يعتقد البعض أن الوقوع تحت الضغط النفسي يجلب لنا الشيب ويتسبب في ظهور الشعر الأبيض قبل أوانه. ولكن هل تخيلت يوما أن تكون هناك إمكانية لرجوع اللون الأصلي للشعر بشكل طبيعي في بعض الحالات، فكيف لهذا أن يتحقق؟


يضطر الكثيرون إلى اللجوء لصباغة الشعر الأبيض الذي يظهر لهم بشكل مفاجئ دون إنذار. ولكن ما توصل له علماء مؤخرا يعطي أملا لكثيرين، إذ يبدو أن ما على البعض القيام به هو الصبر قليلا حتى يتراجع الشيب ويعود الشعر للونه الطبيعي.


ما أسباب الشيب المبكر وهل يمكن منع حدوثه؟

وأجرى الدراسة فريق بجامعة كولومبيا الأميركية، ووجدوا علاقة بين شيب الرأس وما يتعرض له الشخص من توتر وضغوط نفسية، وفقا لتقرير على موقع دوتيشه فيلله. كما غطى الدراسة تقرير على موقع "سايانتفيك أميركان" scientificamerican العلمي.


فبعد تمكن فريق البحث من تعريف 323 بروتينا مسؤولا عن تحديد لون الشعر، فضلا عن تتبع الحالة النفسية للمتطوعين في الدراسة، توصل الباحثون إلى أن الحد من التوتر يؤدي إلى رجوع الشعر للونه الأول.


وباستخدام جهاز ماسح للضوء عالي الدقة، وجد الباحثون أن الشعر الرمادي يعود للونه الأصلي بالتزامن مع التعرض إلى مستويات أقل من الضغط العصبي.


الحالة النفسية

وكان علماء قد توصلوا سابقا إلى وجود علاقة بين الشيب والحالة النفسية، ولكن تعد تلك المرة الأولى التي يتوصل الباحثون فيها بالدليل إلى إمكانية استعادة الشعر الأبيض أو الرمادي للونه السابق لدى عدد محدد من الأشخاص. فقبل تلك الدراسة، تم تسجيل حالات وقع معها ذلك ولكن اعتبرت دراسات حالة منعزلة تقع نادرا، وفقا لتقرير "سايانتفيك أميركان".


وقال المؤلف المشارك في الدراسة رالف باوس، طبيب الأمراض الجلدية بجامعة ميامي "تشير هذه النتائج إلى أن هناك فرصة سانحة يكون خلالها الشيب على الأرجح أكثر قابلية للعكس مما كان يعتقد لفترة طويلة".


وترى الباحثة المشرفة على الدراسة أيليت روزنبرغ أن ما توصلوا له من نتائج هو أمر غر مفاجئ، على حد تعبيرها، ولكن المفاجأة تمثلت في"تأثير الإجازة على العملية العكسية، سافر واحد ممن كانت الدراسة تجرى عليهم في إجازة، لتستعيد 5 شعرات رمادية لديه لونهم بعد ذلك مباشرة".


ولكن الأمر ما يزال في حاجة لمزيد من الدراسة للتعرف على الآلية التي ينسحب خلالها اللون الأبيض أو الرمادي من الشعر. كما أنه ليس من الواضح حتى الآن ما إن كانت العملية العكسية، المتمثلة في عودة اللون الأصلي للشعر، تحدث فقط للأشخاص الأصغر سنا أما أنها تشمل الجميع وتحدها عوامل أخرى.