1 - الإمام أبو حنيفة النعمان
حُبِس أبو حنيفة في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، والسبب إشاعة راجت بين العوام بأنه مؤيد لثورة محمد النفس الزكية على المنصور، فحاول الوزير يحيى بن هبيرة أن يوقع أبى حنيفة في "فخ" معصية أوامر الخليفة، فعرض عليه القضاء فرفض فهدده ابن هبيرة بالضرب والحبس، فأبى فعين بديلًا له. وبعدما انتهت الثورة قام بعض كارهي أبي حنيفة بتأنيب المنصور على تركه لأبي حنيفة دون عقاب على تأييده للثوار، فقام بعرض القضاء عليه مرة أخرى فرفض فهدده بالضرب والحبس فرفض، فحبسه فترة من الزمن ومنعه من الإفتاء والتدريس وظل كذلك مقيدًا حتى مات في سجنه عام 150 هـ.

2 - الإمام مالك رحمه الله 
سُجِنَ الإمام مالك في عهد الخليفة المنصور، والسبب روايته لحديث "ليس على مستكره يمين" فشك الخليفة أن هذا فيه نقض للبيعة، لأنه لا يخلو المبايعون من أناس مكرهين لا سيما من الثائرين على المنصور والحديث ينقض بيعتهم. فقام والي المدينة جعفر بن سليمان، بتجريده من ثيابه وحبسه وأمر بضربه حتى انخلعت كتفه وبقي في السجن يعاني، وظل زمانًا لا يستطيع تحريك ذراعه من الألم. قال الدراوردي: لَمَّا أحضر مالك لضربه في البيعة التي أفتى بها - وكنت أقرب الخلق منه - سمعته يقول: كلما ضُرب سوطَا: "اللهم اغفر لهم؛ فإنهم لا يعلمون" حتى فرغ من ضربه.

3 ــــ الإمام الشافعي
سجن الشافعي وكاد يُقتل في عهد هارون الرشيد، والسبب إشاعة تقول بأن الشافعي انضم إلى مجموعة من الشيعة ورفض بيعة الدولة العباسية، فتم احتجازه مع مجموعة من العلويين وحضروا عند هارون الرشيد، فأمر الرشيد بقتلهم جميعًا إلا الشافعي الذي أخذ يدافع عن نفسه وأنه لم يرفض ولاية العباسيين، فأمر الرشيد بحبسه، فلما أخرجوه أمر بقتله فتكلم الشافعي مرة أخرى واستشهد بجليس الرشيد وهو محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، فشهد له بالعلم والفضل، فأمر بحبسه مرة أخرى، حتى تبينت براءته عند الرشيد فعفا عنه.


4 - الإمام أحمد بن حنبل
سُجِن أحمد في فتنة خلق القرآن الشهيرة وعذب كثيرًا على يد المأمون والواثق حتى جاء المتوكل فأفرج عنه وأعاده إلى بيته وكان يطمئن عليه من وقت لآخر، وناله في السجن من العذاب ما لا يتحمله بشر، وكذلك فتش الجنود بيته وكتبه ونساءه وفرضوا عليه بعد السجن إقامة جبرية، ولكنه كان ثابتًا على موقفه لا يتزعزع عنه أبدًا.

.............

د. أحمد رشاد