تحل الذكرى الثانية لمجزرتي رابعة العدوية والنهضة في ظل ظروف صعبة تمر بها الأمة ووطننا الحبيب "مصر"، فلا يزال الوطن مختطفا، والدم الطاهر هو الآخر لا يزال يسيل، وعشرات الآلاف من شرفاء الوطن مغيبون قسريا في سجون الإجرام العسكري الإنقلابي، ومثلهم مطاردون داخل الوطن وخارجه.
إن مجزرتي رابعة والنهضة علامة فارقة في تاريخ مصر والعالم، فالجريمة التي جرت بتواطؤ دولي وإقليمي ومعهم مصريون خانوا الوطن وأهله جريمة لا تسقط بالتقادم معلوم مرتكبيها وسيأتي اليوم الذي سيحاسبون فيه على إجرامهم.
إن دفاع مئات الآلاف من المصريين عن الديمقراطية بالاعتصام في ميداني رابعة والنهضة نقطة مضيئة في تاريخ مصر، وأن محاولات التواصل من أطراف دولية وداخلية مع المعتصمين والكيانات الممثلة لهم بالميدان تم التعاطي معها بجدية في إطار الثوابت الوطنية والديمقراطية والثورية ولكن كثير من هذه المحاولات كانت ضمن خطة تمويه وخداع للثوار المعتصمين الغرض منها تسهيل خطة تنفيذ المجزرة.
عامان من الجريمة البشعة لم تشرب فيهم الأرض الدم، عامان لم يبع فيهم الثوار قضية وطنهم، ولم يرضخوا لتفاوض مخز على جثث الضحايا، ورغم ارتفاع موجة القتل والتعذيب والاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري فالثوار والشرفاء لايزالون على العهد والاستمرارية في حراكهم الثوري.
بالتأكيد وعلى مدار عامين مر الحراك الثوري بارتفاعات وهبوطات في ظل الفُجر الأمني بالاغتيالات في المنازل والشوارع والقتل داخل السجون، كل هذا أثّر على العمل الثوري وعلى الجميع الآن أن يتحمل مسؤوليته "ونحن أيضا" في مواجهة دولة العسكر الانقلابية بخطط وأساليب متنوعة وجديدة.
وفي ذكرى مجزرة الفض الثانية ندعو الشعب المصري وكل المخلصين والشرفاء والمناضلين بجعل يوم غد الجمعة "14 أغسطس" يوم غضب وانتفاضة ثورية ضد القتلة واحياء لذكرى الشهداء الأبرار.
الإخوان المسلمون - القاهرة
28 من شوال 1436
13 أغسطس 2015