يعاني بعض الأطفال من اضطرابات التعلُّم، حيث يجدون صعوبة في القراءة أو الكتابة أو حل المسائل الرياضية البسيطة.

ويتمتع الأشخاص الذين يعانون اضطرابات تعلُّم عمومًا بمستوى ذكاء متوسط أو فوق المتوسط. ولذلك تكون هناك فجوة بين المهارات المتوقعة منهم وفق أعمارهم ومستويات ذكائهم وبين أدائهم في المدرسة.

وقال موقع "مايو كلينك" الطبي، إن اضطرابات التعلُّم الشائعة تؤثر على قدرة الطفل على ما يلي:

-القراءة.

-الكتابة.

-الحساب.

-استخدام اللغة أو فهمها.

-التواصل الاجتماعي.

-تعلُّم المهارات الأخرى التي لا تُستخدم فيها الكلمات.

 

القراءة

تعتمد القراءة على فهم الكلام. وعادة ما تعتمد اضطرابات التعلم في القراءة على صعوبة إدراك الطفل للكلمات المقروءة كمزيج من الأصوات المختلفة.

ويمكن أن يصعب ذلك فهم الصوت أو الأصوات التي يعبر عنها الحرف أو الحروف وكيف تكوّن الحروف معًا كلمة واحدة.

كما يمكن لمشكلات الذاكرة قصيرة الأجل، والتي يطلق عليها أيضًا الذاكرة العاملة، أن يكون لها دور في ذلك.

وحتى عند إتقان مهارات القراءة الأساسية، قد يواجه الأطفال صعوبة في المهارات التالية:

-القراءة بسرعة عادية.

-فهم ما يقرأون.

-تذكُّر ما قرأوه بشكل صحيح.

-الوصول إلى استنتاجات بناءً على ما قرأوه.

 

التهجّي

من أكثر أنواع اضطرابات التعلم شيوعًا اضطراب يُطلق عليه عُسر القراءة. ويؤدي هذا إلى مواجهة صعوبة في معرفة الأصوات المختلفة في الكلمات ومعرفة مدى ارتباط الحروف بتلك الأصوات.

 

الكتابة

تتطلب الكتابة مهارات مركّبة تشمل الرؤية والحركة والقدرة على معالجة المعلومات. ويمكن أن يؤدي اضطراب التعلُّم المتعلق بالكتابة —الذي يُطلق عليه عُسر الكتابة— إلى ما يلي:

-بُطء في الكتابة باليدّ يحتاج إلى جهد كبير.

-صعوبة تذكُّر كيفية تشكيل الحروف ونسخ الأشكال ورسم الخطوط.

-الكتابة بخط صعب القراءة.

-صعوبة نقل الأفكار إلى كلام مكتوب.

-كتابة نص سيء التنظيم وصعب الفهم.

-مشكلات في التهجّي وقواعد النحو وعلامات الترقيم.

 

الحساب

قد يسبب اضطراب التعلم المتعلق بالحساب —ما يُطلق عليه عُسر الحساب— مشكلات في المهارات التالية:

-فهم آلية عمل الأرقام وطبيعة ارتباط بعضها ببعض.

-حل المسائل الرياضية.

-تعلُّم القواعد الرياضية الأساسية.

-استخدام الرموز الرياضية.

-فهم المسائل الكلامية.

-تنظيم المعلومات وتسجيلها أثناء حل المسائل الرياضية.

التخاطب واللغة

يمكن أن يواجه الأطفال ذوو اضطرابات التخاطب واللغة صعوبات في استخدام الكلمات المنطوقة أو المكتوبة وفهمها. وقد يواجهون صعوبة فيما يلي:

-القراءة والكتابة.

-المسائل الرياضية الكلامية.

-اتباع التعليمات.

-إجابة الأسئلة.

يمكن أن يتعرض الأطفال للعديد من اضطرابات التخاطب واللغة. ومن أمثلتها ما يلي:

التلعثُم — صعوبة في نطق الكلمات أو الجمل بطريقة سلسة.

أخطاء في التلفُّظ — صعوبة تكوين كلمات أو إصدار أصوات معيّنة.

تعذُّر الأداء اللفظي — صعوبة في تحريك الشفتين والفك واللسان بشكل صحيح للتحدث.

غالبًا ما يمكن للأطفال الذين لديهم اضطرابات في التخاطب واللغة فهم المعلومات البصرية والتفاعل معها جيدًا.

