شمال سيناء:

امتلأت شوارع مدينة العريش اليوم بشتي مظاهر احتفالات وفرحة عيد الفطر خاصة المنتزهات العامة وشهدت محلات الألعاب اقبالا واسعا من قبل أطفال المدينة ، غير انه وعلي بعد امتار من المنتزهات يسكن اطفال مدينتي رفح والشيخ زويد حيث باتوا خارج تغطية اجواء الفرحة ، بعد أن أجبرهم التهجير القصري و قذائف وصواريخ الجيش العشوائية علي النزوح والفرار بمن نجي من زويهم نحو المدينة .

ففي مستشفي العريش العام قضت الطفلة ريم محمود سالمان خمس اعوام _ من سكان قرية التومة بمدينة الشيخ زويد_ أول أيام العيد بالمستشفي عقب عملية جراحية معقدة اجرتها أول امس برأسها نتيجة اصابتها في مايو الماضي بقذيفة سقطت علي اسرتها فقتلت والدتها وأصيبت هي وشقيقتها الصغري أروي
يقول أحد اقاربها رفض ذكر أسمه :
لم يتمكن الاطباء من اجراء العملية عقب الحادث نظرا لالتهاب جرحها فقط تمكنوا أول أمس ، ولازالت لا تعرف بوفاة والدتها وشقيقتها لا تزال تسأل عنها ،ماذنب ريم وأروي ليمر عليهن العيد بدون والدتهن .
وكذلك الطفلة ياسمين مسعد جمعة ، 11 عاما من سكان مدينة الشيخ زويد تقضي العيد وهي تنتظر قرارا للأطباء ببتر ذراعها الأيسر بعد ان اصيبت في قصف عشوائي لمنزلها مما أدي لتهتك ذراعها الأيسر .
الطفلة رغد ابو رياش 8 سنوات من سكان قريةاللفيتات جنوب الشيخ زويد، أستشهد والدها منذ عامين عندما تعرضت قريتهم لقصف بطائرات الأباتشي المصرية ، ونزحت عائلتها وباقي سكان القربة نحو مدينتي العريش وبئر العبد هربا من القصف العشوائي ، تقضي رغد اول ايام العيد بدون والدها وبملابس قديمة بعد ان عجزت والدتها عن شراء ملابس جديدة لها لعدم وجود مصدر رزق للعائلة حسب ما ذكره شقيقها الذي يكبرها بثلاثة اعوام والذي أضاف قائلا :
جدتي لا تتوقف عن البكاء ،فبعد ان قصف الجيش مسجد قريتنا ومات ابي وهو بداخله ، اعتقل الجيش اثنين من أعمامي احدهما وجدناه ملقي مقتولا والاخر لازال معتقلا ،من بعد ذلك جدتي لم تتوقف عن البكاء حتي يوم العيد تبكي بحرقة اكثر لأنها تتذكر قريتنا وبيت العائلة .
أما عبد الرحمن عشر أعوام من سكان قرية سيدوت جنوب رفح والتي تتعرض لقصف متواصل من كميني الوفاق ووالي لافي اجبرهم علي النزوح لحي الكوثر بمدينة الشيخ زويد غير ان قذيفة عشوائية لقوات الجيش سقطت علي منزلهم بالحي في 1 يونيو الماضي ادت لاصابته بحروق بالغة شوهت وجهه ولازال يخضع للعلاج ليقضي العيد متنقلا بوجهه المشوه بين الأطباء بدلا ان يقضيه بين المنتزهات .
ما بين الم الفراق و ذكريات وطن أجبروا عل النزوح منه حاملين جرحاهم و جراحهم ، هكذا يقضي نازحين مدينتي رفح والشيخ زويد أول أيام عيد الفطر المبارك .