ارتكبت خلالها 10 مجازر. وقالت مصادر طبية إن الهجمات أسفرت عن استشهاد 104 مواطنين، بينهم أطفال وعوائل أبيدت بالكامل.

كما أدت الغارات التي استهدفت عدة مناطق في جنوب ووسط وشمال القطاع، إلى إصابة أكثر من 160 مواطنا بجراح متفاوتة، وأبقت عددا من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة، حيث لم تستطع طواقم الإسعاف الوصول إليهم، بسبب شدة القصف.

 

"الأونروا" وصلت إلى حافة الانهيار

إلى ذلك، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، فيليب لازاريني، من وصول الوكالة إلى حافة الانهيار، بعد قطع العديد من الدول تمويلها، إثر مزاعم إسرائيلية حول مشاركة موظفين من الوكالة بعملية 7 أكتوبر.

وقال في رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة دنيس فرنسيس، إن “الوكالة وصلت إلى حافة الانهيار، في ظل دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيك الأونروا وتجميد التمويل من قبل المانحين في الوقت الذي تشتد فيه الاحتياجات الإنسانية بشكل غير مسبوق في غزة”. وشكك تقييم أجرته الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه) في صحة مزاعم إسرائيلية بخصوص موظفي “الأونروا”.

ووفقا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن تقرير الاستخبارات الأمريكية الذي صدر الأسبوع الماضي، قيم “بثقة منخفضة” أن “حفنة من موظفي الوكالة ربما شاركوا في الهجوم”.

 

دق ناقوس الخطر.. حرب التجويع متواصلة

 

وقال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان: تتواصل حرب التجويع المُعلَنة على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وخاصّة في محافظة شمال القطاع، الذي لا يجد أهله ما يسدّون به رمَق أطفالهم، ووصل بهم الحال إلى استخدام أعلاف الحيوانات – إن وُجِدَت – لطحنها وخَبزِها.

كما أكد، في مؤتمره الصحفي من العاصمة بيروت، أمس الجمعة، أنها حرب تجويعٍ مُعلَنة، وعلى العالم أن يتذكر دائمًا أن هذه الحرب بدأت بقرار واضحٍ صادر عن  رئيس حكومة الكيان الصهيوني نتنياهو ووزير جيش الاحتلال الصهيوني غالانت، عندما قرر يوم التاسع من أكتوبر الماضي بالصوت والصورة، مَنعَ دخول الماء والغذاء والوقود إلى سكان قطاع غزة، في جريمة حربٍ صارخة، لم يُحرِّك العالم ساكنًا لإنهائها، حتى بعد أن اعتبرت محكمة العدل الدولية، هذا القرار، مؤشِّرًا على ارتكاب جيش الاحتلال لإبادة جماعية في القطاع.

وقال حمدان: إننا ندق ناقوس الخطر.. فشعبنا يواجه الموت جوعًا من خلال جريمة الاحتلال بتجويعه بقصد القتل، التي أوصلت الأمور الى الحد الذي يهدد حياة عشرات الآلاف من أبناء شعبنا.

ولفت إلى أنّه في الوقت الذي ينتظر فيه شعبنا أن يُهرَع المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى اتخاذ خطوات فورية لإمداده بالمساعدات والإغاثة اللازمة، ورفع الحصار عنه، ووقف المجزرة المرتَكبة ضدّه؛ نُفاجَأ بقرار برنامج الغذاء العالمي، تعليق تسليم المساعدات الغذائية لمحافَظَتَي غزة والشمال، بعد ثلاثة أيامٍ فقط من محاولات إدخال كمّياتها الشحيحة جدًا، في تعميقٍ للأزمة الإنسانية التي يواجهها المدنيون.

ودعا برنامج الغذاء العالمي وكافة المؤسسات الأممية بما فيها الأونروا، إلى عدم الخضوع لإرادة وإجراءات الاحتلال التي يتعمّد فرضها، والإعلان عن العودة للعمل في شمال قطاع غزة فورًا، والقيام بخطوات فعالة وجادة، لإغاثة شعبنا ومواجهة خطر المجاعة الآخذِ بالتوسُّع، التزامًا بمسؤولياتهم القانونية والإنسانية.

 

في غزّة دفنت “الإنسانية” ومعها كرامتنا نحن العرب

وفي مقالة له قال الكاتب والمحلل السياسي أسامة أبو ارشيد: إنّ ما يجري في قطاع غزّة من جريمة إبادة جماعية تمثِّل وصمة عار على جبين البشرية، وتهاويًا لصروح “مؤسّسات الشرعية الدولية”، وانكشافًا لزيف مزاعم حقوق الإنسان التي ما فتئ جلُّ الغرب يصمُّ آذان العالم بها، وانفضاحًا لادّعاءاته عن تحضره في مقابل عالم يسودُه التوحش والفوضى.

وأكد أبو ارشيد أنه لا توجد كلمات تفي بما نحن بصدده من عارٍ إنسانيٍ وعارٍ عربيٍ وإسلامي. يمكن لنا أن نتحدّث عن تداعي الضمير الإنساني العالمي وانهياره، وقد شهدنا ذلك مرّات ومرّات في التاريخ القريب والحاضر، دع عنك ما سجّله التاريخ البعيد. لكن، أظن أننا ينبغي أن نبدأ أولًا بالاعتراف بالمهزلة والغثائية التي عليها نحن العرب والمسلمين، فرغم وجود نماذج مضيئة في عتمة ليلنا، إلا أن العتمة أحلكُ مما كنَّا نظن.