توصلت دراسة حديثة إلى أن "فلوفوكسامين" (fluvoxamine)، وهو دواء معروف ورخيص للغاية ويؤخذ عن طريق الفم، قد قلل فترات البقاء في المستشفى للأشخاص الذين يعانون عدوى فيروس كورونا الشديدة.


ونشرت الدراسة   في مجلة "ذا لانسيت غلوبال هيلث" (The Lancet Global Health)، ونقلتها مواقع مثل "ذا ديلي بيست" (The Daily Beast) و"وول ستريت جورنال" (The Wall Street Journal).


وعقار فلوفوكسامين هو دواء يوصف عادة لعلاج الاكتئاب والقلق واضطراب الوسواس القهري.


ووجد الباحثون أن فلوفوكسامين قلل فترات الإقامة في المستشفى للأشخاص الذين يعانون عدوى فيروس كورونا الشديدة.


وقد تكون نتائج الدراسة إنجازا كبيرا لإنقاذ حياة المرضى وتقصير مدة التعافي من كوفيد-19؛ لعدة أسباب ليس أقلها أن فلوفوكسامين رخيص للغاية، ويمكن تناوله عن طريق الفم.


هل هو خيار علاجيٌّ فعال؟

قال نيكولاس هورتيل -وهو طبيب نفسي في جامعة باريس ولم يشارك في الدراسة- لموقع ذا ديلي بيست: "علميا وطبيا، أعتقد أن هذا العلاج يجب اعتباره الآن خيارا علاجيا جادا لتقليل مخاطر دخول المستشفى والوفاة بين مرضى كوفيد-19، لا سيما في البلدان منخفضة الموارد التي ليس لديها وسائل أخرى لمواجهة الوباء. هذا العلاج آمن، وجيد التحمل، وغير مكلف، وسهل الاستخدام، وهناك مستوى عالٍ من الأدلة على فعاليته القوية".


وقدم فلوفوكسامين لأول مرة إلى العالم عام 1983، ووافقت عليه إدارة الغذاء والدواء الأميركية عام 1994.


ووفقا لموقع "دراغز" (Drugs)، فإن فلوفوكسامين ينتمي إلى مجموعة الأدوية المعروفة باسم "مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية" (SSRIs)، ويعتقد أن هذه الأدوية تعمل عن طريق زيادة نشاط مادة كيميائية تسمى "السيروتونين" في الدماغ.


ووفقا لـ"خدمة الصحة الوطنية (NHS)" في المملكة المتحدة، فإن السيروتونين ناقل عصبي؛ مادة كيميائية مرسال تنقل الإشارات بين الخلايا العصبية في الدماغ، يعتقد أن لها تأثيرا جيدا على الحالة المزاجية والعاطفة والنوم.


بعد نقل الرسالة العصبية، عادة ما يمتص الخلايا العصبية السيروتونين. وتعمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية عن طريق منع (تثبيط) إعادة الامتصاص، ما يعني توفر المزيد من السيروتونين لتمرير المزيد من الرسائل بين الخلايا العصبية القريبة.


ارتفاع مستويات السيروتونين يمكن أن يحسن أعراض الاكتئاب، ويجعل الناس أكثر استجابة لأنواع العلاج الأخرى، مثل العلاج المعرفي السلوكي.


كيف يعمل عقار فلوفوكسامين مع مرضى كورونا؟


قال إدوارد ميلز، وهو مؤلف مشارك في الدراسة الجديدة في جامعة ماكماستر في كندا: إن التأثيرات على الأرجح مضادة للالتهابات.


هذا مهم؛ لأنه في العديد من الحالات الشديدة من كوفيد-19 ليس الفيروس هو الذي يقتل، بل الاستجابة المناعية للجسم تتجه نحو فرط النشاط وتطلق العنان للخلايا والأنسجة السليمة.


وشملت الدراسة إعطاء فلوفوكسامين لـ741 من البالغين البرازيليين المصابين بفيروس كورونا الذين لم يتم تطعيمهم وعُدّوا معرضين لخطر الإصابة الشديدة. وتم إعطاء 756 مشاركا آخر مصابا بفيروس كورونا علاجا وهميا.


كان المشاركون الذين عولجوا بعقار فلوفوكسامين أقل احتمالا بنسبة 32% من أن يحتاجوا إلى أكثر من 6 أيام من العلاج في المستشفى مقارنة بنظرائهم الذين يستخدمون الدواء الوهمي، وشهدوا انخفاضا إجماليا بنسبة 5% في خطر البقاء في المستشفى لفترات طويلة.


ومن المرضى الذين تناولوا 80% على الأقل من جرعات فلوفوكسامين، كانت هناك حالة وفاة واحدة فقط في مجموعة فلوفوكسامين، مقارنة بـ12 وفاة في مجموعة الدواء الوهمي.


وقال ديفيد بولوير -اختصاصي الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا الذي لم يشارك في الدراسة الجديدة- لموقع ذا ديلي بيست إنه يعتقد "تماما" إننا يمكن أن نرى العقار يلعب دورًا جادًّا ضد كوفيد-19 على الفور تقريبا.


