دائما ما يثير المتحدثين العسكريين في عهد السيسي الجدل، فبعد نشر الجيش بياناً يتضمّن قراراً لوزير الدفاع، الفريق أول محمد زكي، بتعيين العقيد الأربعيني إسلام مهدي، متحدّثاً باسم القوّات المسلّحة، خلَفاً للعقيد غريب عبد الحفاظ، ولم تكد تمرّ ساعات على القرار، وصدور أول بيان مذيّل بتوقيع المتحدّث الجديد، حتى حُذف اسم هذا الأخير وصورته من جميع الصفحات الرسمية للجيش، في حين جرى إبلاغ جميع الصحف والمواقع الإلكترونية التي نشرت سيرته الذاتية بحذفها وإخفاء الخبر.

 

لماذا تم التراجع

أتى تعيين العقيد إسلام مهدي متحدثا عسكريا بالتزامن مع حركة الترقيات والتغييرات التي تجري داخل الجيش بداية العام الجديد، لكن بعد ساعات قليلة تم الإطاحة به من هذا المنصب والذي أصبح منصبا شرفيا ففي الفترة الأخيرة تراجعت  أهمية منصب المتحدّث العسكري، بعدما اقتصر تَواصل الإعلاميين معه على البريد الإلكتروني من خلال أعضاء مكتبه، ولقاءات محدودة للغاية بعيدة تماماً من الظهور التلفزيوني، إلّا أن المنصب لا يزال يحظى بأهمية داخل الجيش، باعتبار أن المسؤول عنه يكون حلقة الوصل بين الإعلام والمؤسّسة العسكرية

ووفق مصادر صحفية، فإن وزير الدفاع هو الذي أصرّ على استبعاد المتحدّث الحالي، رافضاً تأجيل قراره إطاحته، وعارضاً إياه على عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعهما الشهر الماضي في قصر الاتحادية.

 لكنه سرعان ما أُجبر على التراجع، وسط حديث عن استعداده لمغادرة منصبه في أوّل تعديل وزاري، مع تصعيده شرفياً إلى منصب مستشار للرئيس، وبحسب المصادر، سيكون خليفة وزير الدفاع وربّما رئيس الأركان من داخل المجلس العسكري الذي يضمّ قادة الأفرع والأسلحة، وهو ما يجري ترتيبه حالياً لإخراجه بشكل لائق، لا سيما وأن هذا الملفّ سيكون أولوية قبيل بدء التجهيز للانتخابات الرئاسية التي يُفترض أن تُجرى في يونيو 2024.

 

المتحدث العسكري السابق محمد سمير

ويرتبط المتحدثين العسكريين الذين يتم تعيينهم في عهد السيسي بالكثير من الجدل فسابقا سخر مغردون من تناول الأذرع والمواقع التابعة للنظام لحكم محكمة جنح الدقي في الجيزة، بحبس المتحدث العسكري السابق محمد سمير 3 سنوات وكفالة 10 آلاف جنيه وتعويض مؤقت ألف جنيه، لاتهامه بتبديد قائمة المنقولات الخاصة بزوجته السابقة المذيعة إيمان أبو طالب.

وتعجب المغردون من تغطية المواقع الخبرية للحكم من دون ذكر منصب سمير السابق، ووصفها له بـ"طليق إيمان أبو طالب"، في حين كانت تلك المواقع تخطب وده، وتتمنى نشر أي تصريح له حين كان في الخدمة وعلق بعضهم ساخراً: "عاملوه كما لو كان مدنياً".

وسابقا عبر ناشطون مصريون عن غضبهم واستيائهم من المتحدث العسكري السابق باسم القوات المسلحة المصرية، العميد محمد سمير، بعد مهاجمته لرواد مواقع التواصل الاجتماعي ونعتهم بـ”الرعاع”، وذلك على إثر تعليقهم على زواجه الثالث الذي احتفل به قبل أيام.

وجاء هذا الهجوم من المتحدث العسكري السابق، العميد محمد سمير على نشطاء مواقع التواصل بعد زواجه من المذيعة إيمان أبوطالب، تعبيرا عن غضبه من سخرية النشطاء في مصر الذين انتقدوه خاصة وأن زواجه الثاني لم يمض عليه بضعة أشهر.

وقال سمير في مقاله “الرعاع” الذي نشرته صحيفة “اليوم السابع”: “منذ خلق الله الكون شاءت حكمته سبحانه وتعالى أن تتنوع صفات وسمات الناس ما بين الجميل والقبيح، والطيب والشرير، والحسن والسيئ، ونقي السريرة وأسود القلب، وإذا دققت في أمراضنا الاجتماعية المستحدثة التي برزت على الساحة في السنوات الأخيرة نتيجة تردّي التعليم وانهيار منظومة القيم والأخلاق التي كانت تحكم المجتمع لعوامل كثيرة لا تخفى على أحد ستجد ارتفاعاً مخيفاً في عدد الرعاع من الناس، والرعاع طبقاً لتعريف القاموس هم مجموعة من الغوغاء والسفلة، وشاءت إرادة الله أن يكونوا موجودين في كل المجتمعات وفي كل زمان ومكان، وهم لا يتورعون عن ممارسة الغيبة والنميمة ليل نهار لنهش أعراض الناس ورميهم بالباطل”.

 

المتحدث العسكري السابق أحمد محمد علي

يُعتبر المتحدث العسكري أحمد محمد علي أكثر من هاجمه  نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بعد تسجيل فيديو مُسرب للفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، يشيد خلاله بالأول ويؤكد أنه عنصر جاذب للنساء لوسامته الشديدة.

كما أطلق عليه نشطاء التواصل الاجتماعي عليه "نوال" بعدما دافع عبدالفتاح السيسي، ممازحاً أحد الضباط في القوات المسلحة، عن المتحدث العسكري الوسيم الذي اعتبره عنصر جذب صريح، العقيد أحمد محمد علي.

وما إن أطل العقيد أحمد محمد علي للمرة الأولى في مؤتمر صحفي للقوات المسلحة حتى انهمرت عليه عبارات السخرية وأطلق لأجله "هاشتاق" باسم المتحدث العسكري نوال.