تضامن نجيب ساويرس، رجل الأعمال والملياردير، مع تغريدات كتبها المحلل السياسي السعودي تركي الحمد، الأكاديمي المقرب من الديوان الملكي، انتقد فيها الأوضاع الاقتصادية في مصر معتبرا أن الانهيار نتيجة لهيمنة الجيش المتصاعدة على مفاصل الحكم في مصر، على حساب مؤسسات المجتمع المدنية؛ ما أدى إلى وقوعها أسيرة لشروط صندوق النقد الدولي.


الأكاديمي السعودي "تركي الحمد"، المُقرب من الأمير محمد بن سلمان، انتقد هيمنة الجيش المصري على مفاصل الحكم، وحمل القوات المسلحة بتغولها في الاقتصاد مسؤولية تردي الأوضاع، "حيث لا يمر شيء في الدولة المصرية إلا عن طريق الجيش، وبإشراف الجيش، ومن خلال مؤسسات خاضعة للجيش، ولصالح متنفذين في الجيش".


واعتبرت تغريدات الحمد فتورا في العلاقات بين مصر والسعودية، خاصة إن مثل تلك التغريدات غالبا ما يتم إملائها من أولي الأمر المقرب منهم، وأن الهجوم غير المسبوق على السيسي والجيش لا يمكن أن يكون مجرد صدفة، لكنه يُظهر أن هناك تغييرا في سياسات السعودية في منح المساعدات لمصر، والتلميح بالدور السلبي للجيش المصري في السياسة والاقتصاد.


وعبر تويتر كتب نجيب (Naguib Sawiris )، "كمصرى لا حساسية لدى من اي نقد بالعكس لان هذا معناه انك مهتم you care ..و لذا لك كل الشكر و التقدير منى وًمن يختلف فى الرأى معك و انا لست منهم".


وأعتبر مراقبون أن موقف ساويرس المثير للدهشة مع أنه أكثر رجل أعمال في مصر منحه السيسي امتيازات اقتصادية بالمشاركة مع الجيش غير مسبوقة، وسبق أن انتقد "نجيب ساويرس"  شركات الجيش التي لا تدفع ضرائب ولا جمارك، معتبرا أنه ذلك "منافسة غير شريفة"!


امتداح ساويرس لانتقاد السعوديين لجوانب الاقتصاد في مصر، وانتزاع نفسه من موجة من الرد على الحمد سواء من رافضي الانقلاب الذين قرروا محاسبة الخليج والرياض من ضمن، على دعمهم الانقلاب ل10 سنوات أو أكثر، أم من مؤيدي الانقلاب الذين بدا أن ساويرس خذلهم، ومن غير المثير للدهشة أن هذا "المديح" جاء بعد قداس مسيحي أقامته الكنيسة المصرية في السعودية بتكليف من البابا تواضروس الثاني أعلن عنه الإثنين الماضي، وتداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي، ماقطع الفيديو الخاصة به خلال ال24 ساعة ألأخيرة حيث أول قداس لعيد الميلاد في السعودية بـ"رعاية كاملة من سلطات المملكة".


وكلف (بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية) الأنبا مرقس مطران (منطقة) شبرا الخيمة (مسؤول كنسي) بزيارة الأقباط المصريين المقيمين في السعودية.


وأوضحت مصادر كنسية أن زيارة مطران شبرا استمرت لمدة شهر انتهت بإقامة قداس ليلة عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي مساء 6 يناير/7 يناير، وذلك للمرة الأولى في تاريخ المملكة.


وأشاروا إلى أن زيارة المسؤول الكنسي المصري شملت عدة مدن في الرياض (العاصمة) وجدة والمنطقة الشرقية بإقامة القداسات وحضور أعداد كبيرة من الأقباط المصريين والإريتريين وممارسات كافة الصلوات والاجتماعات الروحية.


ووجهت الشكر للسفير السعودي بالقاهرة أسامة النقلي على “تسهيل إجراءات السفر للمطران والأب الكاهن المصاحب له”.


الرز الخليجي

وحصلت مصر على دعم خليجي يقدر بـ 22 مليار دولار خلال 2013 – 2014، من الرز الخليجي، وفي تصريحات لوزير المالية السعودي "محمد الجدعان" في مؤتمر دافوس الاقتصادي السنوي وعد بتغيير طريقة تقديم المساعدات للحلفاء بشروط وإصلاحات، حيث قال الجدعان: "كنا نعطي منحا وودائع دون أي شروط، وهذا سيتغير، فقد قمنا بفرض ضرائب ونتوقع من الدول أن تفعل ذلك وأن يقوموا بدورهم، نريد أن نساعد ولكن نريد من الحميع أيضا أن يقوموا بدورهم". 


وقال الأكاديمي السعودي "خالد الدخيل" المقرب من بن سلمان، من خلال "تويتر": "ما يحصل لمصر في السنوات الأخيرة يعود في جذره الأول إلى أنها لم تغادر عباءة العسكر من 1952، انكسرت في يونيو 1967 وتبخر وهج 23 يوليو  كما عرفه المصريون والعرب، لكن سيطرة الجيش على السلطة وعلى اقتصاد مصر لم تسمح ببديل اقتصادي مختلف".


وقبلها بأيام هاجم الدخيل السيسي تلميحا، "حاجة بعض الدول للقروض والمنح والإيداعات في بنوكها المركزية تحولت إلى ظاهرة مزمنة، بدايتها في سبيعينات القرن الماضي وأصبحت حالة إدمان، فالدول نفسها لا تزال في حاجة للمنح والقروض، فأين ذهبت مئات المليارات منذ ذلك التاريخ حتى الآن، ولماذا لم تُخفف الأزمة ولا الحاجة للاقتراض؟".


الضابط والدبلوماسي السابق في الكويت "عبد المحسن الشمري" انتقد تقديم دعم لمصر بسبب تغول الجيش في الاقتصاد، وقال إن الحكومة تملك سيولة كبيرة تقدر بمليارت الدولارت ببنوك أجنبية، وهي منح من الكويت والسعودية والإمارات متراكمة من سنين طويلة، لكن لا تستطيع الدولة أن تستعين بها لسد النقص عندها، لأنه تم إيداع تلك الأموال تحت مسميات من أفراد شرطة وجيش ومتنفذين في الدولة العميقة في مصر، ثم تساءل: هل هذا الدولة تستحق المساعدة ونترك المواطن الكويتي؟