دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، الحكومة إلى "دفع الثمن" مقابل إطلاق عشرات الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة.

وعنونت افتتاحيتها: "على إسرائيل أن تدفع ثمن إطلاق سراح الرهائن".

وقالت إن "الخوف والقلق المروعين اللذين تشعر بهما عائلات الرهائن على أحبائهم له ما يبرره تمامًا، ومع تأخير إسرائيل في التوصل إلى اتفاق، فإن عدد القتلى في قائمة الرهائن الـ 136 سوف يستمر في التزايد".

وأضافت: "لقد التزمت الحكومة بالخط الذي تبنته منذ البداية، والذي بموجبه يؤدي الضغط العسكري إلى تعزيز صفقة الرهائن، على الرغم من أن هذا الاعتقاد يتعرض للتحدي مع مرور كل يوم".

وتابعت الصحيفة: "وفي حديثه مع عائلات الرهائن مطلع هذا الأسبوع، أخبرهم وزير الدفاع يوآف غالانت أن هناك دلائل أولية على أن الوصول إلى المواقع الأكثر حساسية لحماس يقودنا نحو تحقيق الهدفين الرئيسيين للحرب (إطلاق المحتجزين والقضاء على حماس)".

واستدركت: "إلا أن الأحداث المأساوية التي وقعت هذا الأسبوع أثبتت أن حماس بعيدة كل البعد عن الشعور بالهزيمة".

وأكدت الصحيفة، أن "الوقت حان للكف عن بث الأكاذيب لعامة الناس، وخاصة لأسر الرهائن، وهم (أهالي الأسرى) يدركون ذلك، ولهذا السبب صعّدوا مؤخرًا أسلوب احتجاجاتهم، سواء من خلال التظاهر أمام منزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أو من خلال اقتحام جلسة للجنة المالية في الكنيست".

وصعّد إسرائيليون في الأسابيع الماضية ضغوطهم على الحكومة الإسرائيلية لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة.

 

6 مبادئ لتبادل الأسرى

وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12، النقاب عن فحوى عرض إسرائيلي لتبادل أسرى مع حركة حماس ووقف إطلاق نار في غزة.

وقالت القناة، أمس الثلاثاء: "من المنتظر أن يأتي جواب الوسطاء اليوم أو غدًا بعد الاستماع إلى حماس حول ما إذا كان من الممكن المضي قدمًا، وإذا أبدت مرونة في مطلبها المعلن بوقف القتال وانسحاب جميع القوات من قطاع غزة".

وأضافت: "سيصل (الأربعاء إلى إسرائيل) أيضا بريت ماكغورك، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن من قطر بعد زيارة لمصر".

ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه أنه "في غضون الـ 24 إلى 48 ساعة المقبلة سنعرف ما إذا كان بإمكاننا إحراز تقدم نحو بدء المحادثات".

وألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، عن وجود عرض إسرائيلي لتبادل الأسرى ووقف إطلاق نار في غزة، دون الكشف عن تفاصيله.

ولكن القناة الإسرائيلية عرضت ما قالت إنها 6 مبادئ عامة وضعتها إسرائيل لخطة إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة، وهي:

أولًا - المبادئ تشمل إطلاق سراح جميع المختطفين، لكن إسرائيل لن تقول لا لصفقة تُعرّف بأنها إنسانية وتشمل في هذه المرحلة بعض المختطفين فقط.

ثانيًا - تتحدث إسرائيل عن مخطط سيتم تنفيذه على ثلاث مراحل، يشبه إلى حد كبير المقترحات المصرية والقطرية التي تمت مناقشتها: إطلاق سراح النساء والمسنين والجرحى؛ ويتبعه رجال ليسوا جنودًا؛ وأخيرا الجنود والجثث.

ثالثًا - تلتزم إسرائيل بفترة راحة (وقف إطلاق نار) مدتها أسابيع طويلة، تراوح بين شهرين وثلاثة أشهر، يتم خلالها استكمال كافة عمليات التبادل.

رابعًا - عند كل مرحلة، سيتم تحديد اسم كل مختطف. وسيتم تحديد أسماء الأسرى المفرج عنهم قبل كل مرحلة.

خامسًا - ستعمل إسرائيل على تغيير انتشار قواتها في القطاع والانسحاب من المراكز السكانية. كما أن هناك استعدادًا للسماح بعودة السكان إلى مناطق محددة في شمال قطاع غزة" وفق القناة.

سادسًا - لن تلتزم إسرائيل بإنهاء الحرب في أي مرحلة.

 

رد حماس على العرض الإسرائيلي

نفى مصدر في حركة حماس، اليوم الأربعاء، كل ما ينشر على وكالات الأنباء العالمية ووسائل الإعلام العبرية، عن “صفقة تبادل محتملة بين الحركة والاحتلال الإسرائيلي، برعاية قطرية ومصرية”.

وقال المصدر لـ”قدس برس”، إن “موقف الحركة معروف للقاصي والداني، بوقف العدوان كليًا وسحب الاحتلال قواته من كامل قطاع غزة، قبل الحديث عن أي هدنة أو صفقة”.

وأوضح أن “الاحتلال يتخبط في ظل الخسائر البشرية الفادحة التي يتلقاها على أيدي رجال المقاومة من جهة، وفشله الذريع في الوصول إلى أي من أسراه من جهة أخرى”.

وأشار إلى أن “ذلك زاد من حالة الاحتقان والغضب العارم بين الإسرائيليين تجاه حكومتهم، التي تحاول أن تهرب إلى الأمام من خلال اختلاق مثل هذه الأخبار التي لا أساس لها من الصحة”.

وجدد القيادي تأكيده “للموقف الموحد لحركة حماس بشقيها السياسي والعسكري، حيث إن التنسيق بينهما على أكمل وجه، ويحملان الموقف ذاته ويتمسكان بالشروط ذاتها”.

وكانت "حماس" اشترطت أنه بمقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين يتم وقف إطلاق نار في غزة، وسحب جميع القوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين، والتعهد بعدم العودة إلى الحرب أو ملاحقة "حماس"، وهو ما رفضته إسرائيل، بحسب نتنياهو أول أمس الاثنين.

وفي 7 أكتوبر الماضي، شنت "حماس" هجومًا على نقاط عسكرية ومستوطنات محاذية لقطاع غزة قُتل خلاله نحو 1200 إسرائيلي، وأصيب نحو 5431، وأسرت الحركة 239 على الأقل، بادلت عشرات منهم مع إسرائيل خلال هدنة إنسانية مؤقتة استمرت 7 أيام، وانتهت مطلع ديسمبر الماضي.

وبحسب إعلام إسرائيلي، أسفرت الهدنة المؤقتة نهاية نوفمبر الماضي والتي استمرت 7 أيام، عن إطلاق سراح 105 مدنيين من المحتجزين لدى "حماس" بينهم 81 إسرائيليًا، و23 مواطنًا تايلانديًا، وفلبيني واحد.

فيما ذكرت مؤسسات الأسرى الفلسطينيين أن إسرائيل أطلقت بموجب الهدنة المؤقتة سراح 240 أسيرًا فلسطينيًا من سجونها (71 أسيرة و169 طفلًا).

ومنذ 7 أكتوبر 2023، يشن الجيش الإسرائيلي حربًا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى اليوم الأربعاء 25 ألفًا و700 شهيد و63 ألفًا و740 مصابًا معظمهم أطفال ونساء، كما تسببت في نزوح نحو 1.9 ملايين شخص، أي أكثر من 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.