مرّ عام 2016 بعشرات الشهداء في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهدم لما يزيد عن آلاف منزل ومنشأة، واعتقال آلاف، ومع استيطان تضاعف مع انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، وسط مخاوف من تعاظم نفوذ اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة مع انتخابه، وسط معاناة مستمرة من حصار قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي.
 
ورأى محللان سياسيان فلسطينيان؛ أن رفض رئيس الانقلاب أي مبادرة يمكن أن تسهم في فك الحصار عن غزة يأتي لأن فك الحصار يمثل "هزيمة" لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي يسعى للقضاء على الإخوان المسلمين، كما يعني ذلك خسارة السلطة في مصر آخر "ورقة ضغط" لها في غزة.
 
وكانت الإذاعة الصهيونية قد كشفت مؤخرا؛ أن ممثلين عن نظام الانقلاب أبلغوا الاحتلال الصهيوني رفضهم رفع الحصار عن قطاع غزة، خاصة إذا كان لتركيا دور في ذلك، حيث تشترط الأخيرة رفع الحصار عن غزة مقابل عودة العلاقات الدبلوماسية مع "إسرائيل".
 
134 شهيدًا بينهم 35 طفلاً
 
سجل عام 2016 استشهاد 134 فلسطينيًا برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 35 طفلا، وقالت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال – فلسطين، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، قتلت 35 طفلاً في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، خلال عام 2016، منهم 30 طفلاً بالرصاص الحي، و14 منهم من محافظة الخليل وحدها.
 
وأوضحت الحركة أن عدد الأطفال الذين قتلهم الاحتلال خلال عام 2015 في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، بلغ 26 طفلاً، ما يؤشر إلى أن الأطفال الفلسطينيين ما زالوا مستهدفين من قبل قوات الاحتلال، وأن هذا الاستهداف في ازدياد.
 
وبينت أن سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز جثامين ثلاثة أطفال، مؤكدة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ سياسة “إطلاق النار بقصد القتل”، التي وصلت إلى حد القتل خارج نطاق القانون.
 
وبلغ عدد المعتقلين من قبل قوات الاحتلال  6346  معتقلاً؛ حيث كانت الاعتقالات وفق الأشهر كالتالي: شهر كانون الثاني بحصيلة اعقالات وصلت 551، وخلال شباط 616 أسيراً، ثم آذار 647 أسيرًا، ثم نيسان بواقع 567 أسيرًا، ثم أيار بـ471 أسيرًا، ثم حزيران بواقع 360 أسيرًا، ثم تموز بـ 574 أسيرًا، ثم آب بواقع 516 أسيرًا، ثم أيلول بـ 436، ثم تشرين الأول بواقع 494 أسيرًا، ثم تشرين الثاني بـ493 أسيرًا، ثم كانون الأول بـ418.
 
وبلغت حصيلة الاعتقالات ضد النساء خلال العام، ما يقارب 205 امرأة، من مختلف محافظات الوطن، فيما بلغت نسبة الأطفال ما يقارب 1694 طفلاً، وفق ما رصده المركز.
 
ويقبع في سجون الاحتلال حتى هذا العام، 6 نواب في المجلس التشريعي، وهم: مروان البرغوثي والمحكوم بالسجن المؤبد 5 مرات، وأحمد سعدات والمحكوم بالسجن 30 عامًا، ومحمد أبو طير وحسن يوسف ومحمد جمال النتشة و عزام سلهب حيث يخضعون للاعتقال الإداري المتجدد.
 
وشهد 2016 حملة اعتقالات واسعة في صفوف المواطنين الفلسطينيين بتهمة نشر منشورات اعتبرتها تحريضية عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث جرى اعتقال قرابة 85 مواطنا ومواطنة خلال 2016، من مجموع نحو 200 اعتقلوا لذات السبب منذ بدء “الهبة الجماهيرية” في أكتوبر 2015، من بينهم 54 معتقلا ومعتقلة تم تقديم لوائح اتهام ضدهم بتهمة التحريض على شبكات التواصل الاجتماعي، وعدد آخر صدرت بحقهم اوامر بالاعتقال الاداري.
 
2016 عام الأسرى
 
اعتبرت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، في تقريرها السنوي المتعلق بانتهاكات اسرائيل وجرائمها ضد الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال، أن 2016 عام استهداف الأسرى سياسيا وقانونيا ونزع شرعية نضالهم الوطني.
 
وقالت الهيئة إن حكومة الاحتلال العنصرية لا زالت تتعاطى مع الاسرى وفق قوانينها العسكرية وليس القانون الدولي وتتعامل معهم كمجرمين وارهابيين ليس لهم حقوق قانونية ولا تعترف بأنهم أسرى حرية شرعيين ومحميين وفق اتفاقيات جنيف الاربع وسائر العهود والمواثيق الدولية والانسانية، ما عكس نفسه على الاسرى في السجون وتعرض حقوقهم الانسانية الى انتهاكات كثيرة وخطيرة.
 
