1. ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾:

قال الحسن البصري: ضاع هذا الدين بين الغالي فيه والجافي عنه..

الغالي صاحب إفراط، والجافي صاحب تفريط.

2. ﴿وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ﴾:

حياتك مليئة بالاختبارات الإلهية، ونجاحك فيها لن يكون إلا باتباع تعاليم الرسول ﷺ.

3. ﴿إن الله بالناس لرؤوف رحيم﴾: رحيمٌ بالناس جميعا، بالمؤمن والكافر، والبر والفاجر، هذا في الدنيا، أما في الآخرة فالرحمة لا تكون إلا للمؤمن ﴿وكان بالمؤمنين رحيما، تحيتهم يوم يلقونه سلام﴾.

4. ما ضاع عند الناس لا يضيع عند الله (وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾.

5. ﴿وما كان الله ليضيع إيمانكم﴾ أي صلاتكم، وعبَّر عن الصلاة بالإيمان، فمن ترك الصلاة فماذا تبقى لديه من إيمان؟!

6. قد يحقق الله بعض أمانيك قبل أن تدعوه بها، وهذا من كمال لطفه وعظيم رحمته: ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾.

7. ﴿قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ﴾: إذا ضاقت بك الأرض فأطلِق بصرك نحو السماء، وعلِّق قلبك بمن لا يُقلِقه النداء ولا تنفد خزائنه من العطاء.

8. ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾:لا بد للإنسان في الحياة من وجهة، يسير نحوها، ويبذل وسعه وطاقته لتحقيقها، فحدِّد وجهة توصلك إلى الجنة، وحذارِ مما يسوق إلى النار.

9. ﴿فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ﴾: الدنيا مضمار سباق، فبادر بالتكبيرة الأولى والصف المقدَّم في كل عمل صالح، فالسابق اليوم إلى الخيرات هو السابق غدا على أبواب الجنات.

10. ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا﴾: استدعاءٌ للمساءلة والمحاسبة، كفيلٌ بأن يجعل كل واحد منا يراجع نفسه مع كل عمل، استعدوا جميعا لذلك اليوم.

11. (فلا تخشوهم واخشوني): علاج الخوف من الناس في إحياء الخوف من الله، ومن خاف الله حقا لم يخف من الخلق.

12. أعظم النِّعم وأتمُّها نعمة الهداية: (ولأُتم نعمتي عليكم ولعلكم تهتدون).

13. هل تشعر بالإهمال، وأنه لا يوجد من يهتم بك؟! ما رأيك لو اهتم بك رب العالمين؟ وذكَرَك في الملأ الأعلى في أعلى عليين ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾.

14. ﴿فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ﴾: أبشِر.. اسمك الآن يتردد في الملأ الأعلى!

15. ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾: في الحديث القدسي: «قال الله تعالى: عبدي إذا ذكرتني خاليا ذكرتك خاليا، وإن ذكرتني في ملأ ذكرتك في ملأ خير منهم وأكبر».

16. ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾: قال ثابت البناني: إني أعلم متى يذكرني ربي عز وجل، ففزعوا من ذلك، وقالوا: كيف تعلم ذلك؟! فقال: إذا ذكرته ذكرني: ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾.

17. ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾: اذكره على وجه الأرض.. ليذكرك فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض ..ذكرك له محدود، وذكر الله لك غير محدود!

18. ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾: ما الهَمُّ الذي سيصيبك، وهو يذكرك؟!

ما المكروه الذي سيلحقك وهو يذكرك؟!

ما الخوف الذي يقلِقك وهو يذكرك؟ !

19. كثرة ذكر الله من أهم علامات الشكر: ﴿فَاذكُروني أَذكُركُم وَاشكُروا لي وَلا تَكفُرونِ﴾.

20. ﴿إن الله مع الصابرين﴾: لكل من أثقلته الهموم وأحاطت به الغموم، كيف تستوحش والله معك إن صبرت؟!