ويمكنهم أيضًا استخدام الإشارات البصرية جيدًا في المواقف الاجتماعية.

 

المهارات غير اللفظية

غالبًا ما يتمتع الأطفال الذين لديهم اضطرابات تعلُّم غير لفظية بمهارات لغوية أساسية جيدة. ويمكنهم أيضًا أن يتفوّقوا في حفظ الكلمات. غير أن أولئك الأطفال قد يواجهون صعوبة مع بعض المهارات التي لا ترتبط بالتحدث مثل:

-تصوُّر أماكن الأشياء.

-إدراك المفاهيم المجردة.

-قراءة مشاعر الأشخاص من خلال تعبيرات الوجه وغيرها من الإشارات.

-تحريك الجسم، أو ما يُطلق عليه أيضًا التناسُق الحركي. ويُطلق على هذا النوع من الصعوبات خلل التآزر الحركي

-المهارات الحركية الدقيقة مثل الكتابة. وقد تحدث هذه المشكلة مع اضطرابات التعلم الأخرى.

-الانتباه والتخطيط والتنظيم، مثلما يحدث في حالات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.

-فهم مهام القراءة أو الكتابة عالية المستوى، وغالبًا ما يكون ذلك في المراحل الدراسية المتقدمة.

 

ما الذي يتسبب في اضطرابات التعلم؟

من العوامل التي قد تساهم في اضطرابات التعلم ما يلي:

-التاريخ المرَضي العائلي والعوامل الوراثية. يؤدي وجود أحد الأقارب بالولادة -كالوالدين- لديه اضطرابات في التعلُّم إلى زيادة احتمال تعرض الطفل هو الآخر لاضطرابات التعلُّم.

-التعرض لمخاطر قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة. ترتبط اضطرابات التعلُّم بسوء نمو الجنين في الرحم والتعرض للكحوليات أو العقاقير قبل الولادة. وترتبط اضطرابات التعلُّم أيضًا بالولادة المبكرة والانخفاض الشديد للوزن عند الولادة.

-الصدمات العاطفية. يمكن أن يشمل ذلك المرور بتجربة مسببة للتوتر الشديد أو لأذى عاطفي. وفي حال حدوث أي من ذلك في الطفولة المبكرة، قد يؤثر على طريقة نمو الدماغ ويزيد احتمالات التعرض لاضطرابات التعلُّم.

-الإصابات الجسدية. يمكن أن تؤدي إصابات الرأس أو أمراض الجهاز العصبي دورًا في الإصابة باضطرابات التعلُّم.

-المواد السامة. يرتبط التعرض لمستويات مرتفعة من السموم -كالرصاص- بزيادة احتمالات الإصابة باضطرابات التعلُّم.

 

ما أعراض اضطرابات التعلم؟

في بعض الأحيان، قد يعاني كل الأطفال من صعوبة التعلم واستخدام المهارات الأكاديمية. ولكن إذا استمرت هذه الأعراض لمدة ستة أشهر على الأقل، ولم تتحسن بمساعدة البالغين، فمن المحتمل أن يكون الطفل مصابًا باضطراب التعلم.

وقد تشمل أعراض اضطراب التعلم لدي الأطفال ما يلي:

-عدم القدرة على إجادة مهارات القراءة أو التهجي أو الكتابة أو الرياضيات في العمر المتوقع أو قريبًا منه وفي مستويات الصفوف المدرسية.

-صعوبة الفهم واتباع التعليمات.

-صعوبة تذكر ما قاله شخص ما للتو.

-ضعف التناسق الحركي أثناء المشي أو ممارسة الرياضة أو القيام بمهام تتطلب استخدام عضلات صغيرة مثل الإمساك بقلم.

-فقدان الواجب المنزلي أو الكتب المدرسية أو الأشياء الأخرى بسهولة.

-صعوبة إتمام الواجبات المدرسية والمهام في موعدها.

-التصرف بشكل سيئ أو القيام بسلوك دفاعي أو عدواني أو ردود أفعال عاطفية مبالغًا فيها في المدرسة أو أثناء القيام بالأنشطة الأكاديمية مثل عمل الواجب المنزلي أو القراءة.

 

علاج اضطرابات التعلم

التبكير بالعلاج عامل مهم للغاية، فالمشكلات قد تتفاقم. والطفل الذي لا يستطيع تعلم جمع الأرقام في المدرسة الابتدائية لن يتمكن من حل مسائل الجبر في المدرسة الثانوية.

لمطالعة الموضوع من مصدره ( اضغط هنا ).