دعا باحث سوداني الجيش السوداني أن يزيد من وتيرة الضغط في ميدان المعركة عقب الخروقات المتكررة للهدنة الحالية من قبل المليشيا المتمردة (الدعم السريع) التي لم تلتزم حتى الآن بأية هدنة تم تقريرها محلياً أو دولياً طيلة فترة الحرب.

وقال د.الفاتح عبد الرحمن محمد بشير كلمة الفاتح عبد الرحمن محمد بشير الباحث بكلية الدراسات الاسلامية بجامعة افريقيا العالمية في مقال تحت عنوان "معركة الحسم.. بطء الإيقاع وإيجابية النتائج" أن الجيش إن أراد إسكات الأصوات المتعالية المطالبة بضرورة تدويل هذه الأزمة بتحويلها للبند السابع الذي يتيح التدخل المباشر في السودان، أن يحسم جميع المعارك الدبلوماسية التي تدور رحاها في أروقة المؤسسات الدولية في ذات الوقت الذي يحسم فيه معركة الأرض التي شارفت على الحسم بإذن الله تعالى.

تحرك إيجابي بطئ
ووصف "بشير" الوضع الحالي في السودان بأنه بطئ فقال: "كلما طال انتظار نتائج معركة الحسم لتمرد مليشيا الدعم السريع، ازداد قلق السودانيين، وارتفعت وتيرة الاحتمالات والتكهنات حول تأخر هذا الحسم الذي ينتظره كل شعب السودان من أقصاه إلى أقصاه على الرغم من أن رحى الحرب تدور في العاصمة الخرطوم وقليل من ولايات غرب السودان، إلا أن تداعياتها طالت السودان بأجمعه". موضحا أن الحرب التي طال أمدها انعكست ب"شلل اقتصادي التام في جميع الولايات".

لماذا يتأخر الحسم؟
واستدرك الأكاديمي بجامعة افرقيا العالمية أن تأخر الحسم على الرغم من تدمير البنية التحتية لمليشيا الدعم السريع بدرجة كبيرة جداً، مما جعلها تفقد الترابط والتواصل المستمر مع قادتها العسكريين والميدانيين وحتى السياسيين؛ فهي الآن أشبه ما تكون بالعصابات المتفلتة التي تنشط فقط لترويع الآمنين ونهب أموالهم وممتلكاتهم.

وأجاب أنه "منذ اندلاع التمرد والجيش السوداني الذي تمت مباغتته صبيحة الخامس عشر من أبريل، يسعى جاهداً لاستعادة توازنه والسيطرة على مجريات المعركة ضد مليشيا الدعم السريع، وقد نجح في ذلك أيما نجاح، وذلك من خلال ضرب وتدمير كل معسكرات وأماكن تجمع قوات الدعم السريع داخل العاصمة الخرطوم وملاحقة هذه القوات الفارّة بعد محاولة إعادة تشكّلها مرةً أخرى وضربها بسلاح الجو الذى أضعفها وشتت ما تبقى منها مما اضطرها للجوء لأسلوب حرب الشوارع والعصابات الذي يحتاج لتكتيك وقوى من نوع خاص تمثل القوات البرية والمشاة حجر الزاوية فيه".

منهجية الدعم السريع

واشار كاتب المقال إلى أن "مليشيا الدعم السريع بدأت في انتهاج أسلوب جديد لنقل المعركة من ساحات الصراع المباشر إلى دهاليز الحرب النفسية ومحاولة قتل الروح المعنوية للجيش السوداني والشعب الذي التف حوله بصورة مذهلة، فكان أن أطلقت قوات الدعم السريع يدها وأيدي العصابات المتفلتة في ممتلكات المواطنين نهباً وسرقةً وتخريباً، بل واغتصاباً في حوادث متكررة لقتل الروح المعنوية المتوثبة في الشعب".

واعتبر أن الهدف هو جهل الشعب "يفكر ملياً في ضرورة إنهاء هذه الحرب حتى وإن لم يكمل الجيش ما بدأه من تطهير واستئصال للمليشيا المتمردة".

وفسر بذلك "الأصوات المتعالية التي تنادي بوقف الحرب والجلوس لمفاوضة المليشيا، بل وبث وسم خاص بذلك ينادي بأن (لا_للحرب) الذي تقف خلفه وتدعمه القوى المدنية التي تساند المليشيا المتمردة في حربها هذه، كما انبرت كل الأجسام النقابية الهلامية لتجريم الجيش بإظهار الصورة السالبة للحرب (حالات الموت والإصابات التي تسببت فيها المليشيا بدرجة أكبر من الجيش) كالجسم الهلامي المسمى بلجنة الأطباء المركزية التي تنشط فقط في رصد الإحصاءات الكاذبة، وتغض الطرف عن انتهاكات المليشيا المتكررة باحتلالها للمستشفيات والمرافق العلاجية، وكلجان المقاومة التي أصبح أعضاؤها الآن يعملون كمخبرين للمليشيا المتمردة عن أماكن سكن ضباط الجيش المتقاعدين وبعض الناشطين الذين يذيقون هذه المليشيا الأمرّين من خلال المنصات المختلفة، فكان أن عمدت هذه المليشيا لشراء بعض الخونة من لجان المقاومة، للاستعانة بهم في حربها القذرة ضد الجيش.

تعاون إقليمي

وأشار الفاتح عبدالرحمن إلى أن مليشيا (الدعم السريع) تستعني "في حربها ضد الجيش السوداني ببعض مراسلي القنوات الفضائية الذين ينقلون صورة مغايرة تماماً لما يشاهدوه في أرض الواقع، بغرض توجيه الرأي العام داخلياً وخارجياً بعدم جدوى هذه الحرب العبثية (كما يقولون) والتي يجب أن تتوقف مهما كانت النتائج".


مبادرات خارجية
وعن التحركات الخارجية التي تهدف لوقف الحرب قبل معركة الحسم التي شارفت على الوصول لنهاياتها، اتهم الباحث الاكاديمي السوداني "مجلس الأمن ينشط هذه الأيام مع الاتحاد الإفريقي بهدف وأد المبادرة السعودية الأمريكية التي سحبت البساط من تحت أقدام الأفارقة الذين لم يتوانوا في تجميد عضوية السودان في الاتحاد الإفريقي عقب إجراءات الجيش السوداني التصحيحية التي قام بها في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021م، وينشط ذات الاتحاد الآن للالتفاف على المبادرة السعودية الأمريكية التي لا تصب في خانة مصالح بعض أعضائه الشخصية، وحسناً فعلت الحكومة السودانية بالتلويح بالانسحاب من هذا الاتحاد حال استمراره في ذات نهج التدخل السافر في شؤون السودان الداخلية، ومحاولة توجيه دفّة الصراع لما يخدم مصالحه ومصالح من يقف خلفه".