حول المدخل الشرقي لبلدة العيسوية شمال شرق القدس المحتلة اليوم الخميس، إلى ساحة صدام ومواجهة بين جنود الاحتلال الإسرائيلي وأهالي البلدة وتلاميذ المدارس الذين ازدحم بهم المدخل الوحيد للبلدة، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال بالمكعبات الإسمنتية مداخل البلدة الثلاثة، وبات الخروج من داخل البلدة شاقاً على الآلاف من أبنائها من عمال وتلاميذ وموظفين، وما تخلل ذلك من إهانات وتفتيش استفزازي وتحرش بالفتيات.
 
وانفجرت البلدة في وجه الاحتلال، وقام أهاليها بإغلاق المدخل الشرقي أيضاً، وإعاقة انتقال حركة مركبات المستوطنين المتجهين إلى مستوطنة معاليه أدوميم، ومنها إلى القدس، لتندفع بعدها قوات الاحتلال مطلقة كلابها باتجاه المواطنين، ولتمطر الأطفال في الحافلات التي أقلتهم إلى مدارسهم بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، ما أوقع عشرات حالات الاختناق، فيما تعرض وجهاء من البلدة للاعتداء بالدفع والضرب.
 
ووصف عضو لجنة المتابعة لأهالي بلدة العيسوية، محمد أبو الحمص، في تصريح لـ "العربي الجديد"، الوضع بأنه "بات لا يحتمل، وأن الانفجار الشعبي في وجه الاحتلال هو نتاج عمليات القمع والغطرسة الاحتلالية التي تعتقد واهمة أن معاقبة الفلسطينيين بالإغلاق عليهم، سيحد من مقاومتهم لهذا الاحتلال البغيض".
 
وأشار أبو الحمص إلى أن "تظاهرة ووقفة احتجاجية كانتا نظمتا أمس الأربعاء، عند المدخل الجنوبي للبلدة المتاخم لمباني الجامعة العبرية المقامة على جزء من أراضي العيسوية، للمطالبة بفتحه، وقد أوصل الأهالي رسالة إلى قوات الاحتلال بأنها إذا لم تقم برفع الإغلاق عن البلدة، فسيقوم الأهالي بأنفسهم بذلك مهما كلفهم الثمن"، موضحاً أن "سلطات الاحتلال قامت بإغلاق مداخل البلدة خلال الشهرين الماضيين ثلاث مرات، آخرها قبل تسعة أيام حيث يتواصل الإغلاق".
 
وحذر أبو الحمص، من محاولة سلطات الاحتلال عزل العيسوية عن القدس المحتلة، وقال" إذا كانوا يعتقدون أن مخططاً كهذا سيمر، فهم واهمون، ولن نسمح بذلك".
 
ويشكو سكان هذه البلدة الواقعة على مسافة بضعة كيلومترات فقط من البلدة القديمة من ناحيتها الشمالية الشرقية، ويبلغ عدد سكانها 30 ألف نسمة من أعمال سلطات الاحتلال الاستفزازية ومداهمة منازلهم يومياً، وفرض المخالفات والغرامات المالية عليهم لإرهاقهم اقتصادياً، بينما تصدر بلدية الاحتلال إخطارات هدم لمنازلهم بصورة شبه يومية، حيث يتهدد الهدم أكثر من 80 في المائة من منازل البلدة.