استدعى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أبرز إدعاءات ومزاعم أنصار الانقلاب في الداخل والخارج ولقطاء الإعلام وقتئذ، وكانت الجملة الأكثر انتشارا قبل 9 سنوات ومنذ مجزرة الحرس الجمهوري وحتى مجازر فض ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر أن "الإخوان قتلوا نفسهم" و"حرقوا مسجد رابعة"!!
بل وزاد عليهم الإعلامي محمود سعد أن "الإخوان قتلوا بعضهم يوم فض رابعة بالرصاص و الامن مقتلهمش وحرقوا بعض"
وقال الذراع الأمني أحمد موسى: "الإخوان قتلوا معتصمي رابعة"، وأيده عبدالخالق عبدالله مستشار محمد بن زايد رئيس الإمارات حاليا: بقوله "الإخوان قتلوا أنفسهم في مذبحة رابعة" وادعى أن ذلك لكسب مظلومية.
ومن عتاة العصور الإجرامية لملم ضابط أمن الدولة فؤاد علام مزاعمه وتبنى وجيهان السادات نفس المزاعم وقالا "الإخوان قتلوا أنفسهم"، وأضافت السادات أن ذلك "لهدم الجيش"!.
وتصدر "برهامى" الجميع وكان مفاجئا لغير الإخوان عندما أدعى أن "الإخوان قتلوا متظاهرى رابعة زاعما أن الإخوان ليس لديهم مقدرة على كتابة 100 اسم من ضحاياهم في رابعة مدعيا أن أغلب القتلى سلفيين!
وتبنى هذا الزعم أغلب متسلقو الإعلام و"خبراء" الانقلاب الذين ظهروا في تلك الفترة مثل يسري العزباوي من مركز الأهرام للدراسات، والكاتبة غادة عبدالعال والكاتب علاء الأسواني والسفير المصري في لندن عندما استدعته وزارة الخارجية البريطانية لتفسير جريمه العصر بقتل الآلاف من الأبرياء كان رده " الاخوان قتلوا انفسهم ومنهم من انتحر"!
رد منطقي
وعبر الجزيرة مباشر الآن قالت السيدة سناء عبد الجواد والدة الشهيدة اسماء البلتاجي في يناير 2014، "هل من المنطق أن #الإخوان هم من قتلوا أنفسهم وأولادهم وحرقوا جثثهم في #مجزرة_رابعة وغيرها؟"
وقال أحد المتابعين: لماذا يعرض السيسي الدية من خلال، الطيب شيخ العسكر؟، ألم يقولوا إن اﻹخوان قتلوا أنفسهم في رابعة، ليكسبوا التعاطف؟! سؤال وجيه!
وأضافت يمنى عاشور : دليلا آخر وهو أن أبناء قادة الإخوان في مقدمة الشهداء فكتبت "المهندس العجيزي وهو معتقل قتلوا المعتصم إبنه في شقة أكتوبرالدكتور وهدان هو معتقل أعدموا إبنه الدكتور البلتاجي قتلوا بنته في فض رابعة الدكتور بديع قتلوا ابنه في رمسيس يطلع بقا واحد مالوش إي لازم يقولي الاخوان باعوا شبابهم ابناء القاده كانوا في المقدمة قبل الصف #ذكري_المظاليم".
وقال مغرد أخر: انت فوضت السيسى ليه !!! فوضته لقتل الاخوان عشان يخلصنا منهم، يعنى السيسى اللى قتل الاخوان !!!، لا يا عم الاخوان هما اللى قتلوا نفسهم، امال انت فوضته ليه !!!، عشان يقتلهم، يعني السيسي اللي قتل الاخوان، لا ياعم الإخوان هما اللي قتلوا نفسهم، ومال انت فوضته ليه، عشان يقتلهم
مقال المرسي
وعبر موقعه على الشبكة كتب د.محمد عبدالرحمن المرسي مسؤول اللجنة الادارية العليا قبل اعتقاله تحت عنوان "الرد على الدعاوى بأن الإخوان مسؤولون عن قتل المعتصمين والمتظاهرين في الميادين".
"أعجب كثيرا لهؤلاء الذين يقولون أن الإخوان مسئولون عن قتل المتظاهرين وأنهم غرروا بهم ودفعوا بهم إلى الشوارع والميادين .
بأى منطق يتحدثون . أبمنطق الإسلام وأحكامه ؟ أم بمنطق دعاة الحرية ومواجهة الاستبداد ؟ أم بمنطق الجبناء الداعين – بأسباب لا أصل لها – إلى السكوت على الظلم والرضوخ للاستبداد .
هؤلاء هم دعاة التخلف، وهم امتداد لفئة الراضخين والمستسلمين لقوى الاستعمار عندما احتلت بلادنا .
