بقلم - عبدالوهاب عمارة
رحلة الإسراء والمعراج كانت معجزة, أسري بالنبي صلي الله عليه وسلم إلي بيت المقدس بالبراق ومن ثم كان العروج إلي السماوات السبع إلي سدرة المنتهى في لمح البصر . ولم يكن ذلك في الهجرة النبوية إلي المدينة المنورة فلِمَ ؟
نقول – والله أعلم – أن الهدف من الإسراء والمعراج كان التسرية والطمأنة لقلب النبي صلي الله عليه وسلم خاصة بعد شدة التعذيب والتضييق علي الدعوة وعلي الأصحاب وفقدان زوجه خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب . وحينما ذهب إلي الطائف يلتمس الزرع في أرض ظنها خصبة ، فما وجدها إلا سبخا من الأرض ، فأغروا به السفهاء والصبيان وأدموا قدمه الشريف وأسالوا الدمع من عينيه الشريفتين ، فاجتمع عرق طاهر ودموع نقية ودم شريف ، وطَرْدٌ ومحاربة، وتعذيب بدني والأعظم منه التعذيب المعنوي الذي يشعر به كل داعية عندما لا يجد لدعوته صدى ولا يجد لزرعه تربة خصبة ، ولا يجد لدينه جنديا ناصرا ومعينا , وظن صلي الله عليه وسلم أنه أخطأ في شيء.
فأجابته السماء برحلة التكريم والاحتفاء الإسراء والمعراج حتى يطمئن قلبه أنه في طريق الحق سائر.
فكانت منحة بعد محنة , ويسرا بعد عسر , مكافأة ربانية علي صبره وجهاده في سبيل ربه لتبليغ دعوته.
فلابد من معجزة إذا يذهب فيها إلي بيت المقدس فيصلي إماما بالأنبياء في المسجد الأقصى يتسلم منهم الراية ولابد من الاتصال المباشر إلى عالم السموات العلا، إلى عالم الملائكة، إلى حضرة الجليل سبحانه،ويتحول الغيب إلي شهادة فيري في السماء أبا الأنبياء إبراهيم وكليم الله موسى وهارون وغيرهم ,ويري السماوات، والجنة والنار، ونماذج من النعيم والعذاب, يرفعه إليه من بين هذه الخلائق جميعاً، ثم يعيده إليهم فيحدثهم بما رأى في هذه الرحلة الميمونة الخالدة.
إن الله عز وجل أراد أن يتيح لرسوله فرصة الاطلاع على المظاهر الكبرى لقدرته وتوطئة للهجرة ولأعظم مواجهة على مدى التاريخ للكفر والضلال والفسوق حتى يملأ قلبه ثقة فيه واستنادا إليه حتى يزداد قوة في مهاجمة سلطان الكفار القائم في الأرض، كما حدث لموسى عليه السلام فقد شاء الله أن يريه عجائب قدرته.
الهجرة تأسيس للدولة : والسؤال هنا لِمَ لَمْ تقم الهجرة علي المعجزة الربانية مثلما حدث في رحلتي الإسراء والمعراج يأتيه البراق ويذهب به إلي المكان الذي يريده ؟ نعم كان من الممكن أن يهاجر النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه الكرام بكلمة كن ولكن لم يحدث لأن الهدف من الهجرة هو تأسيس دولة الإسلام ودولة الإسلام لا تقوم علي المعجزات ولا خوارق العادات ، فلا بد من بذل الجهد البشري القائم علي التخطيط والأخذ بالأسباب ولكي يتعلم الناس هذه السنة الكونية التي لا ينصلح الكون إلا بها ولا يقوم الدين إلا بها.
