هذه دعوة لنا جميعاً ولك عزيزى القارى بجعل يوم الخميس القادم الأول من يناير لسنة 2009 يوم استجلاب لطاعة الله سبحانه وتأييده لإخواننا المشردين بغزة من خلال طاعة الله ..

يوم تنفقه فى سبيل الله ..

يوم صيام وقيام ونفقة فى سبيل الله نستعين بالله أن ينصر إخواننا فى غزة ..

يوم تدخره لنفسك يوم القيامة تتقرب به إلى الله سبحانه وتسأله النصر لإخوانك ..

نصوم نهاره ونقضى وقته فى الذكر والدعاء وليله فى القيام والاستغفار .. لعل الكريم يقبل الأكف الضارعة إليه ولا يردها خائبة .. ويقبل منا ذلنا فينصر إخواننا بغزة ويكشف عنهم كربهم ..

لنتعاهد سوياً أخى القارئ الكريم أن نقضى هذا اليوم صائمين لله سبحانه ذاكرين منفقين من خير أموالنا قائمين ليلنا .. ويكون زاداً لنا وعوناً ومدداً لإخواننا ..

فهيا إلى الفوز والفلاح والقرب من الله سبحانه .. وهيا إلى المدد وإلى النصر القريب إن شاء الله ..

 وكان هذا هدي رسولنا صلي الله عليه وسلم وديدنه في الأمور كلها . فكان صلي الله عليه وسلم يتقن هذا الآمر أيما إتقان . فكان إذا ما انتهي من مرحلة استغلال الإمكانات المتاحة أمامه و المواهب والقدرات المتوافرة تحت يديه , حتى يبدأ في مرحلة استجلاب معية الله .

ففي يوم بدر بذل المصطفى صلي الله عليه وسلم الوسع في الإعداد : فصف الجيش , وعبأ الجند ,ورسم الخطط ,و افترض الافتراضات , واحتمل الاحتمالات, حاور, وتشاور وغير وبدل . وما أن انتهى من الاستفادة من كل هذه الإمكانات والقدرات المتاحة حتى انتحى صلي الله عليه وسلم يناجي ربه في دعاء عميق , ومناجاة حارة , وإلحاح شديد يستجلب بها معية الله . ابتهل صلي الله عليه وسلم " وبالغ في الابتهال حتى سقط رداؤه عن منكبيه , فرده عليه الصديق – رضي الله عنه - وقال :
حسبك يا رسول الله , ألححت على ربك" .
يا رسول الله كفاك مناشدتك ربك .
ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان خير من يعلم انه إذا ما امتزجت معية الله القادر بمواهب العباد وقدراتهم – مهما كانت محدودة - فحتما سينتج عن ذلك مخرجات تفوق قدراتهم على استيعاب أثارها الايجابية اللامحدودة .

وقد كان جاء مدد السماء بطريقة فاقت عقول أهل الأرض وامتزج المدد الروحي بالمدد المادي . وجاء النصر وتحقق الفوز لفئة لم تتكل على قدراتها ولا على مواهبها دون الاتكال على الله . ولم تتكل على الله دون الاستفادة القصوى من قدراتها ومواهبها وخبراتها .( أراد الله للعصبة المسلمة أن تصبح أمة ; وأن تصبح دولة ; وأن يصبح لها قوة وسلطان 000 وأراد لها أن تعلم أن النصر ليس بالعدد وليس بالعدة وليس بالمال والخيل والزاد إنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله التي لا تقف لها قوة العباد.) كما يقول صاحب الظلال .

إن مرحلة استجلاب معية الله هي الحلقة الأضعف في حياتنا . فكثيرا ما تنسينا القدرات والخبرات والمواهب الخاصة مرحلة استجلاب معية الله . كثيرا ما نعتمد على مواهبنا وننسي الواهب . كثيرا ما نعتمد على قدراتنا وننسى القادر . كثيرا ما نعتمد على قوتنا وننسى القوي . وهنا نخسر الكثير .
ففي يوم حنين بذل المسلمون الجهد في إعداد المدد المادي الهائل : العتاد , العدد ,العدة , الكثرة في عدد الجند حتى اكتمل الهيكل العام للجيش على صورته المبهرة . حتى دخل العجب لقلوب البعض فقالوا :
"لن نهزم اليوم من قلة " .
أنستهم القوة والعدة مرحلة استجلاب معية الله. أنساهم العدد والعتاد الاتكال علي الله . أنستهم قدراتهم البشرية استجلاب معية الله والاتكال عليه وحده لا على تلك الأسباب . لقد أتقن المسلمون يوم حنين مرحلة الإعداد ولم يتقنوا مرحلة الاستجلاب فكانت الانكسارة . كانت الانكسارة التي كان لابد منها لتعي الأمة أن مرحلة استجلاب معية الله من المراحل التي لا غنى عنها في حياة الأمم والإفراد والجماعات . كما وأنها سند كل إنسان في هذا الوجود مهما كانت قدراته ومواهبه .

و رسولنا صلي الله عليه وسلم وهو صاحب المواهب والقدرات التي لا تحصى ولا تعد إضافة إلى كونه المؤيد بالمعجزات , والمزود بالكاملات, والمحلى بالمدد الرباني كان دائما ما يردد : "
اللهم لا تكلني إلي نفسي طرفة عين ولا ادني من ذلك " .
فالخذلان أن يكلك الله إلي نفسك ويخلي بينك وبينها . والتوفيق ألا يكلك الله إلي نفسك ولا يخلي بينك وبينها . كما يقول ابن القيم رحمه الله .