دشن ناشطون على "تويتر"هاشتاج "مش هجدد باقة النت" في دعوة إلى مقاطعة شركات الاتصالات، للمطالبة بإلغاء باقات النت المحدودة، والتي لا تتواجد إلا في قليل من دول العالم. 


واحتل الهاشتاج على فترات غير متباعدة قائمة الأعلى تداولا عبر تويتر خلال الأشهر الستة الماضية، بعدما أكدوا تعب المصريين من اختلاس سعات الباقة على مختلف أرقام الدفع.


وألحق الناشطون سلبيات أخرى لشركات الاتصالات ومنها؛ سوء الخدمة، وعدم تغطية أماكن كثيرة في أحياء حيوية تشهد كثافات سكانية، ومشاكل أخرى مرتبطة مثل؛ جودة الصوت وتغطية الشبكة.


وخص الناشطون محافظات الصعيد حيث تزداد مشكلات تغطية الشبكة للطرق السريعة وبعض القرى، مع مطالبات بإلغاء تقييد سعات تحميل الإنترنت مع شكاوى متكررة من انتهائها قبل موعدها، فضلا عن كونها محدودة في حين كان التعاقد قبل استلام "وي" الاتصالات الأرضية على إنترنت غير محدود ومتفاوت السرعات.


هشتاجات مصاحبة


وصحب الهاشتاج هاشتاجات أخرى، ومنها "مصر الرقمية بدون نت" وهاشتاج "إنترنت غير محدود في مصر" اللذين جذبا اهتمام المستخدمين ومنصات الإعلام المختلفة إلى جانب دعوة لمقاطعة الإنترنت والشركات في مصر وبالأخص شركة وي (WE) الحكومية.


وفاجأت شركات الاتصالات زبائنها بخفض قيمة بطاقاتهم بنسة بلغت 30 %، لتباع بقيمتها المدونة عليها، بينما يحصل المستخدم على رصيد يعادل أقل من 70 % فقط من قيمتها، وذلك بعد أن حملت المشتركين ضريبة القيمة المضافة وتكاليف إضافية سميت بتكاليف "التشغيل".


الزيادة كانت بعد دخول شركة جديدة في سوق الاتصالات المصرية، هي "وى" إحدى شركات المخابرات المصرية التابعة لشركة الاتصالات المملوكة للدولة، التي تعد رابع شركات خدمات المحمول.


ردا على مزاعم عهد السيسي شكل تاني


وأشار مراقبون إلى أن جهود استغلال سعة التعبير عبر مواقع التواصل الاجتماعي لاسيما تويتر فرصة لكثير من المصريين للرد على ادعاءات أن الاتصالات في عهد السيسي "شكل تاني" ووداعا لمقولة النت بطئ وقفزة تاريخية في سرعة الإنترنت، والجيل الرابع أخيرا في مصر، ومزاعم أننا في أول مرة محافظة رقمية في الجمهورية، وقريبا مدينة المعرفة بـ2 مليار جنيه.


تعليقات النشطاء


من جانبهم ربط الناشطون بين الانهيار والسرقة في كل المجالات وبين الانترنت المحدود وسرقة شركات الاتصالات لباقات الانترنت.


حيث غرد حساب يدعى فؤشاوي: "فى مصر هيتم هدمك بكل الطرق مهما تحاول تنجح لازم هيوقفوك و مش هتعمل زى ما العسيلى بيقولك خليك ديما جامد لان انت بالنسبه ليهم ولا حاجه لازم ف كل مكان ف مصر هتلاقى سرقه ونهب من الدوله قبل الاشخاص #مش هجدد باقه النت"


وقال أحمد سليمان: "ادونا حقنا بقى كفايه سرقه واحنا داخلين على ايام ربنا العالم بيها كل حاجه بتغلى فمسمى باقه ده معدش نافع معدش معانا فلوس ندفع مرتين في الشهر".