لابد من التضحيات فيهاجر الصحابة الكرام المسافات الطوال ربما علي أقدامهم ويتركون الأهل والأولاد ويضحون بالمال وما يملكون ويعادون قومهم وعشيرتهم , ومنهم من ترك زوجه وولده وهاجر , ونام علي كرم الله وجهه مكان النبي صلي الله عليه وسلم وعُرِّض للقتل وسلك النبي والصِّدِّيق طريقا وعره وتوارى في الغار ثلاثة أيام ووصلت يد الشر إلي الغار حتى شعر الصديق بالخطر والخوف علي صاحب الرسالة
وبعد وصول المسلمين إلي المدينة لم يقتصر دورهم ولم ينحصر همهم في تشييد المساجد وعقد اللقاءات والندوات واجتماعهم بالنبي صلي الله ليتلقوا منه القرآن والحديث فيصلوا ويقيموا الليل ويصموا النهار وحسب بل كانت الحياة في المدينة أشد من الحياة في مكة حياة الجهاد والتضحيات فكانت غزوة بدر ومن بعدها أحد فتربي الصحابة الكرام كما يقول صاحب الظلال : لا بالكلام ولا بالعتاب، ولكن بالدماء والآلام. ودفعوا الثمن غالياً: جراحاً لم تكد تدع أحداً معافى وشهداء كراماً فيهم سيد الشهداء حمزة - رضى الله عنه - وأغلى من ذلك كله وأشد وقعاً على الجماعة المسلمة كلها جُرح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشَجّ وجهه الكريم، وكَسْر رباعيته في فمه، ووقوعه لجنبه في الحفرة التي حفرها أبو عمرو الفاسق حليف قريش مكيدة للمسلمين،وجَهْد المشركين له صلى الله عليه وسلم وهم يطاردونه، وهو مفرد في نفر من أصحابه استشهدوا واحداً بعد واحد وهم يذودون عنه، ويترس أبو دجانة بظهره عليه يقيه نبل المشركين، والنبل يقع في ظهره فلا يتحرك... حتى ثاب إليه المؤمنون من هزيمتهم وحيرتهم، وهم يتلقون هذا الدرس الشاق المرير ! (من كتاب هذا الدين بتصرف)
وكانت من بعدها مأساة الرجيع (عَضَل وقَارَة ) مأساة الغدر والخيانة وفي الشهر نفسه الذي وقعت فيه مأساة الرَّجِيع وقعت مأساة أخري أشد
وأفظع من الأولي، وهي التي تعرف بوقعة بئر معونة, سبعون من خيرة علماء الصحابة من خيار المسلمين وفضلائهم وساداتهم وقرَّائهم، فكانوا يحتطبون بالنهار، يشترون به الطعام لأهل الصفة، ويتدارسون القرآن ويصلون بالليل .. قتلوا غدرا .
وكانت غزوة الأحزاب والرعب الذي أصاب المسلمين {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا } [الأحزاب : 10- 11] وكانت خيانة اليهود علي مراحل ثلاث بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة وكانت غزوة مؤتة ومحاربة الفرس والروم وكان كل هذا الكفاح الدامي .
فإن أردتم بناء هذه الأمة فطريقنا فهم صحيح دقيق للدين ومقاصده وإخلاص لا تشوبه شائبة وعمل لا ينقطع وجهد ومجاهدة النفس والأعداء وبذل الغالي والرخيص والنفس والنفيس وثقة لا يعتريها الضعف ولا الخوار وثبات الجبال.
فلم تكن الهجرة فراراً من الجهاد أو تهرباً منه، وإنما إعداداً لأعبائه، ولا خوفاً من الأذى، و لكن توطيداً لدفعه، ولا جزعاً من المحنة، و لكن توطيناً للصبر عليها، أجل لم تكن فراراً من القدر،ولكنها كانت فراراً إلى القدر. ولا مجرد انتقال مكاني، وإنما فاتحة العمل الجاد المتواصل لتغيير الأرض، و تحويل مجرى التاريخ، ووضع أسس البناء الإسلامي الشامخ .
ولوهاجر النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه علي أجنحة الملائكة لكان من حقنا أن نجلس في بيوتنا ننتظر سقوط الانقلاب وهلاك الظالمين وننتظر نزول الملائكة لبناء الدولة وإنشاء المنشآت وإذا لم يكن هذا فوجب علينا أن نسلك طريق رسولنا طريق مقاوة الظلم والظالمين وعندها سيكون البلاء والعنت والمحن والكربات ومن بعدها التأييد الرباني والتوفيق الإلهي بمالا يخطر علي بال أحد.
