كان عام 2022، عامًا مختلفًا في كل شيء على مستوى العالم، إذ أشعلت الحرب الروسية الأوكرانية الأسعار في مختلف دول العالم، وتسببت في العديد من الأزمات لأوروبا وكانت أزمة الطاقة على رأسها، إضافة إلى معاناة العالم جراء فيروس كورونا واكتشاف فيروسات أخرى وإن كانت أقل خطرًا مثل فيروس مثل جدري القرود.

وتشير مؤشرات "جوجل" أن الكثير من الأفراد يستعينون بمحرك بحث Google لإيجاد معلومات مختلفة عن مواضيع قد تكون ترفيهية أو تعليمية، أو حتى رياضية. في الحقيقة، يعتمد أكثر من ثلثي الأفراد في المنطقة على Google لمعرفة الأخبار؛ حوالي 74% في الإمارات و62% في السعودية و68% في مصر.

وفي مصر، أظهرت قوائم العمليات الأكثر بحثًا لهذا العام أنّ 2022 كان عام الأزمات المستعرة، بداية من ارتفاع الأسعار، مرورًا بانخفاض مستوى الجنيه، ومؤتمر المناخ، وانتهاءً بقرض صندوق النقد الدولي.

ماذا كان يشغل بال المواطنين؟

لكن عمليات البحث على "جوجل" أثبتت أن المصريين كانوا يبحثون عن الأزمات المستعرة وخاصة الاقتصادية منها، لكنهم في الوقت ذاته كانوا يبحثون أيضًا عن مباريات كرة القدم وكأس الأمم الإفريقية وكأس العالم، وغيرها من موضوعات الفن والمنوعات.

وتظهر بيانات "جوجل" اهتمامات المصريين على النحو التالي:

في المجال العام

وتظهر قوائم البحث أكثر 10 موضوعات بحث عنها المصريون في المجال العام خلال عام 2022، وهي كالتالي:

1 - سعر الدولار اليوم، كأس العالم، موقع دعم مصر، منتخب مصر، كأس أمم إفريقيا، تسجيل لقاح كورونا، كسوف الشمس، مؤتمر المناخ، زلزال اليومن حرب روسيا وأوكرانيا.

في مجال الشخصيات

كانت أكثر 5 شخصيات بحث عنها المصريون خلال عام 2022، هي:

الطفل ريان، ميار الببلاوي، هشام سليم، شيماء جمال، جورج الراسي.

في مجال الأمور الحياتية

جاءت أكثر 5 موضوعات بحث عنها المصريون خلال 2022 كالتالي:

ازاي اقرص الناموسة زي ما قرصتني، ازاي الاقي ريموت التلفزيون، ازاي اروح ممشى أهل مصر، ازاي احسب كام ف الميه، ازاي تخلي البنت تحبك.

في مجال الرياضة

أما في مجال الكرة والرياضة فقد جاءت أكثر 5 موضوعات بحث عنها المصريون خلال 2022 كالتالي:

منتخب مصر، مباريات كأس العالم، كاس امم افريقيا، مصر والسنغال، مان سيتي ضد ليفربول

في مجالي المسلسلات والأغاني

وعلى الرغم من الأزمات المعاشية العديدة التي يعاني منها المصرين، إلا أن شرائح كبيرة من المجتمع كانت تضع اهتماماتها في مشاهدة المسلسلات والاستماع إلى الأغاني، وجاء ترتيب أكثر 5 موضوعات فيهما كالتالي:

في المسلسلات: مسلسل توبة، مسلسل انا وهي، مسلسل الاختيار ٣، مسلسل ابو العروسة الجزء الثالث، مسلسل الكبير اوي 6.

في الأغاني: اغنية الغزاله رايقه، اغنية ستو انا، اغنية شيماء، اغنية البخت، اغنية ويوماتي ببعت السلامات.

دلالات اهتمامات المصريين

وتعكس هذه الاختيارات اهتمامات الأشخاص حول مختلف الأحداث السياسية والاقتصادية والشخصيات والأغاني والمسلسلات على مدار السنة.

وتصدرت الموضوعات الاقتصادية مجال البحث مثل سعر الدولار اليوم، وموقع دعم مصر (أطلقته وزارة التموين والتجارة الداخلية بحيث يوفر مجموعة من الخدمات التموينية الإلكترونية، لتسهيل طلب الخدمات وتعديلها على المواطنين)، وهو ما يشير إلى الحالة الاقتصادية التعيسة التي يعيشها المصرين منذ استيلاء قائد الانقلاب على الحكم في مصر في 2014، والتي ازدادت بؤسًا خلال 2022.

ويرى الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع البارز، والعميد السابق لكلية الآداب جامعة القاهرة، أن الشخصية المصرية أصبحت تعاني من العشوائية والامتعاض الشديد من الدولة والشك في الآخرين. وهذا هو ما أسميه بالحداثة البرانية أو الزائفة أو الطبعة المصرية أو العربية من الحداثة.

وأضاف في حوار صحفي بصحيفة "الوطن" أن قيم الإنسان المصري قد انهدمت، وأن أخلاقه انحطت وفسدت، وإنما أرى أنه وُضع في ظروف أو نمط حداثي لا يخلق منه إنساناً قادراً على التفكير المنطقي بسبب سوء التعليم، ولم يتعلم التعايش مع الآخر رغم الاختلاف، وأكبر دليل على أن المشكلة ليست في الشخصية ولكن في النمط هو نجاح المصري والعربي أيضاً حين ينتقل إلى حاضنة أفضل، أي حين يسافر إلى بلدان تتمتع بظروف أفضل، ولذلك أؤمن أن الإصلاح وضبط الأمور يتطلب إصلاح البنية والسياق وليس البشر وحدهم.

40% مشغولون بتأمين لقمة العيش

ويتابع زايد أن نحو 40% من الطبقة المتوسطة الدنيا مشغولة بتأمين لقمة العيش، أما أبناء الشريحة الوسطى من الطبقة المتوسطة فيسعون لصنع ثروات لتأمين مستقبلهم، والعليا تريد تضخيم ثرواتها والجمع بين المال والسلطة، أي أن الجميع مشغول عن الوطن والشأن العام.

وأكد أن الصدمات المتلاحقة والمتناقضة للمصريين في 200 عام أنتجت ظواهر التشوه والامتعاض الشديد من الدولة والشك في الآخرين.. والطبقة الدنيا تجرى وراء لقمة العيش.. و«الوسطى» تسعى لتأمين مستقبلها.. و«العليا» تريد تضخيم ثرواتها.. والجميع مشغول عن الوطن!