أكدت رابطة أسر شهداء ومعتقلي محافظة المنوفية أنه يوجد أكثر من 500 مواطن من أهالي المنوفية يقبعون الآن خلف أسوار سجون الانقلاب في ظروف غير آدمية؛ حيث يمارس عليهم أبشع ألوان التعذيب في سلخانات بندر شبين الكوم وسجن الترحيلات بشبين الكوم وقسم شرطة السادات وغيرها من أماكن الاحتجاز بالمحافظة وتلفق لهم التهم ويتعاملون داخل معتقلهم بمنتهى القسوة والإهانة لا لشيء اقترفوه إلا رفضهم للانقلاب العسكري وسعيهم لتحقيق أهداف ثورة يناير من الحرية والكرامة الإنسانية. وقالت الرابطة في بيان لها أصدرته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته مساء اليوم أن أهالي بعض المعتقلين قد فوجئوا بقرار محامي عام الانقلاب الصادر بتاريخ 2014/11/20 بإحالة أكثر من 150 معتقلاً إلى النيابة العسكرية ومنها إلى القضاء العسكري.

حيث تم تنفيذ القرار بأثر رجعي لأكثر من عام على من تم القبض عليهم قبل إصدار هذا القرار بشهور طويلة وعجزت النيابة العامة عن تقديم أي دليل يدينهم لتبدأ بعدها سلسلة من الأحكام المدنية والعسكرية الجائرة التي صدرت بحق 42 حتى الآن دون دليل أو أحراز أو شهود وفقط لمجرد محاضر تحريات من ضباط بالأمن الوطني أو المباحث. وأضاف البيان أن تلك الأحكام الجائرة والظالمة ضاع على إثرها مستقبل عشرات الأسر والطلاب، مشيرًا إلى أن آخر هذه الأحكام العسكرية الهزلية الحكم بـ5 مؤبدات على أحد مناهضي الانقلاب بمركز أشمون فضلاً عن الحكم على 8 بالسجن لمدة 30 عامًا وعلى 12 آخرين بالسجن لمدة 15عامًا وغيرها من الأحكام اليومية التي يصدرها قضاة العسكر ولا يقرها عقل أو منطق فضلاً عن عشرات الشباب الذين قضوا بالمعتقل أكثر من عام حتى الآن دون محاكمة.

وأكد البيان أن منصات القضاء العسكري والمدني قد تحولت لوسيلة انتقام من ثورة يناير والثوار وأصبحت كل أحكامها بعيدة كل البعد عن القانون والدستور والمواثيق العالمية لحقوق الإنسان بالإضافة إلى الأوضاع المتردية داخل السجون من إغلاق شبه دائم للزنازين والإهمال الطبي الشديد, وعلى الرغم من كل تلك المعاناة فقد أكدت رابطة أسر شهداء ومعتقلي المنوفية أنها تحيي صمود معتقليها الذين يكتبون بسنوات عمرهم تاريخ هذا البلد, وأنهم مستمرون في فضح كافة قضاة العسكر الذين يصدرون أحكامًا طبقًا لإملاءات السلطة الانقلابية الحاكمة.

كما أكدت الرابطة في ختام بيانها أنها مستمرة في مسيرة التصعيد الثوري حتى إسقاط الانقلاب والإفراج عن كافة المعتقلين, كما قدمت الرابطة الشكر- لكل من أعلن رفضه لهذه المحاكمات الهزلية وأعلن تضامنه معها ولو بكلمه, وأهابت أسر الشهداء والمعتقلين بكافة منظمات حقوق الإنسان في العالم التدخل لرفع الظلم عن معتقليهم والإفراج الفوري، مؤكدين أنهم باقون على العهد وأنهم مصممون على انتزاع الحرية للمعتقلين ولمصر كلها. وفي نهاية المؤتمر تحدثت أمهات وزوجات المعتقلين عما يتعرض له معتقلوهن موضحين الانتهاكات التي تتعرض لها الأسر أيضًا أثناء الزيارات وختم المؤتمر بتأكيد على استكمال الثورة السلمية حتى عودة الشرعية والإفراج عن كافة المعتقلين.