لا بد من الابتلاء: لقد واجه الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتن والأذى والمحن ما لا يخطر على بال، في مواقف متعددة، وكان ذلك على قدر الرسالة التي حُمِّلها، ولذلك استحق المقام المحمود والمنزلة الرفيعة عند ربه، وقد صبر على ما أصابه، إشفاقاً على قومه أن يصيبهم مثل ما أصاب الأمم الماضية من العذاب، وليكون قدوة للدعاة والمصلحين، فإذا كان الاعتداء الأثيم، قد نال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعد هناك أحد لكرامته هو أكبر من الابتلاء والمحنة، وتلك سنّة الله في الدعوات كما سئل صلي الله عليه وسلم: أَىُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً قَالَ « الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْباً اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ وَإِنْ كَانَ فِى دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِىَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاَءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِى عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ » الترمذي وقال حسن صحيح وابن ماجة وأحمد
وما أروع ما قال الشهيد سيد قطب في ظلاله:{ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ، مَسَّتْهُمُ الْبَأْساءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }إن هذا السؤال من الرسول الموصول بالله، الذين آمنوا بالله. {مَتى نَصْرُ اللَّهِ } ليصور مدى المحنة التي تزلزل مثل هذه القلوب الموصولة. ولن تكون إلا محنة فوق الوصف، تلقي ظلالها على مثل هاتيك القلوب، فتبعث منها ذلك السؤال المكروب, وعندما تثبت القلوب على مثل هذه المحنة المزلزلة .. عندئذ تتم كلمة الله، ويجيء النصر من الله: { أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ }إنه مدخر لمن يستحقونه. ولن يستحقه إلا الذين يثبتون حتى النهاية. الذين يثبتون على البأساء والضراء.
الذين يصمدون للزلزلة. الذين لا يحنون رؤوسهم للعاصفة. الذين يستيقنون أن لا نصر إلا نصر الله، وعندما يشاء الله. وحتى حين تبلغ المحنة ذروتها، فهم يتطلعون فحسب إلى «نَصْرُ اللَّهِ» لا إلى أي حل آخر، ولا إلى أي نصر لا يجيء من عند الله. ولا نصر إلا من عند الله.
{لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران : 186] إنها سنة العقائد والدعوات . لا بد من بلاء، وأذى في الأموال والأنفس، ولا بد من صبر ومقاومة واعتزام إنه الطريق إلى الجنة « حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالْمَكَارِهِ وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ » رواه مسلم
ثم إنه هو الطريق الذي لا طريق غيره،لإنشاء الجماعة التي تحمل هذه الدعوة وتنهض بتكاليفها. طريق التربية لهذه الجماعة؛ وإخراج
مكنوناتها من الخير والقوة والاحتمال. ذلك ليثبت على هذه الدعوة أصلب أصحابها عوداً. فهؤلاء هم الذين يصلحون لحملها والصبر عليها فهم عليها مؤتمنون .
ولكي تعز هذه الدعوة عليهم وتغلو بقدر ما يصيبهم في سبيلها من عنت وبلاء وبقدر ما يضحون في سبيلها من عزيز وغال. فلا يفرطوا فيها بعد
ذلك، مهما تكن الأحوال.ولكي يصلب عود الدعوة والدعاة فالمقاومة هي التي تستثير القوى الكامنة وتنميها وتجمعها وتوجهها .
التمكين ليس بالمجان: فلو كان النصر رخيصاً لكانت الدعوات هزلاً. ولو كان النصر رخيصاً لقام في كل يوم دعيٌّ بدعوة لا تكلفه شيئاً. أو تكلفه القليل. ودعوات الحق لا يجوز أن تكون عبثاً ولا لعباً. فإنما هي قواعد للحياة البشرية ومناهج، ينبغي صيانتها وحراستها من الأدعياء
والأدعياء لا يحتملون تكاليف الدعوة لذلك يشفقون أن يدَّعوها فإذا ادَّعوها عجزوا عن حملها وطرحوها، وتبين الحق من الباطل على محك الشدائد التي لا يصمد لها إلا الواثقون الصادقون الذين لا يتخلون عن دعوة الله، ولو ظنوا أن النصر لا يجيئهم في هذه الحياة!
