على نسق الاحتجاجات الشعبية التي خرجت قبل 12 عاما في سوريا تطالب برحيل رئيس النظام السوري القاتل بشار الأسد، خرجت فعاليات ثورية نظمها ناشطون سوريون في سوريا ودول المهجر عبر حملة "سوريا لا يمثلها الأسد المجرم" رفضا للتطبيع مع سلطة الأسد.
 

وأكد مطلقو الحملة أن مقعد سوريا لا يمثله "مجرم حرب" قتل واعتقل وهجر ملايين السوريين وتطالب بمحاسبة سلطة الأسد ومساعدة السوريين.
 

وخرجت في مدينة فيينا عاصمة النمسا قبل ساعات مظاهرة رفضا للتطبيع مع سلطة الأسد، كما خرج مئات من شمال سوريا احتجاجا على مشاركة بشار الأسد في القمة العربية بجدة.

ورفع المتظاهرون لافتات عدة كتب على إحداها "دول التطبيع والتطبيل، إن كنتم تظنون أن الثورة انتهت فأنتم واهمون" و"سوريا لا يمثلها الأسد المجرم".

وشهدت عدة مدن خارجة عن سيطرة النظام السوري المجرم، عدة مظاهرات بعد صلاة الجمعة اليوم، احتجاجا على مشاركة الرئيس بشار الأسد في القمة العربية في السعودية.

ومن أبرز المدن التي شاركت في الاحتجاجات مدينة مارع شمال حلب ودير الزور ومدينة الباب بريف حلب الشرقي ومدينة أخترين شمال حلب.

وفي أعزاز، كبرى مدن الشمال السوري الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية بالمناطق المحررة، هتف متظاهرون "الشعب يريد اسقاط النظام"، أحد أبرز الشعارات التي رفعت خلال احتجاجات العام 2011.


ونقلت "فرانس برس" عن المحامي عصام خطيب، النازح من مدينة حلب التي شهدت حصارا ومعارك دامية قبل سنوات، "نطالب الشعوب العربية بالضغط على الحكومات لمراجعة هذا الموقف المخزي والضغط على بشار الأسد للتنحي ولمحاكمته"، حيث أودى النزاع المستمر بأكثر من نصف مليون شخص وشرّد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتحولت سوريا إلى ساحة تصفية حسابات بين قوى إقليمية ودولية.


الائتلاف الوطني السوري
وبدروه، علق الائتلاف الوطني السوري على حضور الأسد للقمة العربية الجمعة منهيا عزلة عربية فرضت عليه منذ اندلاع النزاع في البلاد العام 2011 إثر قمع دموي قوات "النظام" لاحتجاجات شعبية سلمية ضخمة طالبت بتنحيه.
 

وقال الائتلاف في بيان إن "المراهنة على تغيير سلوك مجرم الحرب بشار الأسد مضيعة للوقت كما أنه من غير المقبول السماح له بالإفلات من العقاب على جرائم الحرب التي ارتكبها بحق السوريين".

وأضاف أن "الأسد داعم وركن أساسي من مشروع نظام الملالي التوسعي في المنطقة العربية".

وعلق "نظام الأسد لم يلتفت إلى المطالب العربية في وقف القتل والاعتقال ووقف تصدير المخدرات ولم يأخذها على محمل الجد".
 

وذكر البيان أن "نهج المبعوث الدولي باسم "خطوة مقابل خطوة" خدم "النظام" وشرعنة وجوده واليوم تقوم الجامعة العربية بإعادة تأهيله وإعادته لمقاعد الجامعة". معتبرا أن ما حدث بمثابة "مكافأة النظام بإعادته إلى الجامعة العربية لا يعتبر عودة لسوريا بل تجاهل لإرادة الشعب السوري".

وفي بيان "الائتلاف الوطني" الذي يجمع قوى الثورة والمعارضة السورية، الجمعة، قال إن استقبال بشار الأسد في القمة العربية "تجاوز لتضحيات السوريين لأكثر من 12 عاماً، والضحايا الذين ينتظرون تحقيق العدالة، وتخلياً عن حرية الشعب السوري".

وشدد "الائتلاف" على أنّ "سورية العظيمة لا يمثلها الأسد المجرم، وإن وجود النظام المجرم في مقعد سورية في الجامعة العربية يعني أنّ إيران تحضر القمة عبر مندوبها وحامل أجندتها وإحدى أدواتها في تنفيذ مشروعها التوسعي الحاقد في الدول العربية"، مضيفاً أنّ "العذر بإعطاء فرصة لنظام الأسد هو هدر للوقت ومماطلة لن تفضي إلا إلى مزيد من القتل والاعتقال والمأساة، لأنّ لنظام الأسد سجلاً واسعاً بالخداع والكذب وعرقلة أي عملية سياسية ذات صلة بسورية".

 

مجرم في حق شعبه 

وأشار إلى أنه "من غير المقبول أن تنظر بعض الدول لهذا النظام المجرم على أنه نظام شرعي بعد ارتكابه مئات الآلاف من جرائم الحرب بحق الشعب السوري". وقال إنّ "النظام ليس إلا دمية بيد روسيا ونظام الملالي يسيّرانه وفق مصالحهما ومواقفهما وإرادتهما مقابل ما قدموه له من قتل للسوريين ودعم لآلته العسكرية".

وأكد أن "الشعب السوري لن يتخلى عن طموحاته في الحرية والاستقلال ولو بقي وحيداً، وسيبقى مستمراً في ثورته ومنتفضاً بوجه الأسد حتى انتزاع الحرية المنتظرة وتحقيق العدالة وبناء سورية الديمقراطية"، مبيناً أنه "لا سبيل لذلك سوى بتفعيل المحاسبة من قبل المجتمع الدولي وتحقيق الانتقال السياسي والعمل بشكل فعلي لتطبيق القرارات الدولية المتعلقة بسورية، لا سيما القرار 2254".

 

قاتل الأطفال
ومن جانبه، اعتبر منسق مكتب شؤون اللاجئين في الائتلاف الوطني السوري سليم إدريس أن "الجامعة العربية تستقبل قاتل أطفال سوريا المجرم الذي طُرد بسبب عمليات القتل والاعتقال والتهجير".
وأضاف أن (الجامعة) "أعادوه بعد أن أضاف إلى جرائمه كما هائلا من الجرائم التي يندى لها تاريخ البشرية." وأن ما حدث "مكافأة له على ما فعل بحق الشعب السوري".
وقال الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض معاذ الخطيب إن ما تفعله الدول العربية هو "محاولة للحل، وإنها لم تقدم حلاً بعد، وإنما شرعت بفتح الأبواب وانتظار ما سيقدمه النظام".
وأعرب عن تمنيه أن "تنجح المحاولة بالحصول على ضمانات للشعب السوري بالاستقرار والعدالة، وأن لا يكون الأمر مجرد كلمات يتشدق بها النظام من دون أي مدلول".
وكان الخطيب قد حضر القمة العربية التي عقدت في الدوحة عام 2013 بدعوة قطرية مكان الرئيس السوري، وسط آمال كبيرة لدى غالبية الدول العربية التي وقفت ضد الأسد ودعمت معارضيه، بأن تكون هذه الخطوة بداية لطي صفحة نظام البعث الذي حكم سوريا لعقود.

وبعد عشرة أعوام لا يزال الخطيب يقيم في الدوحة، وبات حضورُه لحظةً للذكرى، إذ لم تتكرر دعوة للائتلاف لحضور أي قمة أخرى، بعد أن بدأت التغييرات على الأرض تطيح بأي آمال لإسقاط النظام.
ويصر الخطيب على أنه لا توجد حتى الآن ضمانات من النظام باحترام ما سيتكلم به مع كل الأطراف، وأنه في حال قدم رؤية معقولة ترضي السوريين وفي نفس الوقت يضمن تحقيقها بوجود قوى إقليمية ودولية ترعى الامر، فإن ذلك قد يكون بداية حل، داعياً لانتظار ما ستحمله الأسابيع المقبلة وكيف سيتصرف النظام.


تضامن للسلام!
وزعم رئيس النظام بشار الأسد، اليوم الجمعة، أمام القادة العرب خلال قمة جدة، وهي الأولى التي تحضرها بلاده منذ أكثر من عقد، تمنيه "أن تشكّل (القمة) بداية مرحلة جديدة للعمل العربي للتضامن في ما بيننا للسلام في منطقتنا والتنمية والازدهار بدلاً من الحرب والدمار".!