دعت السعودية والولايات المتحدة، الأحد، الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" إلى الاتفاق على وقف جديد "فعال" لإطلاق النار، كاشفة عن عدم مغادرة ممثلي الطرفين للمملكة.

وغداة انتهاء هدنة مساء أمس السبت رعتها السعودية والولايات المتحدة، قال البلدان: "مازال وفدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع موجودين في مدينة جدة (بالسعودية) رغم تعليق المحادثات وانتهاء وقف إطلاق النار لمدة خمسة أيام (مساء السبت)"، بحسب بيان مشترك نشرته الخارجية السعودية.

وأضافت الخارجية أن "السعودية والولايات المتحدة حريصتين على استمرار المحادثات مع وفدي التفاوض، والتي تركزت على سبيل تسهيل المساعدات الإنسانية والتوصل إلى اتفاق بشأن خطوات على المدى القريب على الطريفين اتخاذها قبل استئناف محادثات جديدة".

والسعودية والولايات المتحدة "على استعداد لاستئناف المحادثات الرسمية، وعلى الطرفين تنفيذ التزاماتهما بموجب إعلان جدة في 11 مايو (أول اتفاق في جدة بين الجانبين) للالتزام بحماية المدنيين"، وفقا للبيان.

ودعا البلدان "الطرفين (السودانيين) إلى اتفاق على وقف إطلاق نار جديد وتنفيذ بشكل فعال يهدف لوقف دائم للعمليات العسكرية".

والأربعاء، أعلن الجيش السوداني تعليق مشاركته في مباحثات جدة بسبب ما قال إنه "عدم التزام قوات الدعم السريع بتنفيذ بنود الاتفاق واستمرار الخروقات".

ويتبادل الطرفان السودانيان اتهامات ببدء القتال أولا وارتكاب خروقات خلال سلسلة من الهدنات لم تفلح في وضع نهاية للاشتباكات.

وتشهد الخرطوم ومدن أخرى، منذ 15 أبريل الماضي، اشتباكات بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، خلَّفت مئات القتلى وآلاف الجرحى بين المدنيين، إضافة إلى موجة جديدة من النزوح واللجوء في أحد أفقر دول العالم.

وبين القائدين خلافات أبرزها بشأن المدى الزمني لتنفيذ مقترح بدمج "الدعم السريع" في الجيش، وهو بند رئيسي في اتفاق مأمول لإعادة السلطة في المرحلة الانتقالية إلى المدنيين، بعد إجراءات استثنائية فرضها البرهان، حين كان متحالفا مع حميدتي، في 25 أكتوبر 2021.

ويعتبر الرافضون تلك الإجراءات "انقلابا عسكريا"، بينما قال البرهان إنها هدفت إلى "تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، ووعد بإعادة السلطة إلى المدنيين عبر انتخابات أو توافق وطني.