العقل رفيق القلب، والطبع قرين النفس، فلا تقارب بين النفس والقلب، فرب جار جار،
سرادق القلب على أطناب العقل، وخيمة النفس على أوتار الهوى،
اكسر حدة خمر الطبع بمزاج ماء الرياضة،
اشددن أزر العقل بجبال التقى،
ماء طبعك أجاج، وماء شرعك عذب، وقد مزج الإبتلاء بينهما،
نور العقل يضيء في ليل الطبع، فتتبين جادة الصواب للسالك، وزناد الفكر حين يوري يرى عواقب الأهوال.

"يوسف" العقل ينظر إلى العواقب، و"زليخا" الهوى تتلمح العواجل،
والعزائم منازل الأبطال، والصبر دأب الرجال،
وإنما رد "يوسف عقله، وحمل " زليخا " طبعها،
ولا أقول لك: اقلع شجر الطبع من أرض الوضع، كيف يمكن وقد قال (زُينَ لِلِناسِ حُبُّ الشَهوات)
وإنما أقول لك: دم على المجاهدة في الجسم، وكلما نبعت عروق الهوى فاقطع، وكلما كل ما به تقطع فاشحذ، واقنع بساحة الذل، فعند المسجون شغل من "الرياض" ويحك، اترك وأنت تهوى.

وَفي القَلبِ ما في القَلبِ مِن لَوعَةِ الهَوى ... وَلَكِنَني أُبدي الصُدودَ مُبَهرَجاً

اللطائف - أبو الفرج بن الجوزي