كشفت تقارير صحفية محلية عن انهاء المخابرات لرحلة الإعلامي الشهير محمود سعد في الظهر على شاشات الفضائيات، وذلك إثر تلميحه إلى تخلص عبد الفتاح السيسي من كل من ساعدوه في انقلاب 2013 والذي كان سببا مباشرا في استيلائه على السلطة في مصر بقوة السلاح.


ونقل موقع "العربي الجديد" عن مصادر إعلامية أن السبب الرئيس وراء وقف برنامج "باب الخلق" على قناة "النهار"، الذي محمود سعد منذ أكثر من أربع سنوات، هو تحدث الأخير عن تخلص الحاكم في مصر دوماً من الأشخاص الذين ساعدوه في الوصول للسلطة، في فقرة قدمها منذ نحو أسبوعين في حي الجمالية بالقاهرة، مسقط رأس عبد الفتاح السيسي.


وتحدث سعد في الفقرة عن حياة البطل الشعبي حجاج الخضري، الذي وصف بأنه القائد الميداني الأهم لثورة المصريين ضد الوالي العثماني خورشيد باشا في عام 1805، وأصبح الناس يوماً فوجدوه مشنوقاً على باب حارته بقرار من محمد علي باشا، الذي ساعده حجاج في الوصول إلى الحكم، وتخلص منه بعد أن استتب له الأمر.


وحسب المصادر، فإن حالة من الغضب انتابت المسؤولين في "المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية" المملوكة للمخابرات المصرية، والتي باتت تحتكر وسائل الإعلام كافة في مصر، بسبب ضحكات سعد المتكررة، وهو يقول إن حكام مصر يتخلصون دائماً من الأشخاص الذين عاونوهم في الوصول للحكم، بطريقة تبدو قاسية لجموع المصريين، لتوصيل رسالة مفادها عدم معارضة أية قرارات لهم.


وابتسم سعد مراراً، وهو يكرّر أكثر من مرة: "ما حدث هو في سالف العصر والآوان"، في إشارة إلى ما فعله الوالي محمد علي مع خصومه الأقوياء، وهم المماليك، ثم مع النخبة، آنذاك، ممثلة في نقيب الأشراف عمر مكرم، وشيخ الأزهر الشرقاوي، ما اعتبره المسؤولون عن المجموعة المتحدة "تلقيحاً" على النظام الانقلابي بقيادة السيسي، وتخلصه تباعاً من "النخبة" التي ساعدت في وصوله للحكم (عقب انقلاب عسكري عام 2013).


وأضافت المصادر أن هذه الفقرة مثلت "القشة التي قصمت ظهر البعير"، لإنهاء ظهور سعد على شاشات الفضائيات إلى غير رجعة، خصوصاً مع تركيزه الدائم على تسجيل فقرات برنامجه في مناطق شعبية، ولقاءاته مع البسطاء لعرض مشاكلهم، علاوة على حديثه المبطن في حلقة "قصر السكاكيني" قبل أشهر قليلة عن الحاكم المستبد، الذي يتحكم في ثروات البلاد وفقاً لأهوائه، وكأنه يمنح الشعب من ماله الخاص.


ورغم أن قناة "النهار" خارج سيطرة "المجموعة المتحدة"، ولا تزال مملوكة لصاحبها رجل الأعمال علاء الكحكي، إلا أن أجهزة الأمن (المخابرات) هي المشرفة عليها كغيرها من القنوات المملوكة للمجموعة، علماً أن القناة مدينة بأكثر من مليار جنيه لمنتجين ومعلنين وموظفين، وحاول صاحبها الخروج من مصر أكثر من مرة، لكنه مُنع من السفر في المطار.


وتستحوذ الشركة المتحدة، والتي تعتبر المظلة الاستثمارية التابعة مباشرة للمخابرات المصرية، وتتبعها الشركات القائمة على الأنشطة الدعائية والفنية والإعلامية، على قنوات "سي بي سي" و"دي إم سي" و"الحياة" و"إكسترا نيوز" و"أون" و"تايم سبورتس" و"الناس" و"المحور" و"النادي الأهلي" و"نادي الزمالك"، وجميعها تُعرف بـ"الأذرع الإعلامية" لنظام السيسي.