21. ﴿الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله! ﴾: هم لله يفعل بهم ما شاء، فهم مِلكٌ لربهم، والمالك لا يضيِّع ما ملك.

22. من الخطأ أن يُقال عند المصيبة: لاحول ولا قوة إلا بالله ، وإنَّما يسترجع العبد، لقول الله: ( الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون).

23. (إنا لله وإنا (إليه) راجعون): لا يطفئ نار الأحزان مثل اليقين بثواب الله عند الرجوع إليه، فهو الذي يجازي عباده بمثاقيل الذر، وإن تكُ حسنةً يضاعفها.

24. من أسباب تنزل اللعنات كتمان الحق خاصة من العلماء! (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات) (أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون).

25. (إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم): تأمل (وبينوا)، لأن بعض من يتوب يتهيب أو يخجل من إعلان توبته بين الناس.

26. (والذين آمنوا أشد حبا لله..) هذه مسابقة الحب الحقيقي التي لا يتقدَّم إليها إلا المؤمنون.

27. (والذين آمنوا أشد حباً لله!): أبشروا يا أحباب، ففي الحديث أقسَم النبي ﷺ-وهو الصادق المصدوق من غير قسَم-: «واللهِ .. لا يُلقي الله حبيبه في النار».

28. (والذين آمنوا أشد حباً لله): من طرق الوصول لمحبة الله أن تحافظ على هذا الدعاء: (اللهم إني أسالك حبك، وحُبَّ من يحبك، وحب عمل يقرِّبني إلى حبك).

29. ﴿والذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله﴾: قال القرطبي: أحبهم الله تعالى أولًا، ثم أحبوه ، وَ من شَهِـد له محبوبه بالمحبة كانت محبته أتم.

30. (والذين آمنوا أشد حبا لله) كيف وصلوا إلى هذه المحبة؟! أرشدك الله إلى سِكَّة من السِّكك: (لا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه).

31. (وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ): الخطوة هي أقصر مسافة، لكن فيها الهلاك، فمشوار الألف ميل بعيدا عن طريق الحق يبدأ بخطوة.

32. ﴿وﻻ تتبعوا خطوات الشيطان﴾ ﻻحظ .. خطوات، فالخطوة ستتبعها الخطوة، لأن الشيطان لحوح ذو إصرار! فالحذر الحذر من الاستصغار ثم الاستمرار.

33. (واشكروا لله): قال ابن القيم: «الشكر مبني على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبّه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وأن لا يستعملها فيما يكره».

34. (غفور رحيم) قيل: سبب تقديم المغفرة على الرحمة أن المغفرة سلامة والرحمة غنيمة، والسلامة مطلوبة قبل الغنيمة.

35. ﴿فَمَا أصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ﴾ قال قتادة: والله ما لهم عليها مِن صبْر، ولكن: ما أجرأهم على العمل الذي يقرِّبهم إلى النار!

36. ﴿وآتى المال على حبه ذوي القربى﴾: كثير من الناس يغفل عن الصدقة على الأقارب، مع أن ثوابها مضاعف، ففي الحديث: «صدقة ذي الرحم على ذي الرحم صدقة وصلة» . صحيح الجامع رقم: 3763

37. ﴿كتب عليكم الصيام ... لعلكم تتقون ﴾ إنْ لم يَزِدْ صيامك في تقواك ، فما هو إلا إنهاكٌ لِقواك.

38. (أياما معدودات): قالها الله سبحانه في سياق تسلية المؤمنين وتخفيف معاناة الصوم عليهم، هوِّنها تَهُنْ!

39. ﴿أيَّاماً معدُودَات﴾ الشهر قصير لا يحتمل التقصير، وقدومه عبور لا يقبل الفتور، فالسباق السباق قولا وفعلا .. حذِّروا النفس حسرة المسبوق!.

