قال الدكتور محمد حافظ أستاذ السدود إن الملء الثاني لسد النهضة يظهر تفوق الإرادة الإثيوبية على إرادتي مصر والسودان ويحصن السد ذاتيا ويعطل الكارت الأخير في يدهما وهو الحل العسكري.


وأضاف حافظ -في حديث لقناة الجزيرة مباشر- إن الملء الثاني وإن لم يكن كليا سيضيف لمخزون سد النهضة 2.5 مليار متر مكعب من المياه ليصبح إجمالي مخزون بحيرة السد 7.5 مليارات متر مكعب، وهذا يمثل قنبلة مائية على حدود السودان.


وتابع: “لن يستطيع أحد بعد ذلك أن يتحدث عن الخيار العسكري وهذا هو الهدف السياسي الذي تسعى إثيوبيا لتحقيقه”.


وقال حافظ: “إثيوبيا تسعى إلى أن يكون السد محصنا ذاتيا لأن المياه المتدفقة من سد النهضة في حالة توجيه ضربة عسكرية ستتجه إلى سد الروصيرص في السودان بتدفقات تصل إلى 400 ألف متر مكعب في الثانية، في حين تبلغ تدفقات بوابات سد الرصيرص 11 ألف متر مكعب في الثانية وهو ما سيؤدي إلى تعويم سد الروصيرص”.


من جهته قال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة إن إثيوبيا بدأت عملية الملء الثاني  لسد النهضة منذ يوم 14 أبريل الماضي عقب فتح البوابة الأولى، ثم بعدها بثلاثة أيام تم فتح البوابة الثانية وبعدها بيوم واحد توقف عبور المياه فوق الممر الأوسط لسد النهضة وأصبح الممر جاهزا لوضع الخرسانات منذ 18 أبريل.


وأضاف شراقي، في حواره مع برنامج المسائية على قناة الجزيرة مباشر، أن الصور المتداولة خلال اليومين الماضيين تظهر ارتفاع الممر الأوسط بمقدار من 4 إلى 6 أمتار لكن هذه الصور لم توضح وجود زيادة حقيقية في ارتفاع الممر الأوسط، مضيفا أنه يمكن التأكد من بدء عملية الملء الثاني بالرجوع إلى حجم البحيرة الذي تراجع قليلا ثم عاد مرة أخرى، مضيفا ان الألوان التي تظهر على الصور الفضائية كاذبة وليست حقيقية.


وأوضح شراقي أن حجم البحيرة في الصور الملتقطة اليوم يشابه تماما حجم البحيرة قبل فتح البوابتين، ما يعني أن حجم المياه الموجودة في بحيرة السد حوالي 5 مليارات متر مكعب، مضيفا أنه كان من المتوقع ارتفاع الممر الأوسط والبدء في حجز المياه، مضيفا أن الأمطار في شهر مايو تكون خفيفة بمعدل 50 مليون متر مكعب يوميا بالإضافة إلى 10 ملايين متر مكعب من بحيرة تانا، وهذا تقريبا مساو لحجم المياه التي تخرج من بوابتي السد، لكن مع ورود كميات من المياه أكبر من الكمية الخارجة من البوابتين خلال الأيام المقبلة ستبدأ إثيوبيا الملء الثاني تدريجيا ومع نهاية يونيو ستصل إلى 6 مليارات متر مكعب ومع نهاية يوليو ستزيد إثيوبيا التخزين لتصل إلى 13 مليار متر مكعب.


وأشار شراقي إلى أن عملية الملء الثاني لا تضر مصر ولكن الضرر يكون بدء الملء دون اتفاق، مضيفا أن مصر تريد قيام إثيوبيا بتخزين الـ13 مليار متر مكعب كاملة وليس أقل من ذلك؛ لأنها استعدت جيدا لهذه العملية، مضيفا أن الواقع يقول إن تعلية القسم الأوسط من السد لم تتم كما كان مخططا لها، وبالتالي لن تنجح أديس أبابا في تخزين 13 مليار متر مكعب هذا العام.  


وتصر إثيوبيا على ملء ثانٍ للسد، يُعتقد أنه في يوليو وأغسطس المقبلين، بعد نحو عام عن ملء أول، حتى لو لم تتوصل لاتفاق.


بينما تصر مصر والسودان على التوصل أولا إلى اتفاق بشأن ملء وإدارة السد، للحفاظ على منشآتهما المائية وضمان استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه النيل.