يواجه مسجد ناجياينج في مقاطعة يونان الواقعة جنوبي الصين خطر الهدم، بسبب ما تقول السلطات إنه حكم قضائي صدر عام 2020 بعدم قانونية أعمال توسعة أجريت فيه.

ويقع المسجد في مقاطعة يونان ذات الأغلبية المسلمة، والتي -بطبيعة الحال- تغلب عليها المظاهر الإسلامية، ومنها المساجد، وقد بني في القرن الـ13 الميلادي، وأصبح الآن يعد مركز عبادة وتعليم لأقلية هوي المسلمة في الإقليم.

وسعيا لمنع هدم المسجد تجمع مئات المسلمين الصينيين أمام المسجد متظاهرين لمنع هدمه، وتحولت المظاهرات إلى اشتباكات بين قوات مكافحة الشغب والمتظاهرين، وعلى إثرها قامت الشرطة باعتقال العشرات.

عززت الشرطة الصينية تواجدها في مدينة ناجو الصينية وذلك بعد اشتباكات بين سكان محليين ورجال الأمن على خلفية خطط لهدم أربع مآذن وقبة مسجد في المنطقة التي يقطنها عدد كبير من أبناء قومية الهوي ذات الغالبية المسلمة.

نشرت الصين مئات من رجال الشرطة وقامت باعتقالات في بلدة ذات غالبية مسلمة في جنوب غرب البلاد بعد اندلاع اشتباكات بسبب مخطط لهدم مسجد جزئيًا، بحسب ما قال شهود لوكالة فرانس برس.

وقال أحد السكان مشترطا عدم الكشف عن اسمه الإثنين إن بلدة ناجو في مقاطعة يونان مضت قدما مؤخرا في خطط لهدم أربع مآذن وسقف قبة مسجد ناجياينج. ويقيم في المنطقة عدد كبير من أبناء قومية الهوي ذات الغالبية المسلمة والتي تتعرض لحملة قمع.

وقام عشرات الشرطيين المجهزين بالهراوات ودروع مكافحة الشغب السبت بتفريق حشد خارج المسجد كان يرشقهم بالمقذوفات، بحسب ما أفاد الشاهد وما أظهرته مقاطع فيديو انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقالت سيدة تقطن هناك طلبت عدم الكشف عن هويتها لفرانس برس: "أرادوا المضي قدمًا في عمليات الهدم القسري والناس هنا ذهبوا لوقفهم".

وأضافت: "المسجد موطن للمسلمين مثلنا. إذا حاولوا هدمه، فنحن بالتأكيد لن نسمح لهم". وأوضحت السيدة أن "المباني مجرد مبان، لا تلحق الضرر بالناس ولا بالمجتمع. لماذا يريدون تدميرها؟".

وأصدرت حكومة تونجهاي التي تدير ناغو إشعارًا أوضحت فيه أنها فتحت تحقيقا في "قضية عطلت بشد الإدارة الاجتماعية والنظام".

وأمر الإشعار كل المتورطين "بالوقف الفوري لجميع الأعمال الإجرامية وغير القانونية" متوعدًا "بعقاب صارم" لكل شخص يرفض تسليم نفسه.

وبحسب الإشعار فإن كل من يسلم نفسه طواعية قبل 6 يونيو سيلقى معاملة متساهلة. وردًا على سؤال لفرانس برس الثلاثاء، نفى مسؤول في قسم الدعاية في تونغهاي انقطاع الإنترنت ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات.

 

وتُتّهم بكين باحتجاز أكثر من مليون شخص من الأويغور والهوي وأقليات مسلمة أخرى منذ 2017 في مقاطعة شينجيانغ في حملة قمع وصفتها واشنطن وبعض المسؤولين في دول غربية أخرى بأنها ترقى إلى "إبادة جماعية".