بقلم- احمد المحمدي المغاوري..كاتب وباحث في الدراسات الإسلامية :
سلسلة أسميتها"وتبقى الصلاة" لأنها تعالج موضوعاً يعنينا جميعاً وأنا واحد منكم نعم تبقى الصلاة ما بقينا نحن المسلمون.فهي سلسلة نحاول فيها أن نحقق الحب للصلاة لتكن قرة عين لنا ونحقق الخشوع فيها كيف لا فهي مفتاح الجنة.((فعن جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِفْتَاحُ الْجَنَّةِ الصَّلَاةُ وَمِفْتَاحُ الصَّلَاةِ الْوُضُوءُ)[الترمذي، أحمد].
- جاءني زميل يشتكي من صلاة الناس وتهاونهم في حق الصلاة .يقول.ما للناس؟ لا يرجون لله وقارا "ما لكم لا ترجون لله وقارا"ما للناس لا يعظمون شعائر الله"ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب"هذا ينقر ويسرع وهذا يلتفت وهذا يتحرك كثيرا فيها وحين يُسَلِّمَ هذا يجري مسرعا وكأنه في سجن.ما للناس؟ فالصلاة شاهدة على إيمان الرجل. ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال«إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان» رواه (أحمد والترمذي وابن ماجه)
حينما نقرأ آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة التي تتحدث عن الصلاة، ينبغي أن يقيّم كل منا نفسه، والمسلم.إذا عالج أمرا ما ًينبغي أن يعالجه بأعلى مستوياته. فإما أن نكون مقصرين فنصحح، أو نكون معتنين بها فنزيد. نعم إنها فرصة كي لا نترك الجماعة والأهم أنها فرصة كي نحقق فيها الخشوع.قال تعالى" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ {1} الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ {2}المؤمنون"وقال سبحانه "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ"16 الحديد فرصة كي نؤديها على الوجه الأتم- فإلى متى تبقى هكذا صلاتنا سريعة لا نتم ركوعها ولا سجودها، فهل نقف قليلا مع أنفسنا، ولا نجعل هذا حديثاً عابراً.ألا يتساءل احدنا أقُبِلت صلاتي؟وماذا لو لم تقبل؟ وما سبب عدم قبولها ؟ فها هو صلى الله علية وسلم عندما رأى الرجل ينقر في صلاته علمه"وقال له صلِ فإنك لم تصلِ.وكررها ثم قال لنا جميعا ً"صلوا كما رأيتموني أصلي"فربما أحبتي يصلي احدنا ستين سنه ولا تقبل صلاته!!!عجيب!!
يقول أبو هريرة رضي الله عنة إن الرجل ليصلي ستين سنة ولا تقبل منة صلاة.كيف ذلك قال لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا قيامها ولا خشوعها.ويقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الرجل ليشيب في الإسلام ولم يكمل لله ركعة واحدة فقيل كيف؟ قال لا يتم ركوعها ولا سجودها.ويقول ابن حنبل يأتي على الناس زمان يصلُّون وهم لا يصلُّون وإني لأتخوف أن يكون هذا الزمان!!!فماذا لو أتيت إلينا في هذا الزمان يا إمام!؟. يقول النبي صلى الله علية وسلم وجُعلت قرة عيني في الصلاة. مر صلاح الدين في جوف الليل بخيام الجيش فوجد خيام بداخلها أناس يصلون الليل فاستبشر ثم وجد خيمة واحدة،ومن بداخلها نائمون فقال من هنا سنؤتى وتلحقنا الهزيمة. يقول ابن القيم إن للعبد بين يدي ربه موقفان موقف في الدنيا بين يدي ربه في الصلاة وموقف في الآخرة للحساب فمن قام بحق الأول هان علية الثاني.إنها الصلاة التي كان نبينا محمد صلى الله علية وسلم إذا حزبه أمر أو شدة.هرع إليها وقال لبلال أرحنا بها يا بلال (وليس منها)!!وكان صلى الله عليه وسلم يقف بين يدي الله حتى تتورم قدماه وهو يقول"أفلا أكون عبدا شكورا"وقبل أن يغادر صلى الله عليه وسلم الدنيا و ينتقل إلى الرفيق الأعلى نظر من غرفته فإذا بالصحابة يُصلُّون ويؤمهم أبا بكر رضي الله عنه، فاطمأن النبي وابتسم ابتسامة حانية فكانت آخر ما وصى به صلى الله عليه وسلم وهو يعاني سكرات الموت فقال ("الصَّلَاةَ الصَّلَاةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ)عَنْ أُمِّ سلمه فيم ورد عن ابن ماجه وأحمد .
- أيها الإخوة إنه لشعور جميل أن يُسمح لنا أن ندخل إلى بلاط ملك الملوك"الله" متى نحتاج وفي أي وقت!!!لنتخفف من الذنوب وما أكثرها ومن عبء الحياة وأثقالها دون وسيط أو حاجب!لنقف على بابه ندعوه ونرجو رحمته ونخشى عذابه. فالصلاةُ هي الباب والطارق هو الدعاء .فإذا ما طرقت وليس لك باب فلن يُسمع لك يقول ابن القيم " قف على الباب واطرق ولا تمل الطرق يوشك أن يفتح لك . إنها الصلاة، فلا نغفل عنها أخوتي أو نتهاون فيها، ولنحرص أن لا يمنعنا عنها شيء، فهي فرصة لنا لتهدئة هذه النفس والتقرب إلى الله على مدار اليوم "ومن يؤمن بالله يهد قلبه"إنها الصلاة أحبتي
وتبقى الصلاة:- فما هي الصلاة وما أهميتها وكيف نخشع فيها ؟
فالحج ينتهي بانتهاء موسمه ورمضان ينتهي بانقضائه وقد أدى من أدى الزكاة والشهادتين تكفي مرة واحدة في العمر ولكن تبقى الصلاة ..وللحديث بقية