فى مثل هذا اليوم 14_11_2013
حماس تعلن استشهاد القائد العام لكتائب عز الدينالقسام
أحمد الجعبري...رجل صفقة التبادل الأقوى عسكرياً في حركة "حماس"
من هو أحمد الجعبرى
أحمد الجعبري المعروف في أوساط المقربين منه بكنيته "أبو محمد"، هو الرجل الأقوى عسكرياً في حركة
"حماس"، وقد ظل ممسكاً بملف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت منذ أسره في 25 حزيران (يونيو) 2006.
وقاد الجعبري المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل برعاية مصرية، وفي الفترة التي رعاها الوسيط الألماني، لكن الأبرز من بين كل محطات التفاوض ما كشفت عنه وسائل إعلام عربية وإسرائيلية جلسة المفاوضات المباشرة بين الجعبري ورئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي في صفقة التبادل دافيد ميدان، برعاية المخابرات المصرية في القاهرة، وهي الجلسة التي قادت لإعلان التوصل للاتفاق.
أحمد الجعبري...رجل صفقة التبادل الأقوى عسكرياً في حركة "حماس"
من هو الجعبري؟، إنه أحمد سعيد خليل الجعبري، الذي تصفه أجهزة مخابرات الاحتلال بـ"رئيس أركان حركة حماس"، للدلالة على المكانة الخاصة التي يحظى بها على رأس كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكرية الأقوى والأكثر تنظيماً على مستوى الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية.
هذه المكانة رشحت ابن حي الشجاعية في مدينة غزة، لاحتلال مرتبة متقدمة في قائمة المطلوبين للتصفية من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي، باعتباره المسئول الأول عن كل نشاط ضد الاحتلال.
استهل الجعبري حياته النضالية في صفوف حركة "فتح"، وأمضى في سجون الاحتلال حوالي 13 عاماً، على خلفية مشاركته في عملية ضد الاحتلال عام 1982.
تحول الجعبري داخل السجن للالتزام الديني، وانتمى لجماعة الإخوان المسلمين قبل تأسيس حركة "حماس" في عام 1987، متأثراً بعدد من قادة الجماعة من مؤسسي الحركة الأوائل وأبرزهم: الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والمهندس الشهيد إسماعيل أبو شنب، والدكتور الشهيد نزار الريان، والدكتور الشهيد إبراهيم المقادمة، ومؤسس أول ذراع عسكرية للحركة الشيخ الشهيد صلاح شحادة، الذي ربطته بالجعبري علاقة صداقة حميمة استمرت بعد إطلاق سراحهما، وكانت مدخلاً ساعدت الجعبري في التدرج الكبير في سلم القيادة داخل كتائب القسام.
تركز نشاط الجعبري عقب الإفراج عنه من سجون الاحتلال عام 1995، على إدارة مؤسسة تابعة لحركة "حماس" تهتم بشئون الأسرى والمحررين، ثم عمل في العام 1997 في حزب الخلاص الإسلامي الذي أسسته الحركة في تلك الفترة لمواجهة الملاحقة الأمنية المحمومة لها من جانب السلطة آنذاك.
في تلك الفترة توثقت علاقة الجعبري بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، والقائدين البارزين عدنان الغول وسعد العرابيد، ما دفع لاعتقاله في العام 1998 من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية، التي اتهمته بلعب دور حلقة الاتصال بين القيادتين السياسية والعسكرية لحركة "حماس".
لكن بداية رحلة الرجل مع القيادة، كانت في قصف قوات الاحتلال لمقار الأجهزة الأمنية الفلسطينية مع اندلاع انتفاضة الأقصى في العام 2000، وتحرره من الاعتقال، وحجزه موقع مقرب من شحادة وضيف، ليسهم معهما في العمل على إعادة بناء كتائب القسام وتطوير قدراتها، بعد سنوات من عمليات الملاحقة الأمنية من جانب أجهزة أمن السلطة.
ظل الجعبري ثالث ثلاثة في المجلس العسكري لكتائب القسام، إلى حين اغتالت قوات الاحتلال شحادة في العام 2002، ومحاولة اغتيال ضيف في العام 2003، وهي المحاولة التي فشلت في القضاء على ضيف لكنها أصابته بجروح بالغة وإعاقات دائمة غير محددة، ليتحول معها الجعبري إلى القائد الفعلي لكتائب القسام، مع الإبقاء على ضيف قائداً عاماً فخرياً.
وأثبت الجعبري، المعروف علناً بالرجل الثاني وفعلياً هو الرجل الأول، قدرات قيادية عالية، على صعيد بناء كتائب القسام في وحدات وتشكيلات تشبه "الجيش النظامي" ينضوي تحت لوائه نحو عشرة آلاف مقاتل، ويمتلك ترسانة متنوعة من الأسلحة في اختصاصات مختلفة، وهو ما تؤكد عليه مصادر مخابرات المؤسسة الاسرائيلية وأكدته أكثر خلال مواجهتها الأكبر للكتائب إبان الحرب على غزة قبل ثلاثة أعوام.
تعرض الجعبري لمحاولات اغتيال إسرائيلية عدة، أبرزها تلك التي نجا منها بعد إصابته بجروح خفيفة في العام 2004، بينما استشهد ابنه البكر محمد، وشقيقه وثلاثة من أقاربه، عندما استهدفت مروحيات حربية منزله في حي الشجاعية بعد صواريخ، ولا يبدو أن الأمر سيقف عند هذا الحد وستبقى حياته مهددة بالاستهداف، بعدما أضاف الجعبري لسجله النضالي انجازاً جديداً في مواجهة الاحتلال بإدارته الناجحة لملف خطف وإخفاء شاليت ومبادلته بأسرى فلسطينيين كان من الصعب رؤيتهم خلف القضبان بدون صفقة تبادل.