بعد مرور ثلاثة أشهر على الحرب في غزة، بلغت تكلفة الحرب الإسرائيلية على القطاع 60 مليار دولار، ورغم ذلك لم تتحقق بعد أهدافها المتمثلة في تصفية قادة حركة حماس واستعادة الرهائن.

وتخسر حكومة الاحتلال يوميا نحو 272 مليون دولار، ويتقاضى كل جندي احتياطي 82 دولارا يوميا، وبلغ إجمالي هذه المدفوعات وحدها 2.5 مليار دولار. وهذا يشمل ميزانية الحرب نفسها بالإضافة إلى الأشكال المختلفة للمساعدات المالية لكل مدني شهد دخله يتضاءل بسبب الصراع، حسبما قالت الصحيفة الإسرائيلية.

وعلى الجبهة المدنية، بلغت التعويضات بالفعل عشرات المليارات، لكن هذه التعويضات بدأت تتضاءل مع تأقلم الجمهور الإسرائيلي تدريجيا مع "روتين الحرب". ومن المقرر أن تحصل الشركات التي انخفض دخلها بشكل كبير على تعويض قدره 2.7 مليار دولار لتلك الأشهر الثلاثة، بحسب الصحيفة.

ومن الواضح،. كما ترى صحيفة يديعوت أحرونوت"، أن جزءا كبيرا من الضرر قد لحق بالكيبوتسات المحيطة بالقطاع، حيث تم تدمير مجتمعات بأكملها وإحراق البنية التحتية المحلية، وتقدر الأضرار بحوالي 5.5 مليار دولار. والآن يتكرر الأمر نفسه في الشمال، مع حملة القصف المتواصلة التي يشنها حزب الله، حيث تبلغ الخسارة المالية ما يقرب من 1.6 مليار دولار.

 

وتبلغ ميزانية كل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية طوال العام، 65 مليار شيكل، ما يعني أن تل أبيب مضطرة للمساعدات العسكرية والمالية الأمريكية، لاستمرار العدوان على غزة، وعدم الدخول في أزمة اقتصادية مع بداية العام المقبل، تنعكس في فرض ضرائب مرتفعة على الإسرائيليين.

 

تكاليف باهظة

ويكلف كل يوم يمر على الحرب إسرائيل 1.2 مليار شيكل، أي 330 مليون دولار، وهي تكلفة باهظة جدًا، يعود أهم أسبابها لاستدعاء حكومة بنيامين نتنياهو قوات الاحتياط، التي بلغت 300 ألف جندي في بداية العدوان.

وتتكفل حكومة الاحتلال بدفع رواتب لهؤلاء الجنود، إضافة لتعويضات مالية، وكذلك المصاريف الناتجة عن الوجبات الغذائية اليومية، وتجهيزهم بالمعدات الحربية اللازمة.

ومن التبعات غير المباشرة، في استدعاء جنود الاحتياط، تأثر المصالح الصغيرة في إسرائيل، الأمر الذي سينعكس على مدخول العائلات، وتراجع دفع الضرائب.

 

خراب على كافة المستويات

ويوضح ارتفاع تكلفة الحرب الإسرائيلية على غزة استخدام جيش الاحتلال لكمية هائلة من السلاح خلال العدوان، لا سيما وأن بعض تلك الأسلحة من النوع الثقيل أو الضخم الذي يحتاج تمويلًا خاصًا، فالصواريخ التي تستخدمها إسرائيل في منظومة "القبة الحديدية" لاعتراض الصواريخ، لاسيما تلك القادمة من اليمن، تكلفتها مرتفعة جدًا.

ويكلف كل صاروخ باليستي في منظومة "حيتس" الإسرائيلية المعدّة لاعتراض الصواريخ القادمة من اليمن، إسرائيل مليون دولار، وقد استخدم جيش الاحتلال هذه الصواريخ أكثر من مرة.

 

كما تضرر الاقتصاد الإسرائيلي بفعل الحصار الذي فرضته جماعة الحوثي على إسرائيل في البحر الأحمر، وفق تعبير المسؤولين في تل أبيب، مع تراجع شركات شحن دولية كبرى عن إرسال سفنها إليها، حتى لو استخدمت طريق البحر المتوسط.

 

وفي اليوم الـ95 من العدوان الإسرائيلي على غزة استشهد ما لا يقل عن 22.835 فلسطينيا وجُرح 58.416 آخرين، وفقا للسلطات الصحية في غزة، في حين أعلنت السلطات الإسرائيلية إن نحو 1200 إسرائيلي قُتلوا في هجوم حماس.

وترك الهجوم الإسرائيلي غزة في حالة دمار شامل في القطاع المحاصر، حيث تضررت أو دمرت 60 في المئة من البنية التحتية للقطاع، وتم تشريد ما يقرب من مليوني ساكن وسط نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية.