في ما يشبه الحملة الممنهجة روجت خلال الأسبوع المنصرم قنوات فضائية تابعة للنظام لتناول المصريين أرجل الدجاج على أنها وجبة دسمة غنية بالبروتين، وذلك في ظل الأزمة الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.

وتناست تلك الحملة السبب الرئيس في هذه الأزمة وهو سياسيات رأس سلطة الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي وحكومته.

ونشر النشطاء ردا على هذه الحملة المقيتة هاشتاج "الفراخ للعسكر والرجول للشعب" في إشارة إلى أن طغمة السلطة الحاكمة والمنتفعين هم فقط من يستطيع حاليا تناول الفراخ بعد أن وصل سعر الكيلو من الفراخ البيضاء إلى خمسون جنيها.

وفي شهر إبريل الماضي قامت إحدى الجمعيات الخيرية بتوزيع عظام المواشي على 16 أسرة فقيرة من سكان قرية أبيس بمحافظة الإسكندرية، وهو ما أثار الجدل والاستنكار حول ما فعلته الجمعية.

وأثارت الجمعية الغضب والسخرية في حينها بالصور التي نشرتها قبل أن تزيلها، مشيرة إلى أن العظام "تعمل شوربة غنية بالعناصر الغذائية تكفي ليومين أو ثلاثة".

ورأى بعض المغردين إن ارتفاع أسعار اللحوم جعل الحصول عليها وتوزيعها أمرًا صعبًا ولكن توزيع العظام فقط على البسطاء أمر غير مقبول وله تداعيات نفسية سلبية عليهم. كما طالبت بعض التعليقات الجمعية بضرورة توضيح حقيقة الصور وهل تم توزيع مواد أخرى على الأهالي البسطاء بخلاف تلك العظام ‏أم تم الاكتفاء بها؟

هذه صورة بسيطة لكنها مؤلمة لما يحدث في الشوارع وبين حياة البسطاء الذين لا يجدون ربما قوت يومهم، ويتسولون حتى العظام آملين أن تسد حاجتهم أو تشبع بطونهم!

 

123 ألف شكوى

كان تقريرًا حكوميًا صدر قبل أيام عن مدير منظومة الشكاوى الحكومية التابعة لرئاسة مجلس الوزراء طارق الرفاعي يفيد بأن المنظومة تلقت ورصدت 123 ألف شكوى وطلب واستغاثة خلال نوفمبر الماضي، وردت 59% منها من خلال الخط الساخن لشكاوى مجلس الوزراء، في حين جرى تسجيل 41% منها من خلال البوابة الإلكترونية للمنظومة، إضافة إلى قنوات ووسائل تلقي وتسجيل ورصد الشكاوى المتنوعة المرتبطة بها، وفقًا لـ"إندبندنت عربية".

وجاء في مقدمة القطاعات التي تركزت حولها الشكاوى السلع الغذائية والتموينية والخدمات، من دون ذكر نسبة بعينها لكل قطاع.

 

ارتفاع الأسعار وارتفاع التضخم

أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء بارتفاع معدل التضخم السنوي لأسعار السلع في عموم مصر (المدن والقرى) ليسجل 19.2% في نوفمبر، مقابل 6.2% في 2021 بارتفاع 13%.

بينما سجل التضخم في المدن 18.7% في نوفمبر مقابل 16.2% في أكتوبر، وهذا هو أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2017 عندما سجل 21.9%.

وترجع أهم أسباب الارتفاع في التضخم، خلال شهر نوفمبر، إلى ارتفاع مجموعة الحبوب بـ 4.8% واللحوم الدواجن بـ 6.8%، ومجموعة الأسماك والمأكولات البحرية بـ 3.7%.

وبالتفصيل، فقد لفت الجهاز المركزي إلى ارتفاع تكلفة الطعام والمشروبات بنسبة 30,9%، والنقل والمواصلات بنسبة 16,6% خلال نوفمبر على أساس سنوي، والتعليم بنسبة 7,7%، والرعاية الصحية بنسبة 12,4%، والمطاعم والفنادق بنسبة 30,1%، وفقًا لـ"صدى البلد".

وذكر الجهاز أن هناك ارتفاعًا بتكلفة الدخان على أساس سنوي خلال الشهر الماضي بنحو 13,8%، والثقافة والترفيه بنسبة 32,2%، والأثاث والتجهيزات والمعدات المنزلية والصيانة بنسبة 8%.

وزادت تكلفة المسكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود على أساس سنوي خلال نوفمبر الماضي بنسبة 6,8%، والسلع والخدمات المتنوعة بنسبة 16,1%، والملابس والأحذية بنسبة 14,4%، والاتصالات السلكية واللاسلكية نحو 0,6%.

 

أسعار السلع الأساسية اليوم الاثنين 26 ديسمبر

ووفقًا لبيانات بوابة الأسعار المحلية والعالمية التابعة لمركز معلومات مجلس الوزراء، نرصد أسعار أهم السلع الأساسية في الأسواق اليوم، والتي قد تختلف مع مستويات الأسعار في بعض مناطق الجمهورية، وفقًا لـ"مصراوي".

كيلو الأرز المعبأ: 18.67 جنيه، بزيادة 7 قروش.

كيلو الفول المعبأ: 33.08 جنيه، بتراجع 64 قرشا.

كيلو الدقيق المعبأ: 18.51 جنيه، بزيادة 83 قرشا.

لتر زيت عباد الشمس: 47.68 جنيه، بزيادة 44 قرشا.

كيلو السكر المعبأ: 18.01 جنيه، بزيادة 59 قرشا.

كيلو المكرونة المعبأة: 19.69 جنيه، بزيادة 1.39 جنيه.

كيلو العدس المعبأ: 42.38 جنيه، بزيادة 2.38 جنيه.

لتر زيت الذرة كريستال: 53.85 جنيه، بتراجع 3.19 جنيه.

البيض البلدي (بيضة): 3.08 جنيه، بتراجع 12 قرشا.

كيلو اللحوم الطازجة: 181.46 جنيه بزيادة 4.01 جنيه.

كيلو الدواجن الطازجة: 53.71 جنيه، بتراجع 77 قرشا.

كيلو الأرز السائب: 17.85 جنيه، بتراجع 5 قروش.

كيلو الفول السائب: 32.08 جنيه، بزيادة 26 قرشا.

كيلو الجبن الأبيض: 82.03 جنيه، بزيادة 4.3 جنيه.

كيلو الجبن الرومي: 149.77 جنيه، بزيادة 8.08 جنيه.

لتر اللبن السائب: 16.47 جنيه، بزيادة 74 قرشا.

كيلو المسلي الصناعي: 45.54 جنيه، بزيادة 84 قرشا.

لتر اللبن المعبأ: 21.84 جنيه، بزيادة 1.28 جنيه.

 

ارتفاع أسعار الزيت إلى 60 جنيهًا لليتر الواحد

وسجلت أسعار زيت الطعام في مصر ارتفاعات قياسية، وصلت إلى 60 جنيهًا لليتر الواحد، نتيجة ارتفاع الأسعار العالمية، بخلاف تناقص المعروض في السوق المحلي، كأحد تداعيات أزمة توفير الدولار، بخلاف تعمد كبار التجار تخزين السلعة تحسبًا لارتفاعات جديدة.

وأوضح إسماعيل شبانة، مسؤول بإحدى إنتاج شركات الزيت، أن ارتفاع سعر زيت بذرة القطن إلى 60 جنيهًا، مقابل 35 جنيهًا خلال نفس الفترة من العام الماضي، يرجع لارتفاع سعر أردب البذرة (120 كجم) من 800 جنيه بداية العام الجاري إلى أكثر من 2000 جنيه هذه الأيام، وفقًا لـ"العربي الجديد".

وعزا أيمن عبد الفتاح، خبير في صناعة وتجارة الزيوت، ارتفاع الأسعار إلى زيادة أسعار الزيت الخام المستورد من الخارج من 35 ألف جنيه للطن إلى 55 ألف جنيه، بخلاف تكاليف عمليات التكرير والتعبئة.

 

طن الزيت يزيد عن سعره الأصلي بـ35 ألف جنيه!

أما مسئولو حكومة الانقلاب، فهم يرجعون أسباب الأزمة على التجار "الجشعين" باعتبارهم يستثمرون الأزمة "للتربح الفاحش". في حين يدافع رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية، هشام الدجوي، عن التجار بوصفهم "ضحايا، ومتضررين من ارتفاع الأسعار التي أدت إلى تآكل رأس المال". وضرب الدجوي خلال مداخلة هاتفية مع قناة محلية، مثالًا بسعر طن الزيت المقدر بـ1000 دولار؛ ما يعني أن سعره 25 ألف جنيه، ورغم ذلك يباع بـ60 ألف جنيه؛ مشددًا على ضرورة لقاء الجهات المعنية بالمستوردين لمعرفة أسباب ارتفاع الأسعار.

 

ارتفاع أسعار الذرة المستوردة

ارتفعت أسعار الذرة المستوردة في الأسواق، لتصل إلى أعلى المستويات، رغم الإفراجات الجمركية على تلك الحبوب.

وزاد سعر طن الذرة المستوردة الأرجنتينية، بنحو 700 جنيه، ليصل إلى مستوى 14500 جنيه للطن الواحد، وفقا لـ الأسعار الاسترشادية ببورصة السلع.