وكتب حساب أخر: "كفاية سرقة مش عارفين نشتغل ولا نتعلم ولا ناخد كورسات ولا نلعب ولا نتفرج.. بقينا فىءيل الأمم بسبب تخلفكم".


وقال حساب باسم ميجو: "شركات تعمل تحت شعار هدفنا مش خدمتك هدفنا سرقتك يعني بأختصار سرقه الباقه اسلوب حياه #مش هجدد باقه النت".


أما حساب معتز عوض فكتب "كفاية نصب، كفاية سرقة، مش هنسكت تاني أبداً".


واضاف مغرد يدعى إسلام "كنا بنقول تطورنا وبقى عندنا سرعات وباقات مميزه ولكن لأ ضحك ع الناس إحنا رجعنا لوراء آكتر من الأول سرعات وهميه باقات سرقه وغاليه وجيجا لا تكمل الاسبوعين استخدام حتى من غير فيديوهات وبعدها تحصل ع سرعه لا تقدر ع فتح محرك بحث Google حتى #مش هجدد باقه النت #انترنت غير محدود في مصر".


وكتب أخر: "حلول كتير لحل المشكله بشكل مؤقت ولكن محدش عايز يحل وكله عاجبه الوضع ده أولا منك إنت أيها المواطن الداعم لهذا الأمر باستمرارك بالتجديد أو الاشتراك معاهم ثانيا من الشركه التي تستجب سرقة مستخدميها #مش هجدد باقه النت #انترنت غير محدود في مصر". 


وعن أمثلة السرقة غرد فرويد قائلا: "انا مجدد الباقه يوم ٢٠ و النهارده ٧٠٪ منها خلص علي ايه مش عارف ... سرقه عيني عينك كده و علي عينك يا تاجر .. حسبي الله و نعم الوكيل فيهم   #مش هجدد باقه النت".


أما أحمد حسن فتساءل: "كيف يتجاهل المركز القومى لتنظيم الاتصالات هذا الوضع؟.. كيف تتجاهل وزاره الاتصالات هذه المشكله دون الاستجابه؟..  احنا بنطالب بحاجه متوفره فى جميع الدول ولا لازم كل حاجه عندنا يبقى فيها سبوبه.. كفاكم استغلال و سرقه.. و تقولى تعليم الكترونى واحنا معندناش نت أصلا.".


احتكار وجباية


ولفت مراقبون إلى أن شركات الاتصالات باتت مدخلا للجباية وإفراغ جيوب المصريين، وبالأخص شركة (we) هي الراعي الرسمي لسرقة الباقة وعدم استقرار الإنترنت.


ويتداول المصريون في حواراتهم اليومية سرقة الرصيد من الباقة الذي بات منتشرا من أغلب الشركات فيفاجأ اصحاب الباقات المرتفعة بانتهائها قبل موعدها وعدم استقرار الانترنت، ولدى الشكوى يكون الرد "ركب الكابل العمومي هيشتغل".


يشار إلى أن مصر تعتبر في المركز الـ92 عالميا من 181 دولة في سرعة الإنترنت، بحسب مؤشرات النترنت العالمية، وتسبقها دولا إفريقية كثيرة منها غانا في المركز ال78 وجنوب أفريقيا في ال82، ومدغشقر في ال88.


والمؤشر دليل بحسب مراقبين إلى أن تحرير الإنترنت معيار مهم لجودة الحياة ووسيلة للعمل والتعليم والترفيه، وأن المطالب التي لا تناقشها المؤسسات الرسمية المعنية مطالب مشروعة للمستهلكين  ومن حق مستهلكي أي خدمة أن يطالبوا بتحسين جودتها وتوفيرها بأسعار أفضل، وأن شركات الإنترنت تحقق أرباحا كبيرة وهو ما يجعل المطالبات بإنترنت غير محدود فى مصر  منطقية وعادلة.