40. ﴿وَلِتُكَبِّرُوا الله﴾: الله أكبر.. من كل آلامنا وأوجاعنا ومخاوفنا وجراحنا، ولذا نكرِّرها كل يوم عشرات المرات في صلواتنا.

41. ﴿ وَلِتُكَبِّرُوا الله على ما هَداكُمْ﴾: قال ابن عباس: حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يُكبِّروا الله حتى يفرغوا من عيدهم.

42. ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾: الله قريب ، فالبُعْد إذن منك أيها العبد!

43. ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ﴾: لم يستثن دعوة واحدة من الإجابة، فمهما كبرت آلامك وعظمت طموحاتك، فالله هو المجيب!

44. ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾: كلمتان تشكِّلان أعظم صمام أمان من كل المخاوف والأخطار.

45. ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾: لك الحمد على قربك، ومني الخجل على ابتعادي عنك.

46. ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ (عِبَادِي) عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾: والسؤال: هل أنت من عباده حقا؟!

47. ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾: ما أقرب الرب وأبعد العبد (إذا غفل عن الدعاء)!

48. السكة المختصرة!

﴿وإذا سألك عبادي عني فإني (قريب)﴾: ضع جبينك على الأرض، وستكون أقرب ما تكون إلى السماء!

49. ﴿ فإني قَريبٌ أُجيبُ﴾: جاءت بين آيات الصيام، إشارةً إلى أن للدعاء مزية خاصة في شهر رمضان.

50. ﴿أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي﴾: استجابة الرب بحسب استجابة العبد.. أي شرف هذا وأي فضل؟!.

51. ﴿هُنَّ لباس لَكُم وأنْتُم لباسٌ لهُنَّ﴾: أنتما لباس لبعضكما، فحين تطعن في زوجتك، فإنما تكشف سترك وتفضح نفسك.

52. الهروب من مقدِّمات الذنب من أهم أسباب النجاة: ﴿ تلك حدود الله فلا تقربوها﴾.

53. ﴿تلك حدود الله فلا تقربوها﴾: قال ابن عمر: إني لأحب أن أدع بيني وبين الحرام سترة من الحلال لا أخرقها.

وقال ميمون بن مهران: لا يسلم للرجل الحلال حتى يجعل بينه وبين الحرام حاجزا من الحلال.

54. ﴿وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها﴾:

قال البراء رضي الله عنه: نزلت هذه الآية فينا. كانت الأنصار إذا حَجّوا فجاءوا لم يدخلوا من قبل أبواب بيوتهم، ولكن من ظهورها، فجاء رجل من الأنصار فدخل من قِبَل بابه، فكأنه عُيِّر بذلك، فنزلت: ﴿وَلَيْسَ الْبِرُّ .. ﴾.

55. في الأمر بإتيان البيوت من أبوابها إشعار بأن كل ما يُفعَل باسم الدين وليس عليه دليل أو شاهد فهو بدعة، وكل بدعة ضلالة.

56. ﴿والفتنة أشد من القتل﴾: ليس المقصود بالفتنة هنا النميمة وإثارة النزاعات، بل المقصود بها هنا الكفر.

57. ﴿ فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم (واتقوا الله) ﴾ عند استيفاء الحقوق، تكون النفوس مشحونة، لذا أمر الله بالتقوى ليحميها من الظلم، ويعصمها من الزلل.

58. ﴿ ﻭَﻻَ ﺗُﻠْﻘُﻮﺍْ ﺑِﺄَﻳْﺪِﻳﻜُﻢْ ﺇِﻟَﻰ ﺍﻟﺘَّﻬْﻠُﻜَﺔ ﴾: المقصود بالتهلكة في هذه الآية –عكس ما يتبادر لأذهان الكثير- هو ترك الجهاد في سبيل الله، وعدم الإنفاق.

59. ﴿ وأتمّوا الحج والعمرة لله ﴾: لله وحده! فلا حاجة للناس بمعرفة حالك مع الله وتفاصيل حجك!