إن الدعوة إلى الله ليست تجارة قصيرة الأجل؛ إما أن تربح ربحاً معيناً محدداً في هذه الأرض، وإما أن يتخلى عنها أصحابها إلى تجارة أخرى أقرب ربحاً وأيسر حصيلة! والذي ينهض بالدعوة إلى الله يجب أن يوطن نفسه على أنه لا يقوم برحلة مريحة، ولا يقوم بتجارة مادية قريبة الأجل!إنما ينبغي له أن يستيقن أنه يواجه طواغيت يملكون القوة والمال ويملكون استخفاف الجماهير حتى ترى الأسود أبيض والأبيض أسود! ويملكون تأليب هذه الجماهير ذاتها على أصحاب الدعوة إلى الله، باستثارة شهواتها وتهديدها بأن أصحاب الدعوة إلى الله يريدون حرمانها من هذه الشهوات! ويجب أن يستيقنوا أن الدعوة إلى الله كثيرة التكاليف، وأن الانضمام إليها في وجه المقاومة الجاهلية كثيرة التكاليف أيضاً. وأنه من ثم لا تنضم إليها في أول الأمر الجماهير المستضعفة، إنما تنضم إليها الصفوة المختارة في الجيل كله، التي تؤثر حقيقة هذا الدين على الراحة والسلامة، وعلى كل متاع هذه الحياة الدنيا. وأن عدد هذه الصفوة يكون دائماً قليلاً جداً. ولكن الله يفتح بينهم وبين قومهم بالحق بعد جهاد يطول أو يقصر. وعندئذ فقط تدخل الجماهير في دين الله أفواجاً.
النصر الرخيص لا يبقى : ولم يرد الله أن يكون حملة دعوته وحماتها من « التنابلة » الكسالى، الذين يجلسون في استرخاء ثم يتنزل عليهم نصره سهلاً هيناً بلا عناء لمجرد أنهم يقيمون الصلاة ويرتلون القرآن ويتوجهون إلى الله بالدعاء كلما مسهم الأذى ووقع عليهم الاعتداء!
نعم إنهم يجب أن يقيموا الصلاة وأن يرتلوا القرآن وأن يتوجهوا إلى الله بالدعاء في السراء والضراء ولكن هذه العبادة وحدها لا تؤهلهم
لحمل دعوة الله وحمايتها؛ إنما هي الزاد الذي يتزودونه للمعركة. والذخيرة التي يدخرونها للموقعة، والسلاح الذي يطمئنون إليه وهم
يواجهون الباطل بمثل سلاحه ويزيدون عنه سلاح التقوى والإيمان والاتصال بالله.
فالبنية الإنسانية لا تستيقظ كل الطاقات المذخورة فيها كما تستيقظ وهي تواجه الخطر؛ وهي تدفع وتدافع، وهي تستجمع كل قوتها لتواجه
القوة المهاجمة عندئذ تتحفز كل خلية بكل ما أودع فيها من استعداد لتؤدي دورها؛ ولتتساند مع الخلايا الأخرى في العمليات المشتركة؛ ولتؤتي أقصى ما تملكه وتبذل آخر ما تنطوي عليه؛ وتصل إلى أكمل ما هو مقدور لها وما هي مهيأة له من الكمال.
والأمة التي تقوم على دعوة الله في حاجة إلى استيقاظ كل خلاياها واحتشاد كل قواها وتوفز كل استعدادها وتجمع كل طاقاتها كي يتم نموها ويكمل نضجها وتتهيأ بذلك لحمل الأمانة الضخمة والقيام عليها.
والنصر السريع الذي لا يكلف عناء يعطل تلك الطاقات عن الظهور لأنه لا يحفزها ولا يدعوها.
والنصر السريع الهين اللين سهل فقدانه وضياعه. أولاً لأنه رخيص الثمن لم تبذل فيه تضحيات عزيزة. وثانياً لأن الذين نالوه لم تدرَّب قواهم على الاحتفاظ به ولم تشحذ طاقاتهم وتحشد لكسبه. فهي لا تتحفز ولا تحتشد للدفاع عنه.
وهناك التربية الوجدانية والدربة العملية تلك التي تنشأ من النصر والهزيمة ، والكر والفر ، والقوة والضعف والتقدم والتقهقر . ومن المشاعر المصاحبة لها من الأمل والألم والفرح والغم والاطمئنان والقلق الشعور بالضعف والشعور بالقوة.
والحق سبحانه يدافع ويدبر لأهل الحق دائما فثقوا بربكم أنه بما يحدث للربيع العربي يدبر لكم نصرا غاليا يبقي ويثلج صدوركم فكان لابد من الانقلاب ومن الشهداء والجرحى والمعتقلين وانكشاف المنافقين وفضح المعاندين حتى يكون النصر ثمينا غاليا باقيا.
{ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ*وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}