بقلم : د / حامد السيد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
أولاً: إضعاف العقيدة، وزعزعة الإيمان:
لأن العقيدة هي خط الدفاع الأول، ومن وسائل ذلك: زرع الصراعات الفكرية التي تشوش الأفكار، وتشتت الأذهان , وإثارة الشبهات حول القرآن الكريم والسنة المطهرة والسيرة النبوية الشريفة، وهز الثقة في السلف الصالح .


ثانياً: (تسميم الآبار المعرفية) :
التي تستقي منها الأجيال من المهد إلى اللحد , ومحاولة مسخ الهوية الإسلامية عن طريق تخريب مناهج التعليم بكافة مراحله،وهذه أخطر مؤامرة ضد الهوية في الوقت الراهن , ويسمونها بكل صراحة: (تجفيف منابع الإسلام)!! , وهي مؤامرة لا تبدأ اليوم ، ولكن منذ أكثر من قرن، ولا تبدأ من الصفر، ولكن تُستمد من معين المنطلقات التي صنعها الاستعمار والاستشراق والتبشير، ويكفي أن القس (دنلوب) تمكن في عشرين عاماً فقط من تخريب العقول والنفوس والضمائر والعواطف من خلال سياسته التعليمية.


ثالثاً: تذويب الهوية الإسلامية في الثقافة الغربية:
عن طريق محو ذاكرة الأمة وارتباطها بتاريخها المجيد الذي هو خميرة المستقبل , وتمجيد كل ما هو غربي , وتحقير كل ما هو إسلامي , ومزاحمة رموز الإسلام برموز ضلالات التنوير والحداثة والعصرانية , وعرض أنماط الحياة الاجتماعية في الغرب بكل مباذلها وسوءاتها بصورة جذابة ومغرية.


رابعاً: تجهيل العلم :
بحيث يفقد صلته بالخالق سبحانه ودلالته على توحيده , فإن العلم أقوى مؤيد لدعوة الفطرة والتوحيد , بما يكشف عنه من آيات الله في الآفاق وفي الأنفس , وفي سبيل ذلك يعمدون إلى تجاهل ذكر الله عز وجل , ونسبة الآيات الكونية إلى الطبيعة , ومحاولة عزو أحداث الكون إلى الظواهر الطبيعية دون ربطها بمشيئة الله وقدرته عز وجل .


خامساً: السيطرة العلمانية :
على كراسي الجامعات , وتطعيم مناهجهاالدراسية وكذا دوائر المعارف وكتب التاريخ بمفاهيم تدور في فلك الغرب , وتعادي وتشوه الهوية الإسلامية .


سادساً : التآمر على اللغة العربية :
شدة ارتباطها بالقرآن والإسلام، وأثرها في وحدة الأمة، وذلك عن طريق تشجيع اللهجات العامية، والمطالبة بكتابتها بالحروف اللاتينية، وتشجيع اللغات الأجنبية على حساب لغة القرآن الكريم، وتطعيم القواميس العربية بمفاهيم منحرفة كقاموس (المنجد)، والطعن في كفاءة اللغة العربية وقدرتها على مواكبة التطور العلمي.


ثامناً: طمس المعالم التاريخية، والحفريات التي تصحح تاريخ العقيدة.
وتكشف أن التوحيد هو الأصل وأن الشرك طرأ عليه، وكذا الوثائق التي تثبت التحريف في كتب أهل الكتاب، والتي تدعم الإسلام وتؤيده.


ويجدر بالذكر هنا أن نشير إلى مؤامرة تزييف تزييف تاريخ (الإبراهيمية الحنيفية) التي هي جذر الإسلام، وذلك عن طريق نشر فكرة (السامية) التي تركز على القول، بأن هناك أصلاً واحداً مشتركاً بين العرب واليهود، هو (سام بن نوح)، في حين أن القصد الحقيقي من ورائها هو التعمية على انتساب العرب إلى إسماعيل بن إبراهيم ـ عليهما السلام ـ وعزو تاريخ إسماعيل وذريته إلى مصدر غامض ليس له سند علمي , وبالتالي صرف الأنظار عن هويتنا الحقيقية التي هي ملة إبراهيم ـ عليه السلام ـ التي أولاها القرآن الكريم أعظم الاهتمام ونسبنا إليها، وحثّنا على اتباعها وبرّأ ـ إبراهيم عليه السلام ـ من كونه يهودياً أو نصرانياً أو مشركاً.


تاسعاً: محاولة تفسير التاريخ الإسلامي تفسيراً قومياً عربياً.
كما يفعل البعثيون الذين يريدون أن يبتلعوا الإسلام في بطن قوميتهم حين يزعمون أن الإسلام مرحلة في تاريخ العروبة , أو محاولة تصوير التاريخ الإسلامي على أنه تاريخ صراع بين الطبقات ” على الطريقة الماركيسية ” , أو أنه تاريخ صراع وناورات بين الأمراء والخلفاء والملوك .