60. ﴿وما تفعلوا من خير (يعلمه) الله﴾: عِلْمُ الله بطاعتك من أعظم ما يهوِّنها عليك، ويجعلها أخف على البدن، وألذّ على القلب.

61. ﴿وتزودوا فإن خير الزاد التقوى﴾: تتزود لسفر الدنيا، وتأخذ فيه معك ما يكفيك ويفيض، ثم تنسى التزود لآخرتك! مع أنها الرحلة الأهم ودار الخلود والأبد!

62. كلما تزودت لسفر دنيوي تذكر أنك في انتظار سفر أهم، بل وعليه مدار نجاتك من العذاب الأخروي وفوزك الأبدي.

63. ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾: فإذا رأيت الناس قد افتخروا بالعقار والدولار، فافتخر بين يدي ربك بتقواك حين اجترأ على محارمه الفجار، وأطعته حين عصوه، وحفظتَ ما ضيَّعوا.

64. ﴿وَتَزَوَّدُوا﴾: المقصود في لآية تزود الحجيج بالماء، لكن الله ذكر معه الزاد الأهم: (فإن خير الزاد التقوى)، لأن دنيا المؤمن لا تلهيه، وإنما تذكِّره بالآخرة وتُزَكّيه.

65. تذكُّر الضلال الذي كنت عليه قبل هدايتك، والجهل الذي سبق علمك، كفيلٌ بأن يكسر حاجز الغرور في نفسك، ويمنعها من الزيغ: ﴿وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ﴾.

66. كل العبادات تُخْتَم بالاستغفار، ومنها الحج، لأن الإنسان جُبِل على النقص والتقصير، فيرقِّع ذلك بالاستغفار.

67. ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا الله﴾: تنقضي الشعائر، وترحل مواسم الخير، ويبقى ذكر الله الشعيرةَ الخالدة التي لا تنقطع، لشرف الذكر ومكانته.

68. ﴿وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾: سُئل الحسن البصري : ما علامة حب الله ؟ قال : «أن يذنب العبد، فيلهمه الاستغفار».

69. في صحيح البخاري ومسلم: «كان أكثر دعوة يدعوبها: ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾».

70. ختم الله آيات الحج بـقوله: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾: حشَرَكم في الحج باختياركم، لكنه يحشركم غدا رغما عن أنوفكم، فحشْر اليوم الاختياري، عليه أن يذكِّركم بيوم الحشر الأكبر الإجباري.

71. ﴿ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ ﴾: مهما شقَّت عليك الطاعة، فما تلبث مشقتها أن تنقضي، ويبقى ثوابها وأجرها إلى أن يبهرك يوم الجزاء.

72. ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾: ليست طلاقة اللسان دائما محمودة، فأحيانا ما تُخفي وراءها سوء السريرة وخبث الباطن.

73. ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ (قَوْلُهُ)﴾: العبرة دائما بالأفعال لا بالأقوال!

74. ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ﴾:

قال ابن مسعود: إن من أكبر الذنب عند الله أن يُقال للعبد: اتق الله، فيقول: عليك بنفسك (خلّيك في حالك!).

75. ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾: ادخلوا في الإسلام بكل نواحيه، ولا تأخذوا من الدين ما يروق لكم فحسب، ولا تتخيَّروا على ربكم.

76. ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾: الإسلام بجميع تكاليفه، بحيث لا تتركوا تكليفا واحدا يشذُّ منكم.

77. ﴿ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً﴾: خذواالإسلام كاملا ولا تقسِّموه! ولا تتركوا حكما من أحكام الدين دون أن تعملوا به.

78. ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ﴾: الأوجاع طريق الجنة.

79. ﴿حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾: حين تثور أسئلة استبطاء الفرج في داخلك، فاعلم أن الفرَج قريب.

80. ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾: قال ابن القيم: فَإِن العَبْد إِذا علم أن الْمَكْرُوه قد يَأْتِي بالمحبوب والمحبوب قد يَأْتِي بالمكروه لم يَأْمَن أَن توافيه الْمضرَّة من جَانب المسرَّة، وَلم ييأس أَن تَأتيه المسرة من جَانب الْمضرَّة؛ لعدم علمه بالعواقب، فإن الله يعلم مِنْهَا ما لا يعلمه العَبْد.

81. ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾: قد لا يرجح ميزان حسناتك، ولا يستقيم دينك إلا بعد معاناة البأساء والضراء.

82. ﴿ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ﴾:

فلرُبما اتسع المضيق .. ولربما ضاق الفضـا

ولرُبّ أمر محزن .. لك في عواقبه رضا

83. كل أقدار الله خِير، سواء طابت بها رُوحك أو ضاقت: ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾.

84. مصيبة تقبل بها على الله خيرٌ من نعمة تلهيك عنه: ﴿وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ﴾.

85. ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ الله﴾:

يمتحن الله إيمانك بأن يأمرك بهجر ما تحب، كما امتحن أحب خلقه بالهجرة من ديارهم التي يحبون.

86. ﴿وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ﴾: مهما أخفيت من نواياك، فالله يعلم خفاياك.

87. ﴿وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ﴾: مهما تعددت دواعي (اﻹعجاب) بين الناس، فلا شيء يعدل الإعجاب باﻹيمان!

88. ﴿إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَوّابينَ﴾: وليست التوبة إلا بعد الذنب، فالذنب إذن ليس نهاية المطاف ولا خاتمة القصة! اكتب النهاية السعيدة!

89. ﴿إنَّ اللهَ يُحِبُّ التَوّابينَ﴾: ندمك على الذنب يوجع قلبك، لذا عوَّضك الله عن ألمك بهذا الحب؛ ليخفِّف عنك!

90. ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾: قوامة الرجل قد تتحول إلى تسلط وتحكُّم، إلا إذا تذكَّر الزوج عزة الله وقدرته، وهذا سر ختم الآية بصفة العزة.

91. ﴿فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ﴾: ليس الفصال هنا الطلاق؛ بل الفصال هو فطام الصبي عن الرضاعة.

92. فطام الطفل يرجع فيه القرار للمشورة بين الزوجين: ﴿فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ﴾، فكيف بغيرها من القضايا؟!

93. ﴿وَلا تَنْسَوا الفَضْلَّ بَيْنَكُمْ﴾: لا تجعل لحظة غضبٍ واحدة تهدم مئات الساعات الجميلة.

94. ﴿وَلا تَنْسَوا الفَضْلَّ بَيْنَكُمْ﴾: قال الإمام الشوكاني: «وهو إرشاد للأزواج إلى ترك تقصي الحقوق على بعضهم، والمسامحة فيما بينهم».

95. ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى﴾: لعل من أسباب تخصيص الوصية بالصلاة الوسطى أنَّ ليس لها نافلة تجبر نقصها.

96. ﴿ﻻ طاقَةَ لَنا الْيَوْمَ بِجالوتَ وَجُنودِهِ﴾: لابد قبل اللقاءات الفاصلة من التمايز والتصفية!

97. في الوقت الذي احتاج طالوت إلى قومه قالوا: ﴿ﻻ طاقَةَ لَنا الْيَوْمَ بِجالوتَ وَجُنودِهِ﴾، فبعض كلمات (الأصدقاء) أشد فتكا من سلاح (الأعداء).

98. ﴿قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو الله﴾: جميلٌ أن تُحسِن الظن بالله، لكن الأروع أن تفعل ذلك حين يفقد الجميع الأمل.

99. ﴿ربنا أفرغ علينا صبرا﴾: تخيَّل شلالاً من الصبر ينهمر عليك، ليُطفئ لهيب آلامك، ويتسلل لتجاويف أوجاعك.

100. انظر ماذا يفعل الدعاء: ﴿قَالُوا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾، فكانت النتيجة: ﴿فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ الله﴾.