إن الإخوان لم يطلبوا من الناس النزول ورفض هذا الظلم، وقعدوا هم في بيوتهم آمنين، بل كانوا أفراداً وقيادةً في المقدمة، وأغلب الشهداء منهم، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى سلطان جائر، فأمره ونهاه، فقتله ”، فماذا يقولون في ذلك ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسيدنا عمار بن ياسر رضي الله عنه : ” تقتلك الفئة الباغية ”، فتأكد الناس في معركة صفين عندما استشهد سيدنا عمار رضي الله عنه ، من هي الفئة الباغية، فإذا بسيدنا معاوية رضي الله عنه للهروب من ذلك يقول : ” إنما قتله من أخرجه ”، وهذا تزييف منه، فهل يؤمنون بهذا المنطق، وأن سيدنا على رضي الله عنه وهو الخليفة الراشد، هو من تسبب في قتل سيدنا عمار، وأنه الفئة الباغية، لأنه دعاه للخروج معه .
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” من قتل دون نفسه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون عرضه فهو شهيد ”، .. وفى رواية النسائى زاد : ” ومن قتل دون مظلمته فهو شهيد ” .
إن مقاومة الظالمين أصل من أصول دعوة الإسلام، وفريضة هامة، ألم يسمعوا عن ” الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ”، وأن أصحابها سيتحملون الأذى ويقدمون التضحيات في سبيل ذلك .
إنهم يذكروننا بدعاوى المنافقين التي سجلها القرآن : ” يَقُولُونَ لَوْ كَانَ لَنَا مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ مَّا قُتِلْنَا هَاهُنَا قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَىٰ مَضَاجِعِهِمْ .. ” . [ آل عمران 154] .
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَقَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ إِذَا ضَرَبُوا فِي الْأَرْضِ أَوْ كَانُوا غُزًّى لَّوْ كَانُوا عِندَنَا مَا مَاتُوا وَمَا قُتِلُوا لِيَجْعَلَ اللَّهُ ذَٰلِكَ حَسْرَةً فِي قُلُوبِهِمْ وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” . [ آل عمران : 156 ]
إن كل دعوة للحرية ورفض اغتصاب حق الأمة وإرادتها، لابد أن تقدم فيها التضحيات، ويقف فيها الشعب الأعزل أمام بطش القوة الظالمة المغتصبة .
فهل أصحاب هذا المنطق يمنعون المظاهرات والاعتصامات بحجة أن النظام وجنوده سيطلقون عليها الرصاص ويهددونها ؟ إذاً فكل الثورات وكل الانتفاضات الشعبية ضد الظالمين جريمة في نظر هؤلاء بهذا المنطق الأعوج، بل إن ما حدث من الشعب في 25 يناير 2011 جريمة يجب أن يحاسب عليها .
وأن مظاهرات الفلسطينيين ضد المحتل الصهيوني الغاصب، وما يسقط فيها من شهداء جريمة منهم وممن دعاهم للخروج، ولا حق لهم في ذلك ؟
إن أصحاب هذا المنطق يعلنون بوضوح عن منهج الجبن والاستسلام لديهم، لم ينزل منهم أحد للشارع، ولم يتحرك بكلمة ضد الظلم والاستبداد، وإنما هم يخادعون أنفسهم ويبررون لها هذا الموقف المتخاذل، بالهجوم على الثوار، ورافعى لواء الحرية،ومحاولة لتثبيط عزيمتهم، فهنيئاً لهم أن يكونوا مع هؤلاء القتلة يوم القيامة، ويحشرون معهم، بل هم مشاركون في إراقة تلك الدماء ” من أعان على قتل مسلم ولو بشطر كلمة لم يرح رائحة الجنة ” أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن المعتصمين والثائرين من أجل الحق كانوا رجالاً في إعلان موقفهم وفى التظاهر السلمى وفى الاعتصام بهذه الصورة الحضارية السلمية، فهل هذه جريمة ؟ في أي عرف إنسانى يكون ذلك ؟ نعم إنها جريمة في عرف الظلمة والقتلة ودعاة الاستبداد والداعمين له مثل هؤلاء .
لم يخرج أحد في مظاهرة أو يقوم بالاعتصام من المعتصمين الثائرين رغماً عن إرادته، وإنما فعل ذلك بكامل حريته، وهو يعلم ما سيتعرض له، وأعلن كل فرد أنه يرغب في الشهادة في سبيل الله وفى سبيل إعلاء راية الحق ودفع الظلم … .
ورغم العنف والإيذاء والقتل الذى واجهوه ومازالوا يواجهونه، فإنهم مستمرين، يتظاهرون ويسطرون بدمائهم تاريخ الحرية ورفض الظلم والظلام، فهنيئاً لهم، وبإذن الله سينصرهم الله مهما طال الزمن .
إن فريق المخابرات الحربية الذى يجلس خلف النت ويرسم ويوجه هذه الحملة ضد الثوار – وضد الإخوان وهم قلب الثورة – ويحرك أصابعه وأدواته بذلك، بهدف إضعاف الثورة وتفريقها وإحداث الهزيمة النفسية لديها، ليس بخافٍ علينا أو مجهولٍ أفراده، والواقع القائم يؤكد فشل مخططه .
وسيأتى اليوم الذى يعاقب فيه حساباً عسيراً .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .