تجددت، صباح الإثنين، الاشتباكات العنيفة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوبي لبنان، وسط استخدام مكثف للقذائف الصاروخية وقذائف مدافع الهاون.

وشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان اشتباكات متقطعة بين عناصر من حركة فتح ومجموعة تطلق على نفسها اسم الشباب المسلم، بينما ارتفعت إلى 6 قتلى و60 جريحا حصيلة ضحايا هذه الاشتباكات بعد مقتل شخص آخر اليوم الاثنين.

وأوضح شهود عيان أن "الكثير من تلك القذائف تساقط على عدة مناطق خارج المخيم".

 

وكان قد قُتل 4 أشخاص، من بينهم مدني، خلال اشتباكات وقعت السبت الماضي، فيما وجه رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، انتقادا إلى القيادة الفلسطينية، بسبب تجدد أعمال العنف.

مسلحون خلال اشتباكات مسلحة في عين الحلوة

 

وتدور اشتباكات منذ مساء الخميس، بين حركة فتح ومجموعات أصولية متشددة في هذا المخيم القريب من مدينة صيدا، حيث كان قد قتل 13 شخصا خلال اشتباكات مماثلة، بدأت في 29 يوليو واستمرت 5 أيام.

 

وسادت حالة استنفار في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان إثر مقتل العضو في "عصبة الأنصار"، محمد توفيق لطفي الملقب بـ"أبو جندل".

 

والجيش اللبناني لا يدخل المخيمات بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية، فيما تتولى الفصائل الفلسطينية نوعاً من الأمن الذاتي داخل المخيمات، عبر قوة أمنية مشتركة.

 

ووفرت عشرات العائلات من المخيم منذ مساء الخميس، حاملة أكياسا مليئة بالضروريات مثل الخبز والماء والدواء، بحسب وكالة فرانس برس.

 

وقال الفلسطيني محمد بدران (32 عاما) الذي نزح مع زوجته وولديه من المخيم: "خرجت مع عائلتي لأننا عشنا ما يشبه الجحيم، وشعر أطفالي بالخوف الشديد بسبب كثافة القذائف والرصاص التي كانت تسقط على الحي، ولن أعود إلى المخيم إلا عندما أضمن أنه لن تكون هناك جولة جديدة من الموت. أن ننام في الشارع أرحم وأكثر أمنا على طفليّ".

 

وقال مسؤول وحدة الكوارث في بلدية صيدا، مصطفى حجازي، إنه "بالتنسيق بين البلدية والصليب الأحمر، يجري العمل على نصب العديد من الخيام لاستيعاب مئات النازحين من المخيم".

 

ومخيم عين الحلوة هو أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ويُعرف بإيوائه مجموعات متشددة وخارجين عن القانون، وفقا لوكالة فرانس برس.

 

ويقطن في المخيم، الذي لا تزيد مساحته عن كيلومتر مربع واحد، أكثر من 54 ألف لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، انضم إليهم خلال الأعوام الماضية آلاف الفلسطينيين الفارين من النزاع في سوريا.

 

وغالباً ما يشهد "عين الحلوة" عمليات اغتيال، وأحيانا اشتباكات، خصوصاً بين الفصائل الفلسطينية ومجموعات متشددة.