خالد حمدي

والعجيب أن الدَكَّ والتدمير والموت الآن أضعاف ما كان أول الأمر.

لكن اهتمام الناس أقل مما كان.

يبدو أن عدونا درسنا جيدا، لذلك كان يعوِّل على قِصَر أنفاسنا!!

رضي الله عن سعيد بن عامر… كان يسقط مغشيا عليه كلما تذكر مصرع أخيه خبيب بن عدي أمامه منذ سنوات!!

ورحم الله سفيان بن عيينة عندما قال:

"إن لي إخوانا فارقتهم منذ أربعين سنة، ما أظن أن حسرتهم قد ذهبت من قلبي"

ليس مطلوبا منا أن نهجر الحياة، ونتوقف عن شئونها…فهذا ما لا يقدر عليه أحد.

إنما المطلوب منا ننظم أنفاسنا الإنسانية، وأن نحافظ ما استطعنا على حياة ضمائرنا ومشاعرنا لأطول فترة ممكنة، وألا نبرح جبل رُماة أخوَّتنا حتى تخف وطأة صرخاتهم عن آذاننا.

نحن أمة الجسد الواحد، والقِبلة الواحدة، والكتاب الواحد.

وحري بأمة هذا شأنها أن تُبقِي على آخر قِلاعها وعمود خيمتها… شفقتها على بعضها، وحياة مشاعرها وضمائرها…

حتى يأذن الله بأحد الأمرين:

نصر إخوانك… أو ملالة عدوك.

وحتى يأذن الله بأحدهما… لا تزهق ولا تمل.

فالله يقول: "إن الباطل كان زهوقا"

ولسنا والله أهل باطل لنزهق مبكرا…

فقضيتنا أعدل القضايا.

فاربطوا الجراح… وجددوا العزائم