تابعت جماعة الإخوان المسلمين الأحكام الهزلية في القضايا التي عرفت إعلاميا بـ"التخابر واقتحام السجون" التي تضم رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي وعددًا كبيرًا من قيادات العمل الوطني والإسلامي، وتؤكد الجماعة أن الأحكام بالمؤبدات والإعدام التي صدرت اليوم هي محض هراء من قضاةٍ ومفتٍ باعوا أنفسهم للعسكر القتلة، قضاةٍ ومفتٍ لا يستحقون أن يجلسوا على مقاعدهم بل في "مزابل التاريخ" مقاعد قد حجزت لهم.
وتؤكد الجماعة أن هذه الأحكام الجائرة هي محاكمة لثورة يناير ولأهدافها ومكتسباتها والمشاركين فيها، وأن الشرعية "الدستورية والثورية" التي أسستها ثورة يناير هي أساس النضال الحقيقي الماضي الآن في الشوارع، وأن هذه الأحكام والمحاكمات هي والعدم سواء.
إن الانقلاب العسكري الغاشم يعلن كل يوم أنه لا يحترم عقل ولا إرادة هذا الشعب، فبعد أن دهس إرادته بالدبابات، يعلن اليوم إعدام إرادة هذا الشعب، ليكرس مرحلة من القهر والطغيان والبطش التي تعيشها مصر منذ الانقلاب وحتى تسقطه الثورة بشكل كامل وقاطع.
إن القضاء المصري ومفتي العسكر بالنسبة لجموع المصريين قد انتهيا، فكم المخالفات والجرائم القانونية التي ارتكبت في المحاكمات، والقتل باسم القانون والدين، وغض الطرف عن التعذيب والاختطاف والإخفاء القسري، ثم نهاية بأحكام مسيسة مغلظة، يكون قد وصل القضاء والمفتي إلى نقطة النهاية التي لا يجوز معها أوبة أو توبة.
إن الديمقراطية والحرية التي أقرتها ثورة يناير وتضحيات المصريين المخلصين لن تضيع هدرًا، وأن العسكر الخونة بحكمهم اليوم بإعدام الرئيس المنتخب وشرفاء الوطن قد قطعوا كل خطوط الرجعة لهم، وثبتوا الحكم عليهم بالقصاص العادل منهم، وأن الصمت الدولي حيال هذه الجرائم التي ترتكب في مصر باسم القانون يعزز إجراءات هذا النظام الدولي في قتل الشعوب وقمعها من أجل مصالحه الدونية.
وتطالب الجماعة جميع القوى الحية بالداخل والخارج باستمرار وتصعيد نضالهم الثوري ضد سلطة الانقلاب العسكري وأفرعه الأمنية السياسية والاقتصادية والإعلامية والقضائية، الذين باعوا الوطن من أجل تكريس الظلم والقهر.
وتدعو الجماعة شرفاء الوطن لهبة شعبية يوم الجمعة القادمة هبة ضد أحكام الإعدام والاعتقال والاختطاف والإخفاء القسري، هبة ضد المجرم عبدالفتاح السيسي الفاشي وعصابته، هبة يشارك فيها الفلاحون والعمال والمعدمين والمضطهدين والمثقفين وعموم المصريين الرافضين للقهر والظلم، هبة تقتلع هؤلاء القتلة من جذورهم من أجل وطن شريف كريم عزيز.
إن الثورة مستمرة، ثورة شاملة عادلة قوية، وأن النضال الذي رواه الآلاف بدمائهم في الشوارع، وأعمار المخلصين الذي قضوه في السجون أو مطاردين، وآهات المعذبين، والأعراض التي انتهكت، كل هذا لن يضيع هدرًا، وسيأتي يوم القصاص العادل لا محالة، فقضاء المولى العزيز نافذ وحكمه قد صدر في هؤلاء القتلة الفسدة "وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا"
والله أكبر ولله الحمد
الإخوان المسلمون – القاهرة الثلاثاء 29 شعبان 1436 - 16 يونيو 2015