مزيد من التفاصيل حول عقار فلوفوكسامين

فلوفوكسامين هو الاسم العلمي للعقار، ويباع تحت أسماء تجارية مثل "لوفوكس" (Luvox)، ويجب عدم تعاطي هذا العقار إلا بناء على وصفة الطبيب.


فالأدوية المضادة للاكتئاب قد تزيد خطر الانتحار خاصة لدى اليافعين والمراهقين؛ فيجب استشارة الطبيب وعدم تعاطي عقار فلوفوكسامين إلا بناء على تعليمات الطبيب.


ما الاحتياطات الخاصة التي يجب اتباعها؟


قبل تناول فلوفوكسامين أخبر طبيبك والصيدلي إذا كانت لديك حساسية من فلوفوكسامين، أو أي أدوية أخرى، أو أي مكون من مكونات أقراص فلوفوكسامين، فينبغي أن تسأل طبيبك أو الصيدلي عن قائمة المكونات، وفقا لموقع "ميدلاين بلاس" (medlineplus).


أخبر طبيبك إذا كنت تتناول أدوية أخرى، وهذا يشمل الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبيب والتي لا تحتاج، إضافة إلى الفيتامينات التي تتناولها أو تخطط لتناولها.


وقد يحتاج طبيبك إلى تغيير جرعات الأدوية الخاصة بك أو مراقبتك بعناية بحثا عن الآثار الجانبية.


- أخبر طبيبك عن المنتجات العشبية والمكملات الغذائية التي تتناولها، خاصة المنتجات التي تحتوي على نبتة "سانت جون" و"التريبتوفان".


- أخبري طبيبك إذا كنت حاملا، خاصة إذا كنت في الأشهر القليلة الأخيرة من الحمل، أو إذا كنت تخططين للحمل أو الرضاعة الطبيعية. وإذا أصبحت حاملا خلال مدّة تناول فلوفوكسامين، فاتصلي بطبيبك. فقد يسبب فلوفوكسامين مشاكل لدى الأطفال حديثي الولادة إذا تم تناوله خلال الأشهر الأخيرة من الحمل.


- إذا كنت تخضع لعملية جراحية، بما في ذلك جراحة الأسنان، أخبر الطبيب أو طبيب الأسنان أنك تتناول فلوفوكسامين.


- يجب أن تعلم أن هذا الدواء قد يجعلك تشعر بالنعاس أو يؤثر على حكمك أو تفكيرك أو مهاراتك الحركية. فلا تقُد السيارة أو تشغل الآلات حتى تعرف كيف يؤثر هذا الدواء عليك.


- يجب أن تعلم أن فلوفوكسامين قد يسبب "زرق انسداد الزاوية" (حالة يتم فيها انسداد السائل فجأة وعدم القدرة على التدفق خارج العين، ما يؤدي إلى زيادة سريعة وشديدة في ضغط العين، ما قد يؤدي إلى فقدان الرؤية).


- تحدث إلى طبيبك حول إجراء فحص للعين قبل البدء في تناول هذا الدواء. وإذا كنت تعاني من الغثيان وألم العين وتغيرات في الرؤية، مثل رؤية حلقات ملونة حول الأضواء وتورم أو احمرار في العين أو حولها، فاتصل بطبيبك أو احصل على علاج طبي طارئ على الفور.


ما الآثار الجانبية التي يمكن أن يسببها فلوفوكسامين؟

قد يسبب فلوفوكسامين آثارا جانبية. أخبر طبيبك إذا كانت أي من هذه الأعراض شديدة أو لا تختفي:


النعاس.

صعوبة في التركيز أو مشاكل في الذاكرة أو الارتباك.

جفاف الفم.

صداع الرأس.

الغثيان.

التقيؤ.

الإسهال.

آلام في المعدة.

الإمساك.

عسر الهضم.

غازات.

تغير في التذوق.

ضعف الشهية.

فقدان الوزن.

العصبية.

الضعف.

تغييرات في الدافع الجنسي أو القدرة الجنسية.

بعض الآثار الجانبية يمكن أن تكون خطيرة. فإذا واجهت أيا من الأعراض الآتية فاتصل بطبيبك على الفور أو احصل على علاج طبي طارئ:


ألم في الصدر.

مشاكل في التنسيق.

الدوخة.

الهلوسة (رؤية الأشياء أو سماع أصوات غير موجودة).

الحمى والتعرق والارتباك وسرعة ضربات القلب أو عدم انتظامها وتيبس العضلات الشديد.

الألم أو الحرقة أو التنميل أو الوخز في اليدين والقدمين أو إحداهما.

اهتزاز جزء من الجسم لا يمكنك التحكم فيه.

تسارع نبضات القلب.

قشعريرة.

تباطؤ أو صعوبة في التنفس.

النوبات.

فقدان الوعي.

نزيف أو كدمات غير عادية.

رعاف الأنف.

تقيؤ الدم أو مادة تشبه القهوة.

دم أحمر في البراز أو براز أسود.