قالت السلطات الصحية في محافظة صفاقس جنوب تونس، إن جثث نحو 200 مهاجر غير شرعي يتكدسون في قسم حفظ الموتى بالمستشفى الحكومي المحلي، في انتظار إيجاد حلول لدفنها، وسط مخاوف من أزمة صحية.

وخلال الأيام الماضية، تزايدت جثث مهاجرين من دول الساحل والصحراء أغلبها متحللة ومتعفنة ومجهولة الهوية، بعدما لفظتها أمواج البحر على شواطئ صفاقس، كما انتشل خفر السواحل منذ نهاية الأسبوع المنقضي ما لا يقلّ عن 70 جثّة بعدما غرقت مراكبهم في عرض البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا، وهي أعداد تفوق طاقة استيعاب أقسام حفظ الموتى بالمستشفيات المحلية.

ويرّجح أن ترتفع أعداد الجثث خلال الساعات والأيام القادمة مع ارتفاع وتنامي موجات الهجرة في هذه الفترة من العام التي تتميز باستقرار درجات الحرارة وهدوء البحر وازدياد حوادث الغرق، ما من شأنه أن يشكلّ كابوسا للسلطات التونسية، التي تواجه صعوبة في إيجاد أماكن لدفن المهاجرين وتحديد هوياتهم.

وفي ظلّ هذا الوضع، أعلنت السلطات المحلية بمحافظة صفاقس أنها وصلت إلى مرحلة من "الإنهاك"، مع استمرار الجهود في عملية انتشال جثث المهاجرين ونقلها وحفظها والتكفل بها في انتظار دفنها.

وتشير الإحصاءات إلى أن عدد الجثث التي تم دفنها في مقابر محافظة صفاقس منذ السنة الماضية تجاوز 800 جثة مهاجر من جنسيات مختلفة من دول الساحل والصحراء.

وقال الحرس الوطني التونسي، أمس الثلاثاء، إن خفر السواحل انتشل جثث 58 مهاجرا غير شرعي غرقت قواربهم قبالة سواحل البلاد أثناء محاولة عبور البحر المتوسط نحو أوروبا.

وذكر المتحدث باسم الحرس الوطني التونسي، في بيان عبر صفحته على فيسبوك، أنه بالإضافة إلى انتشال هذا العدد من جثث الضحايا، تمكن من إحباط 51 محاولة للهجرة غير الشرعية وإنقاذ 1242 شخصا خلال اليومين الأخيرين.

وفي 12 أبريل، أعلن الحرس الوطني التونسي انتشال 10 جثث لمهاجرين غير شرعيين بعدما غرق مركبهم قبالة سواحل محافظة صفاقس (وسط شرق) خلال محاولة عبور البحر المتوسط نحو السواحل الإيطالية.

وأصبحت سواحل تونس، التي تبعد بعضها نحو 150 كيلومتراً عن لمبيدوسا الإيطالية، نقطة انطلاق للمهاجرين غير الشرعيين الحالمين بالوصول إلى أوروبا هرباً من الفقر والصراعات في بلدانهم.