13/10/2010

أعلن الإخوان المسلمون قرارهم بخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، وقد صاحب ذلك حملة اعتقالات ومداهمات شرسة علي الإخوان في بعض المحافظات، واعتداءات همجية طالت الطلبة والطالبات وشطب لأسماء الطلاب المرشحين للاتحادات الطلابية.

 وبدلا من أن يتجه جهد الدولة لضبط الأسواق والأسعار ومحاربة الغلاء حولت طاقتها لمحاربة معارضيها في بداية متوترة لانتخابات يترقبها العالم كله، وما يحدث في مصر ليس بعيدا عن تطورات الأوضاع في السودان الشقيق والذي أصبح حديث الانفصال هو اللغة السائدة فيه، ويضاف لذلك القرارات الرنانة للقمتين العربية والعربية الإفريقية في مدينة سرت اللييبة والتي لن ولم تقدم شيئا ملموسا علي أرض الواقع لخدمة القضايا العربية العالقة، وأمام هذا كله يوضح الإخوان رأيهم في الآتي:
 
أولاً: علي الصعيد الداخلي:
يجدد الإخوان المسلمون تأكيدهم علي أن قرارهم بالمشاركة في الانتخابات يسهم في تحريك الجمود السياسي الذي تشهده مصر، وفي دفع الشعب المصري إلي ممارسة دوره في المطالبة بحقوقه والدفاع عن المكتسبات التي حققها في انتخابات 2005 رغم ما شهدته من تدخل في جولة الإعادة بالمرحلة الثانية وجولتي الانتخابات في المرحلة الثالثة، وكان لابد من التصدي للفساد الذي يصر علي التحكم في مقاليد الأمور والاستحواذ علي مقدرات الوطن، ومن هنا كان قرار مجالس الشوري في المحافظات ومن بعدهم مجلس شوري الإخوان العام بأن المشاركة في هذه الانتخابات ضرورة يتطلبها الواقع وتحتاجه الأحداث الراهنة، لدفع الشعب للمطالبة بحقوقه المهضومة.
 
* يؤكد الإخوان المسلمون أن النسب التي أعلنها فضيلة المرشد العام للمشاركة في الانتخابات لا تقبل الشك، وعلي من يزعم خلاف ذلك أن يحترم رغبة أصحاب الرأي وجهات اتخاذ القرار، وأن يحترم الشورى التي تم بها التوصل إلي هذه النتائج.
 
* يطالب الإخوان المسلمون النظام الحاكم بأن يتخلي عن استغلال مؤسسات الدولة المختلفة في حربه ضد خصومه وبخاصة الاستخدام غير المبرر للأجهزة الأمنية التي شنت حملات اعتقال علي عدد من الإخوان في محافظات مختلفة، فضلا عن حملاتها المستمرة لدهم وتشميع عشرات المكتبات، وفروع ومستشفيات الجمعية الطبية الإسلامية فى كثير من المحافظات، وهي حرب غير قانونية يمارسها النظام لشل حركة مرشحي الإخوان، كما أنها محاولة فاشلة لإرهاب الرأي العام من مرشحي الجماعة، ونؤكد مجددا أن هذه رسالة خطأ ولن يكون لها تأثير علي موقف الجماعة التي أعلنته منذ البداية باستعدادها لتقديم التضحيات من أجل إصلاح أحوال الوطن المتردية علي يد النظام الذي دمر مقدرات مصر وأفقدها القدرة علي الحركة داخليا وخارجيا. ويؤكد الإخوان المسلمون أن الجهاز الأمني قد تعدى حدود القيم الدينية والإنسانية باعتداء أحد الضباط على أحدى الطالبات بدلا من قيامه بدوره المنوط به بحمايتها هي وجميع الطالبات.
 
* يري الإخوان المسلمون أن فشل حكومة الحزب الوطني في ضبط الأسعار إنما هو تعبير واضح عن فشل برامج هذا الحزب، والذي تفرغ لدعم مصالح رجال أعماله علي حساب الشعب المصري، ويؤكد الإخوان المسلمون أنها ليست المرة الأولي التي تفشل فيها الحكومات المتتالية في ضبط الأسعار أو في تغيير حالة الغلاء الواضحة في مختلف القطاعات مما يؤكد أن الإصلاح قد حان وقته لأن الشعب المصري لم يعد يستطيع تحمل مزيد من الأعباء.
 
ثانيًا: علي الصعيد الإقليمي والدولي:
* يطالب الإخوان المسلمون القادة العرب بالكف عن الشعارات الرنانة والقرارات غير الفاعلة التي لا يتم تنفيذ أي منها، ويري الإخوان المسلمون أن ما خرج عن قمتي سرت لا يعدو مجرد مسكنات لم يعد لها فاعلية لتسكين آلام الشعوب العربية التي فقدت الثقة في مثل هذه القمم، بل إن الأزمات أصبحت أكبر من قدرة هذه الأنظمة علي حلها نتيجة الانصياع المهين للإملاءات الصهيونية والأمريكية، ولعل ما يحدث الآن في السودان والعراق ولبنان وفلسطين خير شاهد علي ذلك.
 
* يحذر الإخوان المسلمون من تزايد نبرة انفصال جنوب السودان عن شماله، والأخطر من ذلك هو قبول الدول والأنظمة العربية بالأمر الراهن، وهو ما ينذر بكارثة حقيقية تهدد استقرار المنطقة العربية بل وإفريقيا كلها، ويجدد الإخوان دعوتهم للأنظمة والحكومات العربية والإسلامية، وكذلك رجال الأعمال والمنظمات الإغاثية إلي الإسراع بمد يد العون لشعب جنوب السودان الذي يتم جره بدون وعي إلي كارثة ستكون عواقبها علي المنطقة كلها، كما يطالب الإخوان الحكومة المصرية بشكل خاص إلي العمل بقوة من أجل دعم خيار الوحدة من خلال مشروعات تنمية الجنوب في مختلف المجالات التعليمية والصحية والاجتماعية حتي يشعر أهل الجنوب بعمقهم العربي ويكفي أن هناك 500 قبيلة في الجنوب لا يجمعها سوي اللغة العربية.
 
* يطالب الإخوان المسلمون النظام المصري بتقديم التسهيلات اللازمة لقافلة شريان الحرية 5 التي أطلقها المئات من النشطاء الأوربيين وعلي رأسهم النائب البريطاني جورج جالاوي من أجل فك الحصار الظالم علي قطاع غزة، وهو دور يجب أن تقوم به مصر ليس من أجل فك الحصار فقط وهو أمر واجب عليها، وإنما أيضاً لاستعادة هيبتها وتأثيرها في الملف الفلسطيني الذي يترنح تحت مطارق الإملاءات الصهيونية وهوان السلطة الفلسطينية.