يقول متابع إن الجيش المصري تاجر بأرواح أبناء مصر عندما وقف أحد ضباطه أمام كاميرا التلفزيون الرسمي للدولة المصرية ليؤدي التحية العسكرية لشهداء ثورة 25 يناير الذين قتلهم زميله اللواء عبد الفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية ثم عاد ليقتلهم مرة أخرى وهو برتبة فريق ووزير الدفاع في 14 أغسطس 2013.

في حين يرى الباحث والكاتب علاء بيومي أن "انقلاب الجيش المصري نفسه ومؤسسات الأمن على عملية التحول الديمقراطي رفع كلفة أي محاولات سلمية لتغيير الوضع القائم".

وفي دعم الجيش أضاف "بيومي" أن الدعم المالي الكبير من قوى الثورة المضادة الإقليمية، وشعور فئات واسعة من المصريين بالإرهاق والتيه، بسبب فترة عدم الاستقرار والاضطرابات السياسية القاسية التالية لثورة يناير (والتي صنعها المجلس العسكري)، والصعود الإعلامي للثورة المضادة، ولعبها على أوتار التخويف الأمني وتقسيم المجتمع.

أما الأكاديمي سام يوسف فرأى أن الجيش لم يكن راض عن توريث جمال الحكم وخروج الجيش من الصورة (أرباح الفساد)، وأنه استغل والسماح للشباب بالتظاهر حتى تكتمل الثورة، ويتواصل الضغط ويضطر مبارك للتنحى ثم يوضع الاخوان كفزاعة لمدة سنة، حتى يظهر المنقذ لتبدأ الثورة المضادة وركوب الثورة والعودة لما هو أسوأ من عهد مبارك.

المجلس العسكري بدأت مجازره، منذ الأسبوع الأول لمغادرة الثوار ميدان التحرير، وإشعال الميدان بألوان الألعاب النارية، وهو يغلق ميدان التحرير شيئا فشيئا  لزحزحة الثوار عن مناط قوتهم ويفرض سيطرته، واستهدف الضابط أحمد (تعهد السيسي في 2012 بألا يحاسب أحمد ولا من أتي به) عيون ثوار محمد محمود وشارع وزارة الصحة المواز والقريب من ميدان التحرير والجامعة الامريكية، ثم مجزرة ماسبيرو بعدها المجزرة الأضخم بستاد بورسعيد ثم مجزرة وقفة وزارة الدفاع مستهدفا الثوار ثم الالتراس متحضرا للثور الأبيض والأكبر الإسلاميين وفي القلب منهم الإخوان المسلمين في رابعة والنهضة والحرس الجمهوري والمنصة.... الخ.


الداخلية مع الفساد

أما داخلية السيسي التي أدعى السيسي أن الثورة (25 يناير) قامت لكسرها، فبعد مرور 12 عاما على قيام ثورة يناير والتي كان لممارسات جهاز الشرطة دور أساسي في اندلاعها، وكان أحد أهم مطالبها وقف هذه الممارسات ومحاسبة مرتكبيها، وأنه إذا كان نصف شعب مصر مقتنع بجدوى الثورة وإسقاط نظام مبارك في ٢٠١١، فليس هناك أدنى شك أن أكثر من ٩٠٪ من شعب مصر اليوم في ٢٠٢٣ مقتنع تماماً بحتمية وضرورة وجدوى إسقاط نظام السيسي وعسكره وشرطته مخابراته وقضاته وإعلامه وكل أركان دولة العسكر العفنة، بحسب بيان "المجلس الثوري المصري".

موقع الداخلية في المنظومة خدمة أعداء الوطن والفاسدين والمجرمين، وملاحقة الشرفاء والمخلصين، لقهر شباب الامة ولاعتقال العلماء والمفكرين والمثقفين، بتاريخ حافل من التعاون حتى مع المحتل الانجليزي، ولذلك ينشر الناشطون مقاكع فيديو توثيق لقطات الخزى والعار التي تسجل "بطولات الاداخلية" ضد فتيات مصر أحدهم يضع رأس فتاة تحت عضلاته وآخر يتحرش بفتاة معتقلة.

الشرطة الحقيقة، تظهر أثناء استجواب المصريين سياسيين وغيرهم، بالصعق بالكهرباء في أجزاء حساسة من الجسم حت في رأس المعتقل ولسانه والشبح بالتعليق من الذراعين، بزنازين  فوق وتحت الأرض وبحضور أطباء مجرمون.

بعد ١٢سنة من الثورة و١٠ سنوات من حكم عسكري سلطوي قمعي ديكتاتوري، ما زال السيسي يخشى من هبة شعب مصر، ولهذا لا يذكر ثورة يناير إلا بسوء، ولا يمل من تحذيراته منها ولا يصف الفترة الوجيزة التي تمتع فيها شعب مصر بحريته كاملة وفرض الحاكم الذي اختاره على العسكر، إلا بأنها تدمير وخراب.

وبتشكل الجيش والشرطة أصبحنا في "في صراع مع أقلية حاكمة تعمل لصالح أجندة خارجية تريد اخضاع مصر سياسيا، وشعب مصر عندما يقوم بتنظيم قطاعاته المختلفة يستطيع ان يفرض ارادته ويوحد قواه لتنفيذ العصيان المدني الشامل في لحظة ما قادمة لا محالة لاسقاط النظام"، بحسب مها عزام.
وفي ظل الأوضاع المأزومة بوصول التضخم لقرابة 100% ودعوة المصريين لتناول أطعمة تمثل رمزا للفقر المدقع وتعتبر فضلات حيوانية، يشير د. احمد رامي الحوفي أن النظام سيعجز عن تحقيق حياة كريمة حتى لمؤيديه وخادميه من جيش وشرطة.


ومن وحي بيانات تحالف دعم الشرعية توعد في واحد منها بالمحاسبة وهو يؤكد "إن كلمتنا واضحة للقتلة لللظالمين لمخربين لن تستطيع أن تستمروا في مقاعدكم .. لن تستمروا في هدم مصر وتخريب كل حق فيها .. ستهزمون وسيحاسبكم الشعب كما كسرتكم ثورة يناير وكسرت بدورها (ولو لبعض الوقت) الجبروت والظلم والطغيان .. وإن موعدنا لقريب وما ذلك على بعزيز".

وقبل أيام من الذكرى قال الفنان وجدي العربي: "ستظل 25 يناير بالنسبة لنا ذكرى عظيمة، ومهما حدث سنظل نعتز بها، ونفتخر أن الله تعالى كتب لنا أن نعيش هذه الأيام، وبغض النظر عما جرى بعد تلك الأحداث، ستظل هذه الثورة محفورة في الذاكرة".