سلط معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الضوء على وباء الكوليرا في لبنان وسوريا، والأسباب التي أدت إلى ذلك وعلى رأسها انهيار الدولة في البلدين.


وفي تحليل لحنين غدار، وأندرو تابلر، ناقش المعهد ما يعيق الجهود المبذولة لمكافحة هذا المرض الذي يؤدي غالبا إلى الوفاة، والعوامل التي تحول دون القضاء عليه.


ونشر المعهد فيديو من إعداد الباحثين، مشيرا إلى أن على واشنطن وحلفائها تذليل العقبات والتوفيق بين المتناقضين لمعالجة مشاكل انهيار الدولة في سوريا ولبنان، والإبقاء على التدابير التي تتصدى لأعمال النظام السوري، وحزب الله اللبناني، التي وصفها بأنها "مخلة بالاستقرار".


وقالت غدار إن "هدف المنظمات الصحية والطبية الدولية هو وقف انتشار المرض واحتوائه ولكن المشكلة ليست طبية. فالسبب هو انهيار مؤسسات الدولة".

وفي نوفمبر الماضي، حذر وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، من تفشي الكوليرا في بلاده، مطالبا الدول المانحة بدعم "القطاع الاستشفائي".


وحتى نوفمبر الماضي، أصيب 413 بالكوليرا في لبنان توفي منهم 18، وفق حصيلة لوزارة الصحة.


وتنتشر الكوليرا بحسب البلدات اللبنانية، شمالا بالدرجة الأولى، إذ سجلت 80 بالمئة من الإصابات، بينما سجلت عرسال البقاعية ومناطق أخرى 20 بالمئة.


وفي 6 أكتوبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن تسجيل أول إصابة بالكوليرا في البلاد منذ 1993 بمحافظة عكار، لينتقل الوباء بعد ذلك إلى مناطق عدة في البلاد.

على جانب آخر، حذرت الأمم المتحدة في أكتوبر الماضي من أن مرض الكوليرا يتفشى بشكل سريع في جميع أنحاء سوريا، مطالبة بـ34.4 مليون دولار لخطة استجابة مدتها 3 أشهر، لمساعدة أكثر من 160 ألف شخص بالخدمات الصحية، و5 ملايين شخص بالمياه والصرف الصحي والنظافة.


وقالت رينا غيلاني، المسؤولة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، إنه "تم الإبلاغ عن أكثر من 24 ألف حالة كوليرا مشتبه بها، وتم أيضًا تأكيد إصابات في جميع المحافظات السورية الـ14".


وأضافت أنه "توفي 80 شخصًا على الأقل" بسبب مرض الكوليرا، بينما يواجه الملايين في عموم البلاد التي مزقتها الحرب نقصًا حادًا في المياه بالحسكة والباب وحلب.


وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل أكثر من 20 ألف حالة مشتبه فيها بالإسهال المائي الحاد، و75 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا في سوريا.