18 ألف مستوطن اقتحموا الأقصى
 
أفادت إحصائية دراسية توثيقية أن نحو 17602 مستوطنًا وعنصرًا احتلاليًا اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى خلال العام 2016، ويعد هذا العدد الأكبر منذ احتلال الأقصى عام 1967.
 
وبحسب الإحصائية التي نشرها موقع “ديلي 48” المختص بأخبار الداخل الفلسطيني المحتل، فقد تعددت مشارب المقتحمين، وكان أغلبهم من المستوطنين والجماعات اليهودية ومنظمات الهيكل المزعوم، وقد تصدى لهذه الاقتحامات جموع المصلين الذين يتواجدون في المسجد الأقصى وأعلوا أصواتهم بالتكبير، وكذلك حراس وسدنة المسجد الأقصى.
 
وبلغ عدد المقتحمين من المستوطنين نحو 14103 مستوطنًا، في حين بلغ عدد الطلاب اليهود ( طلاب مدراس وجامعات )، نحو 2259 طالبًا، ضمن برنامج الارشاد السياحي التهويدي، فيما بلغ عدد عناصر مخابرات الاحتلال الذي اقتحموا الأقصى بلباسهم المدني خلال العام نحو 815 عنصرًا.
 
ووفق الإحصائية فقد بلغ عدد الجنود بلباس عسكري والشرطة بلباس مدني نحو 425 مقتحمًا، ضمن برنامج الاستكشاف والإرشاد العسكري، كما كان من بين المقتحمين موظفون مما يسمى سلطة الآثار الإسرائيلية، اقتحموا مصليات المسجد الأقصى وخاصة قبة الصخرة، تم تعدادهم ضمن مجموع المقتحمين.
 
وكان أكتوبر هو أكثر الأشهر التي جرت فيها الاقتحامات  ( 3020 مقتحمًا منهم 2856 مستوطنًا)، يليه نيسان ( 1908 مقتحمًا منهم 1731 مستوطنًا)، وذلك بسبب تجمع عدد من الأعياد اليهودية في هذين الشهرين، وبالفعل فإن مواسم الأعياد اليهودية او المناسبات القومية عندهم كانت سببًا ودافعًا لزيادة عدد المقتحمين.
 
ويهدف الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، الى قلب المعادلة الديموغرافية داخل المدينة المقدسة لصالح المستوطنين واظهار الطابع اليهودي للمدينة من خلال اقامة مشاريع تهويدية ضخمة في احياء مدينة القدس وتخصيص مئات ملايين الشواقل لتحقيق تلك الاهداف، حيث سيقام على مساحة 211 دونما، في مدخل غربي القدس، وسيحتوي على مراكز تجارية، ومراكز سياحية، وفنادق، ومراكز ترفيه، كذلك مشروع “بيت الجوهر” التهويدي، على مساحة 1.84 دونمًا، قرب المسجد الاقصى بمساحة بناء تصل إلى 2985 مترًا مربعًا، تشمل بناء طابقين فوق الأرض وآخر تحتها.
 
الاستيطان وفضيحة الانقلاب
 
وطرأ ارتفاعًا حادًا على وتيرة البناء الاستيطاني عام 2016 بنسبة بلغت 57% عن العام الماضي اغلبها في مدينة القدس، وان الحكومة الاسرائيلية عملت على اقرار قانون تسوية الاراضي أو ما يسمى قانون “تبييض المستوطنات” لشرعنة البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية.
 
وضغطت إسرائيل والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب على رئيس الانقلاب لسحب مشروع قرار في مجلس الأمن على مشروع يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
 
وكانت مصر قد طلبت تأجيل جلسة تصويت على مشروع قرار دولي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
الجرحى والمعتقلون
 
وأصابت قوات الاحتلال نحو 3230 مواطناً فلسطينياُ من بينهم نحو 1040 طفلاً، أكثر من 60% منهم أصيبوا بالغاز السام الذي يطلقه جنود الاحتلال على المواطنين العزل خلال التظاهرات الاسبوعية السلمية في مناطق الجدار العنصري وعلى حدود قطاع غزة.
 
وهدم الاحتلال في عام 2016، ما يقارب 1023 منزلاً ومنشأة في مختلف مناطق الضفة الغربية والقدس، حيث تم هدم نحو 488 منزلاً ونحو 535 منشأة مختلفة في محافظات الضفة الغربية والقدس، إضافة الى اصدار إخطارات هدم لأكثر من 657 منزلاًً ومنشأة في الفترة ذاتها.
 
اعتداءات المستوطنين
 
ومارس المستوطنين اعتداءاتهم  بحراسة وحماية جنود الاحتلال، وذلك من خلال قيامهم بالقاء الزجاجات الحارقة والحجارة على منازل ومركبات المواطنين في عدة بلدات وقرى فلسطينية محاذية للمستوطنات، وفي البلدة القديمة من الخليل، وحاولوا من جديد حرق منزل لعائلة دوابشة في قرية دوما جنوب نابلس، إضافة الى اقتلاع واحراق وتجريف اكثر من 6500 شجرة زيتون وعنب ولوزيات في الضفة والقدس.