22/06/2011

نافذة مصر ـ تقرير/ رضا غانم :

صا الحجر أو (ساو) كما كانت تسمى في اللغة المصرية القديمة ، و(سايس) كما كان يسميها الإغريقيين ، تقع على الضفة الشرقية لفرع رشيد ، على بعد 7 كم من مدينة بسيون، اشتهرت قديما بكثرة الأطلال الحجرية.

ولهذه القرية في التاريخ القديم أهمية خاصة من الناحيتين الدينية والسياسية :

فمن الناحية الدينية: اكتسبت آلهتها ( المزعومة ) شهرة خاصة عند المصريين القدماء في مجالي السحر والطب ، مما جعلها تعتبر حامية للأحياء والأموات، فهي في ظنهم إحدى (الإلهات الأربع الحاميات) اللائي يُحطن بالتوابيت وأواني الأحشاء.

وقد نسب المصريون القدماء لهذه الإلهة اختراع فن النسيج،  ولذلك كان لمقرها (صاالحجر) دورًا هامًا في العقائد الجنائزية، كما اعتبر مركزًا لتعليم الطب وفن النسيج.

أما من الناحية السياسية: فقد برزت صاالحجر ابتداءً من الأسرة الرابعة والعشرين، ووصلت ذروة مجدها بعدما حرر اميرها ابسماتيك الأول مصر من حكم الاشوريين ، ثم أصبحت عاصمة لمصر كلها في عهد الأسرة السادسة والعشرين، والتي تعرف بالعصر الصاوي نسبةً إلى (ساو)، وهو العصر الذي جاهد ملوكه من أجل استعادة مجد مصر القديم.

ويتميز هذا العصر الصاوي بالعودة إلى القديم والتمسك به خوفًا عليه من الضياع.

ونشأت من أجل ذلك حركة وطنية أخذت على عاتقها إحياء التقاليد التي كانت شائعة في الدولة القديمة، في اللغة والدين والفن، وبدأت بتقليد تماثيل هذه العصور من حيث الملابس والزينة وأوضاعها المختلفة، وانتقلت إلى تقليد الخط الهيروغليفي، وأساليب وموضوعات الرسم التي كانت مسجلة على جدران مقابر الدولة القديمة.

وفي العصر الحديث بدأت الحفريات في صاالحجر سنة 1850على يد "مارييت"، وكذلك في عام 1901 على يد "دارسى"، وتبع ذلك بعض الحفائر التي أسفرت عن اكتشاف عدة تماثيل نقلت إلى المتحف المصري بالقاهرة، منها على سبيل المثال تمثالاً لكبير كهنة نيت (واح ايب رع)، وكان يعمل مديرًا للحدود وحاكمًا للصعيد، وتمثالاً آخر خاص بالمدعو (سماتاوى تف نخت)، من عهد الملك إبريس، وكان قائدًا للفرسان، وقائدًا للحدود الغربية والشرقية، وتوجد أيضًا بعض التماثيل من الأسرة السادسة والعشرين معروضة بالمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية.

كما وجدت بعض التماثيل طريقها للخارج، حيث يعرض بعضها الآن في متحف تورينو بإيطاليا، والأشموليان بأكسفورد، ومتحف اللوفر بباريس، ومتحف الفاتيكان بروما.

وقد زار المؤرخ اليونانى الشهير هيرودوت صا الحجر، وقدم وصفًا لكثير من مقابر ملوكها التي كانت داخل أسوار معبد الإلهة نيت، كما ذكر أيضًا المسلات والبحيرة المقدسة، ثم وصف الاحتفالات التي كانت تقام كل عام للإله أوزير في هذه المدينة.

هذه القرية ذات التاريخ الاثرى العظيم مهده ( الآن ) بالفناء والضياع بسبب إهمال المسؤلين لها وانتشار العصابات التي تقوم بالبحث والتنقيب عن الآثار فيها .

 وقد طالب اهالى صاالحجر وزارة الدولة لشئون الآثار ومحافظ الغربية بالاهتمام بالبعد التاريخ للقرية والسعي في إقامة متحف بها والترويج للسياحة فيها.

من جانبه، أبدى اللواء أيمن سيف النصر رئيس مجلس ومدينة بسيون تعاونه مع الاهالى ، وقام  كامل يونس رئيس الوحدة المحلية لقرية صاالحجر بعمل مذكره يشرح ويبين فيها البعد التاريخي لصاالحجر ، ومازال اهالى هذه القرية فى انتظار ما سيقوم به المسؤلين من أجل الارتقاء بالقرية وإظهار القيمه الأثرية والتاريخية لها.