بعدما أعلنت المانيا انضمامها ل"إسرائيل" ضد جنوب افريقيا في محاكمة القرن أمام محكمة العدل الدولية، (أول دولة تقرر التدخل للدفاع عن إسرائيل أمام العدل الدولية) فجرت حكومة سلوفينيا انشقاق في الموقف الأوروبي بعدما أعلنت وزيرة خارجيتها عزم بلادها الانضمام إلى جنوب إفريقيا في مقاضاة "إسرائيل" بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية في غزة.


وفي النمسا القريبة من حدود ألمانيا الشرقية، اقتحم ناشطون نمساويون القاعة الرئيسية للمطالبة بوقف الإبادة الجماعية في غزة.


أول إبادة جماعية

 

وقبل يومين استنكرت ناميبيا دعم ألمانيا ل"إسرائيل" أمام "العدل الدولية"، ورفضت تدخلها كطرف ثالث للدفاع عن الحرب المدمرة التي تشنها غزة، وأدانت ناميبيا تجاهل ألمانيا لأعداد الشهداء في غزّة والمضي في دعم الاحتلال.

 

وقالت الرئاسة الناميبية، في بيانٍ لها: "إنه على أراضي ناميبيا، ارتكبت ألمانيا أول إبادة جماعية في القرن العشرين في عامي 1904-1908، راح ضحيتها عشرات الآلاف من الناميبيين الأبرياء في ظروفٍ بشعة ولا إنسانية".

 

وقالت الحكومة الألمانية: "سنتدخل للدفاع عن إسرائيل في محكمة العدل الدولية، إن اتهامهم بعمل إبادة جماعية في غزة لا يستند على أي أساس، نحن نرفض وندين بحزم جميع الاتهامات الموجهة ضدهم".


رئيس ناميبيا هاكه كينكوب عبر عن أسفه "لعجز ألمانيا عن تعلم دروس تاريخها الرهيب”، وأضاف قائلا  إنه "صدم بالقرار الذي اتخذته الحكومة الألمانية الجمعة برفض الاتهام العادل أخلاقيا الذي وجهته جنوب إفريقيا” أمام محكمة العدل الدولية و"ينص على أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة".


المحلل السياسي الأوعندي ايات إدريس @AyatIdrissa فسر لماذا موقف ناميبيا مهم جدًا؟  فقال إن ".. إبادة ألمانيا لشعب ناميبيا، المعروفة أيضاً باسم إبادة الهيريرو ( أبادت 90٪) ومن 50٪ من شعوب (الناما) ، كانت حدثاً تاريخياً مأساوياً حدث بين عامي 1904 و1908 في جنوب غرب القارة، الذي كان مستعمرة ألمانية آنذاك (والمعروفة حاليًا بدولة ناميبيا)".


وأوضح أن القوات الالمانية ارتكبت ".. أعمال قمع وحشية ضد قبائل الهيريرو والناما، ما أدى إلى مجازر الآلاف. واعتبرت هذه الأحداث واحدة من أولى حالات الإبادة الجماعية في القرن العشرين.".
 

وأبان أنه "لطالما ترقبت موقفاً شجاعاً من القادة الأفارقة، حيث يذكرون الغرب بماضيهم الملطخ بالجرائم والإبادات والعبودية التي تعرض لها أسلافنا على أيديهم، خاصةً عندما يحاول الغرب تقديم نفسه كمعلم للأخلاق أو الدفاع عنها".


وأضاف أن "ألمانيا، بتاريخها الدموي والمشبع بالإبادات الجماعية، تتبنى الآن دوراً يمكن وصفه بـ"العاهرة السياسية والقانونية" لإسرائيل. ينبغي تذكيرها بأن شعورها بالذنب تجاه المحرقة لا يجب أن يكون سبباً لدعمها الدولة الإسرائيلية في تنفيذ إبادة جماعية ضد شعوب أخرى".


راجعوا مواقفكم

وطالب إريس ألمانيا بمراجعة موقفها ".. فلتتوقف ألمانيا، لا يُمكنها الانتقال من دولة مرتكبة لإبادات جماعية إلى ساقطة تدعم كيان يرتكب أسوأ إبادة ومجازرة لقرابة 100 يوم، وإلا أخرجنا ملفاتها السيئة كلها بأفريقيا، خاصةً هذه الإبادة المنسية!".


ودعت هيئات وأشخاص اعتباريين منهم د. محمد الصغير مستشار سابق بوزارة الأوقاف إلى إدارج ألمانيا ضمن حملة المقاطعة ردا على مجازر غزة فقال عبر @drassagheer: ".. وبذلك تكون ألمانيا أول الداعمين لمجازر الاحتلال في #غزة، بما يؤكد علينا مقاطعة بضائع ألمانيا، وجعلها في مقدمة الأولويات".