أعربت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في افتتاحيتها، اليوم الأربعاء، عن اعتقادها بأن هناك قناعة بدأت تتشكل بين الاسرائيليين مفادها أنه لا يمكن تحرير الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية بدون صفقة تدفع "إسرائيل" ثمنها.

وأشارت إلى رفض حركة المقاومة الفلسطينية البعيدة عن استشعار الهزيمة "عرضًا إسرائيليًا لوقف إطلاق النار لمدة شهرين وإبعاد كبار قادتها من غزة إلى دول أخرى مقابل إطلاق سراح الأسرى".

وذكّرت الصحيفة بحديث للوزير في كابينت الحرب المصغر غادي أيزنكوت، نفى فيه أي إمكانية لتحرير الأسرى الاسرائيليين لدى المقاومة من خلال عمل عسكري حين شدد على أن "من المستحيل إعادة الأسرى أحياء إلا عن طريق صفقة وأن كل من يقول غير ذلك فهو يبيع الشعب الإسرائيلي كذبًا".

وفي الوقت الذي يواصل فيه كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، "إطلاق وعوده الوعد بالنصر الكامل في غزة"، تقول الصحيفة تعليقًا على ذلك بأن "إسرائيل تنجر مرة أخرى إلى الحرب ضد المدنيين فقط".

وأوضحت أنه "في حين كان من المفترض أن يؤدي الجهد العسكري في خانيونس، الذي يتركز في مخيم اللاجئين في الجزء الغربي من قطاع غزة إلى زيادة الضغط على المقاومة الفلسطينية لاستئناف المناقشات الجادة حول صفقة تبادل أسرى جديدة، إلا أن الخسارة القاسية التي تلقاها الجيش في يوم واحد، معظمهم من جنود الاحتياط وبينهم آباء، ستؤثر سلبًا على المزاج الوطني. هذا يدفع إلى انحياز الرأي العام لصالح الحلول البديلة بدلًا من استمرار الحرب تحت أي ظرف من الظروف".

 

الحرب على حماس غير عادية

وفي السياق ذاته، اعتبر المحلل العسكري الإسرائيلي البارز عاموس هارئيل، أن الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد "حماس" في قطاع غزة غير عادية ولم يسبق لإسرائيل أن شهدت مثلها رغم أن الحركة أضعف من معظم الجيوش العربية التي سبق وواجهتها.

وكتب هارئيل، في تحليل بصحيفة "هآرتس" العبرية: "تختلف الحرب في قطاع غزة عن أي شيء شهدته قوات الجيش الإسرائيلي، رغم أن حماس هي خصم أضعف من معظم الجيوش العربية التي واجهتها إسرائيل في الحروب السابقة".

وأضاف: "في العديد من النواحي، لم يواجه الجيش وجنوده مثل هذا العبء منذ حرب لبنان الأولى في 1982، ولم تبدأ تلك الحرب بمثل هذه الصدمة العظيمة الناجمة عن مثل هذا الفشل الضخم، كما حدث في الحرب الحالية"، في إشارة إلى هجوم حماس المفاجئ على غلاف قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وتابع هارئيل أن "المواجهة الحالية غير عادية من حيث عدد الضحايا المرتفع نسبيًا، وفي طبيعة القتال، الذي يدور في مناطق مكتظة بالسكان، وبعضها يجري تحت الأرض، وكذلك في أهوال هذه الحرب".

ولفت إلى أنه "ترافق إطالة أمد الحرب صعوبات عديدة، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلت هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي تؤيد الانتقال إلى المرحلة الثالثة من خطة الحرب، والتي تتضمن تسريح جزء كبير من وحدات الاحتياط وتقليص حجم القوات العاملة داخل قطاع غزة".

وقال هارئيل: "في معظم مناطق قطاع غزة حيث ينشط الجيش الإسرائيلي، يكون القتال أقل حدة في هذه المرحلة، وتنشغل القوات بالعثور على الأنفاق والأسلحة، هنا وهناك، في مواجهة مسلحي حماس".

وأكمل: "تتمثل التهديدات الرئيسة في ظهور مجموعات صغيرة من تحت الأرض، وتهاجم بنيران القناصة أو القذائف الصاروخية أو بزرع عبوات ناسفة"، مشيرًا إلى أنه "قبل أيام، قُتل جنديان من جنود الاحتياط بصاروخ"، ما يعني أن حماس ما زالت قادرة على استهداف الإسرائيليين رغم الحرب والتوغل البري.