منذ وقت طويل من الزمن، ويعرض الإحتلال على أسرة الناشطة المقدسية مريم أبو نجمة شراء منزلها الذي يملك إطلالة عبر مطبخه غير متكررة على المسجد الأقصى المبارك من جهة المسجد الغربي (مسجد قبة الصخرة المشرفة) وعرضت مبالغ كبيرة ولكن هذه المرة وصلت بحسب الناشطين إلى نحو 3 ملايين دولار رغم بساطة المنزل وصغر مساحته لدرجة كبيرة (20 مترا مربعا) مقارنة بالسعر المعروض!.


إلا أن التفات الصهاينة للمنزل هو لقربه الشديد من باب المطهرة (المخصص لدخول المصلين الرجال) أحد أبواب المسجد الأقصى الرئيسية، المجاور للمنزل، فعلى بعد خمس خطوات فقط سيراً على الأقدام هي المسافة الفاصلة بين المنزل والمسجد الأقصى المبارك، ويجاوره أيضا سوق العتم وباب القطانين أحد أبواب سور الأقصى الرئيسية.


وقال ناشطون إن السيدة مريم أبو نجمة "رفضت عرضا "اسرائيليا" بتقديم 3 ملايين دولار وشيك مفتوح للأبد مقابل منزلها الذي لا يتجاوز مساحته 20 مترا .."، ونشروا صورة السيدة المحافظة على منزلها وكتبوا "الفلسطينية "مريم ابو نجمة" صاحبة أجمل إطلالة من منزلها في القدس والتي تطل على المسجد الأقصى المبارك . أهل القدس أهل الصمود والمقاومة أهل الرباط ...".


وقبل عدة أيام، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لنافذة مطبخ عائلة أبونجمة، المطل على المسجد الأقصى مباشرة، وحظيت بتفاعل واسع، مما دفع وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء على منزل العائلة المقدسية، وأعاد إلى الأذهان مأساة هذه العائلة وما تتعرض له من قبل أطماع الصهاينة للسيطرة على البيت وتقديم إغراءات كثيرة للعائلة من أجل سلب البيت التاريخي والأثري منها.


حارس المسجد الأقصى

إلا أن عائلة أبو نجمة تتشبث بمنزلها كونه جزءا أصيلا من سور المسجد الأقصى ويجاوره بشكل مباشر، وفي تصريحات صحفية قال أبو نجمة: ""المنزل إرث تاريخي ورثه لنا والدي ناجي عبدالفتاح أبونجمة، رحمه الله، وكل شبر بداخله هو ذكرى جميلة جمعتنا بوالدي، الذي أفنى عمره جارا للمسجد الأقصى المبارك وحارسا له". مضيفة أنه "شاهد على مسيرة كفاح والدهم الذي عمل على مدار سنوات عديدة حارسا للحرم المقدسي، واعتُقل داخل سجون الاحتلال، ليقضي نحبه شهيدا بعد 17عاماً من الاعتقال".

وعمل والد مريم أبو نجمة حارسا للمسجد الأقصى المبارك، واعتقل في 1968، وهو معروف بنضاله في التصدي لممارسات الاحتلال وهجمات المستوطنين، وحكم عليه بالسجن 100 عام، وبعد مرور 17 عاما على اعتقاله وبفعل تردي حالته الصحية أطلق الاحتلال سراحه، لكنه فارق الحياة شهيدا بعد الإفراج عنه مباشرة.


عروض لا تتوقف

منزل عائلة "أبونجمة" المقدسية المكون من غرفتين في جهة الرواق الغربي للمسجد الأقصى، ويشترك مع السور الغربي للحرم بنافذة كبيرة تمكن العائلة من رؤية باحات المسجد بشكل دائم.


أبونجمة في تصريحات أخرى قالت إن الصهاينة عرضوا على العائلة من قبل شيكا مفتوحا، مقابل شراء المنزل، لذا السبب وذلك ضمن حملة تهجير المقدسيين من المنازل الملاصقة لسور المسجد الأقصى المبارك، بحسب الناشطة.


وقالت "حملة واسعة للاستيلاء على منازلنا بأي ثمن"، مستدركة "نرفض بشكل قطعي، لأنه رغم كل المضايقات، وصغر حجم المنزل، إلا أننا متمسكون بمنزلنا التاريخي .. يكفينا فخراً أن نحيا ونموت ونحن بجوار مسرى رسول الله سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام".


وأوضحت أن "الموقع الاستراتيجي المميز لمنزلنا جعل أنظار سلطات الاحتلال تتجه للسيطرة عليه، لتحقيق مخططها بإحكام السيطرة على المسجد الأقصى المبارك، وهذا هو حال عشرات العائلات المقدسية، التي تسكن في بيوت تطل على المسجد الأقصى مباشرة وتشترك معه في سوره الشمالي والغربي".


وقال مراقبون إن للاحتلال أطماع لا تخفى للاستيلاء على منازل العرب والمسلمون بالقدس لاسيما المجاورة لسور المسجد الأقصى، مع حصار وممارسات استفزازية واعتداءات متكررة، ومنع متواصل من الخروج والدخول بحرية، عوضا عن الإجرام الذي يتم باقتحام المستوطنين وجنود الإحتلال لساحات الحرم القدسي الشريف وهي الأوقات التي تمنعهم من العودة لمنازلهم بسهولة.


ومن ممارسات الإحتلال التي يلفت لها المقدسيون منع الاحتلال العائلات المقدسية من البناء والترميم، وذلك في منزل عائلة أبو نجمة الذين يمنعهم الاحتلال من بناء طابق ثان في منزلهم الصغير والقديم، أو حتى ترميم جدرانه المتهالكة، إلى جانب منعهم من إجراء إصلاحات لخطوط المياه التي تتسرب إلى المنزل بفعل تشقق الجدران.


وأوضحت "أبونجمة" أن جنود الاحتلال على أبواب الأقصى يفتشون مشترياتها وحاجياتها والتدقيق في بطاقات الهوية الشخصية مع كل دخول وخروج.