وأوضحت بورصة السلع، أن سعر طن الذرة الصفراء البرازيلي؛ ارتفع ليصل إلى مستوى 14500 جنيه، كما زاد الطن الأوكراني، بنحو 700 جنيه، ليسجل 14200 جنيه.

كما ارتفع سعر الكورن فلاك المستورد، بنحو 700 جنيه، ليصل إلى مستوى 15200 جنيه للطن الواحد، وقفز سعر كسب الصويا في الأسواق ليتراوح بين 30500 جنيه وحتى 31 ألف جنيه، وفقًا لـ"القاهرة 24".

 

ارتفاع أسعار المكرونة

قال هشام أبو الدهب، عضو شعبة الحبوب بغرفة الجيزة التجارية، إن أسعار المكرونة ارتفعت بالأسواق بقيمة 3 جنيهات للكيلو خلال الأسابيع الماضية.

وأضاف أبو الدهب، أن متوسط سعر كيلو المكرونة الجملة يتراوح حاليا بين 20 و21 جنيها، مقابل 18 جنيها في بداية ديسمبر الجاري. وأشار إلى أن سعر كيلو المكرونة السائب يتراوح بين 21 و22 جنيها في الأسواق، وفقًا لـ"مصراوي".

وأرجع أبو الدهب هذا الارتفاع في سعر المكرونة إلى ارتفاع أسعار الدقيق حاليا حيث وصل سعر كيلو الدقيق الحر إلى 18 ألف جنيه مقابل 16 ألف جنيه في بداية ديسمبر.

 

ارتفاع أسعار العدس والفول

وارتفعت كذلك أسعار العدس خلال الأسبوع الحالي، حيث زاد سعر الكيلوجرام خلال أسبوع من 40 إلى 54 جنيهًا لدى العلافين ومحلات البقالة الشعبية، وبلغ سعر العبوة المغلفة وزن نصف كيلوغرام 36 جنيهًا. ويعتبر المصريون العدس من الوجبات الشعبية، والأكثر إقبالًا في موسم الشتاء، من الأسر المتوسطة والفقيرة. وبلغت نسبة الزيادة في سعر العدس نحو 100% عن العام الماضي، وفقًا لـ"العربي الجديد".

وزاد سعر كيلو الفول عند العلافين والموزعين بالمناطق الشعبية من 40 جنيهًا إلى 45 جنيهًا، يصل إلى 60 جنيهًا للكيلو المغلف بالمحال التجارية. وانعكست أسعار السلع الأساسية اليومية على تكاليف أطباق الفول بالشوارع والمحال الشعبية، التي لجأت إلى تخفيض الكميات وحجم الأرغفة، بينما لجأت المطاعم إلى تعديل قوائم الأسعار، بزيادة تراوح ما بين 5% و10% عن الأسبوع الماضي.

 

ارتفاع أسعار البترول والسولار في يناير 2023

وتوقع محللون وخبراء اقتصاد أن ترفع حكومة الانقلاب أسعار البنزين والسولار خلال اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية المنتظر عقده الشهر المقبل، للربع الأول من عام 2023.

وأرجع الخبراء توقعاتهم برفع أسعار الوقود إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه في الشهور الأخيرة، إلى جانب زيادة سعر السولار عالميًا وذلك رغم انخفاض سعر البترول الخام، وفقًا لـ"مصراوي".

وكانت حكومة الانقلاب قد أعلنت في شهر أكتوبر الماضي تثبيت أسعار البنزين والسولار للربع الرابع من العام الجاري، وذلك بعد رفع أسعار البنزين 6 مرات متتالية كان آخرها في يوليو 2022. وتتمثل الأسعار حاليا في 8 جنيهات للتر لبنزين 80، و9.25 جنيه للتر لبنزين 92، و10.75 جنيه للتر لبنزين 95، و7.25 جنيه للتر للسولار، وسعر بيع طن المازوت لغير استخدامات الكهرباء والمخابز عند 5000 جنيه للطن.

وتوقع هاني جنينة الخبير الاقتصادي والمحاضر بالجامعة الأمريكية، أن ترفع الحكومة أسعار المواد البترولية في شهر يناير المقبل بنسبة 10% أو أزيد قليلا. واتفق معه في التوقعات كل من منى بدير الخبيرة الاقتصادية، ومحمد أبو باشا نائب رئيس قسم البحوث ببنك الاستثمار هيرميس.

وقال جنينة: "اعتقد أن القرار (رفع الأسعار) تم تأجيله من أكتوبر ويمكن يتنفذ في يناير". وأرجع توقعاته إلى ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه رغم انخفاض أسعار البترول العالمية، إلى جانب ارتفاع أسعار السولار عالمًيا في اتجاه مخالف لأسعار البترول نتيجة مشكلات خاصة بتكرير السولار وتوقف بعض المصافي في أوروبا.