إن الهدف من ذلك كله واضح , وهو الحيلولة بين الأمة المسلمة وبين أتخاذ تاريخها الحقيقي منطلقاً للنهوض من كبوتها , وإن المنهج الصحيح المثمر في فهم التاريخ البشري هو النظر إليه على أنه تاريخ دين سماوي واحد هو الإسلام , من لدن آدم عليه السلام إلى محمد ( , وهو تاريخ الرسالات السماوية المتعددة الداعية إلى دين سماوي واحد هو الإسلام بمعناه العام .
عاشراً: طمس المعالم التاريخية التي تؤكد الانتماء الإسلامي.
كما فعل (أتاتورك) في تركيا؛ حينما حوّل مسجد (أيا صوفيا) إلى مُتْحَفٍ وبيت للأوثان، وطمس منه آيات القرآن والأحاديث، وأعاد كشف ما كان الفاتحون قد طمسوه من الصور التي زعمها النصارى للملائكة، وكذا صور من يسمونهم القديسين، والصلبان، والنقوش النصرانية.…
وكما فعلت الوحوش الصربية في البوسنة، حيث كانت تختار ـ بعناية ـ المواريث الرمزية والتاريخية الإسلامية , ثم يتم قصفها وتدمرها، لتجريد الذاكرة الجماعية لشعب البوسنة من رموز الهوية الإسلامية ومعالم حضارتها.


وكما يفعل اليهود ـ لعنهم الله ـ في القدس وغيرها من مناطق فلسطين السليبة.


حادي عشر: النشاط التنصيري الذي يستغل الفقر والمرض .
كما حدث ويحدث في إندونيسيا ، وكما كان يحدث في المدارس الأجنبية، من دعوة صريحة للتنصر، وإن كان تم تطوير أساليبهم الآن بحيث تكتفي بقطع صلة التلاميذ بالإسلام، وتذويب هويتهم الإسلامية وصبغهم بصبغة غربية، تمهيداً لاعتلائهم مراكز التأثير في المجتمع في المستقبل، وقد قال عميد المبشرين يوماً: (المبشر الأول هو المدرسة).


ثاني عشر: استلاب الهوية الإسلامية وتشتيتها .
عن طريق ضربها بهويات أخرى قومية أو وطنية، وكذلك تشجيع النعرات الطائفية والقبلية الاستقلالية، لتسخيرها لتكون عوامل إثارة وقلقلة لضرب وحدة المجتمع المسلم، وإثارة البلابل والفتن.
ثالث عشر: الترويج لدعوة ” العولمة ” .


أي: توحيد الثقافة العالمية , وهو قناع تختفي تحته فكرة ” تسويد ” الثقافة الغربية , التي كان يُعَبَّر عنها في عهد الاستعمار ب(رسالة الرجل الأبيض إلى العالم الملون ) وتهدف (العالمية) إلى تذويب هوية الأمم , وتبخير مُثُلِها العليا , وصهرها في أتونها , ودمج الفكر الإسلامي واحتوائه في قيم تخالف الإسلام .
رابع عشر: التغريب.
الذي استمر سمة ثقافية بارزة حتى بعد أن اضطر الغرب إلى تقويض خيامه ثم الرحيل عن بلاد المسلمين , لكن الذي حدث أنه لم يرحل إلا بعد أن أقام وكلاءه حراساً على مصالحه ومقاصده , لقد رحل الإنكليز الحمر , وحل محلهم الإنكليز السمر , وبعبارة ” شاهدٍ من أهلها ” وهو صاحب كتاب ” تغريب العالم ” : ” لقد أنتقل البيض إلى الكواليس , لكنهم لا يزالون مخرجي العرض المسرحي “.
خامس عشر: استقطاب المرأة المسلمة، والتغرير بها:
بدعاوى “تحرير المرأة “ومساواتها بالرجل، والترويج لفكرة (القومية النسائية) التي تربط المسلمة باليهودية، والنصرانية، وعابدة الأبقار والأوثان، والملحدة، كأن قضيتهن واحدة! ومعتقداتهن واحدة! ومطالبهن واحدة! ومعركتهن ضد (الرجل) واحدة .
سادس عشر: إشغال المسلمين بالترفيه والشهوات .
ودفع المجتمع إلى السطحية في النظر إلى الحقائق، وذلك بزيادة معدلات تعرضه للإعلام الترفيهي، مع تقليل الزمن المتاح للتأمل والتفكر والتدبر في الأحداث اليومية ، وذلك بتوظيف وسائل الترفيه كآلات الجراحة النفسية المطلوبة لاستبدال الهوية أو مسخها .
سابع عشر: استغلال العامل الاقتصادي في تذويب الهوية .
إن ” العطاء ” لابد له من مقابل , وغالباً ما يكون هذا المقابل هو إضعاف العقيدة والتنازل عن الهوية .
ثامن عشر: الحرب النفسية المدعمة بالأساليب التعسفية .
لقمع وإنهاك الدعاة إلى الهوية الإسلامية، وتنحيتهم عن مواقع التأثير الإعلامي والتربوي، وتسليط الحملات التي تصفهم بالتطرف والإرهاب والأصولية، مع تركهم مكشوفين في العراء، عرضة لانتقاد وسخرية أعداء الهوية الإسلامية , لكيلا يشكل الدين أي مرجعية معتبرة للأمة , ومثال ذلك القمع البربري المتوحش , ومحاولة إطفاء نور الإسلام في بعض البلاد الإسلامية .