07/10/2010

تحتفل مصر والأمة العربية اليوم بالذكرى الـ37 لانتصار رمضان- أكتوبر 1973م على الصهاينة، وهو الانتصار الذي أعاد الكرامة إلى الأمة العربية بعد نكسة 1967م.

ويأتي هذا الاحتفال وقد تبدلت أحوال المصريين ومعهم الشعب العربي كله؛ حيث ظهر الفساد والظلم والديكتاتورية، وزادت حدة المواجهة بين الغزاة الصهاينة وبين أبناء فلسطين، وضغطت أمريكا المتصهينة على الأنظمة العربية- البعيدة عن شعوبها– لتتبنى خيارًا وهميًّا زعموا أنه مسار للسلام، ولكنه سراب ووهم، فكيف يمكن أن يحدث سلام بين المغتصب الصهيوني الدخيل المحتل وبين أبناء الأرض وأصحاب الحق؟!.

ونعيش الآن أحداثًا تخالف تمامًا روح الانتصار الذي تحقق بصيحات الله أكبر، وتعارض التمسك بالقيم والحفاظ على وحدة الأمة، ونرى ما سار إليه حال الأوطان من تراجع وتخلف وتبعية، وأمام كل ذلك فإننا:

أولاً: على الصعيد الداخلي:

- نتقدم بخالص التهاني للشعب المصري وللأمة العربية بمناسبة الذكرى الـ37 لانتصار العاشر من رمضان- السادس من أكتوبر 1973م، ونؤكد أن الاحتفال لا يجب أن يقتصر على الحديث عن الذكريات، وإنما يجب أن يمتد أيضًا لاستلهام الدروس والعبر من هذا الانتصار، وأول وأهم هذه الدروس أن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وهي اللغة التي أجبرته على الانسحاب من سيناء العزيزة، وهي نفس اللغة التي يجب أن تسود في مواجهتنا له الآن من أجل إقامة الدولة الفلسطينية الواحدة على كامل أرض فلسطين أرض العروبة والإسلام، وتحرير المسجد الأقصى، كما يجب علينا أن نحيي ذكرى شهداء هذه الحرب وما سبقتها من حروب مع العدو الصهيوني؛ من خلال قطع العلاقات معه، وتجميد اتفاقية السلام المشئومة التي قيدت حركة مصر، وأفقدتها تأثيرها في القضايا العربية والإسلامية والعالمية أيضًا.

- نحذر من السياسات الأمنية في الجامعات المصرية التي تُفقد الطلاب الإحساس بالانتماء لوطنهم، والتي كان آخر مهازلها التزوير المبكر للانتخابات الطلابية هذا العام؛ الأمر الذي يؤثر بالضرورة على الاستقرار، خاصة وأن وأد العمل الطلابي بهذا الشكل سيؤدي إلى خلق جيل سلبي لا يعرف الإيجابية وإبداء الرأي والتحاور مع الآخرين، وهو ما يمثل كارثة على حاضر مصر ومستقبلها، ومثل هذه الممارسات الأمنية ضد الطلاب تصب في مصلحة الصهاينة؛ حيث لا يجدون جيلاً كجيل أكتوبر 73 يواجههم بقوة العقيدة والساعد والسلاح وحب الوطن، والتوحد على الدفاع عنه ضد كل معتد أثيم.
 
- ونحن نحتفل بذكرى النصر على الصهاينة نتقدم بخالص التهاني لكل من المهندس أحمد شوشة والحاج صادق الشرقاوي والأستاذ أحمد أشرف، الذين عادت إليهم حرياتهم بعد أحكام ظالمة لمحكمة عسكرية جائرة، بتهمٍ ملفقة أدت إلى تغييب هؤلاء وغيرهم من الإخوان المسلمين وشرفاء مصر خلف قضبان الظلم، ونرى أن إطلاق سراح هؤلاء الإخوة هو حق أصيل لهم، بل إنه يجب– إذا ما كانت هناك بقايا من روح أكتوبر- الإفراج الفوري عن المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان المسلمين، ورجل الأعمال حسن مالك، والكاتب الصحفي الأستاذ مجدي أحمد حسين وغيرهم من سجناء الرأي، خاصة وأنهم أمضوا نصف مدة العقوبات الجائرة عليهم، وأنه قد آن الأوان لأن يصحح النظام خطيئته في هذه المحاكمات الجائرة والأحكام الظالمة.

ثانيًا: على الصعيد الإقليمي والدولي:

- ندعو جميع الإخوة الفلسطينيين أن يتركوا خلافاتهم، وأن يأخذوا خطوات متسارعة من أجل المصالحة التي تعد بداية حقيقية لعودة الحق الفلسطيني، وإنهاء الحصار على قطاع غزة، والتصدي للإجرام الصهيوني في الضفة الغربية والذي تجاوز كل الحدود، ولم يعد قاصرًا على إنشاء المغتصبات والتضييق واعتقال المقاومين، وإنما امتد لحرق كتاب الله وبيوته في الأرض؛ وهو ما يتطلب موقفًا جادًّا وتحركًا قويًّا لكل الأطراف العربية المعنية من أجل وقف هذا الإجرام الصهيوني المتزايد، ونؤكد أن المصالحة الفلسطينية هي خير رد على الغطرسة الصهيونية، كما أنها أكبر دليل على رفض الشعب الفلسطيني للمفاوضات العبثية مع العدو الصهيوني المجرم، وأن خيار المقاومة هو الخيار الوحيد لعودة كافة الأرض الفلسطينية واستعادة المقدسات، وعلى رأسها المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

- ندعو كل الدول العربية والإسلامية ومنظماتها العاملة في مجالات التنمية والإغاثة إلى مد يد العون إلى الحكومة السودانية؛ لمواجهة خطر انقسام جنوب السودان الذي أصبحت وتيرته تتصاعد خلال الأيام الماضية، ولم يعد خافيًا الدور المشبوه الذي يلعبه أصحاب وأنصار المشروع الصهيوني الأمريكي من أجل تمزيق السودان، وجره إلى حروب وصراعات، ثم الانتقال لغيره من الدول الأخرى وخاصة مصر، التي بدأت فيها صيحات الفتن والطائفية.

- نرفض التعصب الأعمى الذي أصبح علامة واضحة في الممارسات الرياضية العربية- العربية، والتي كان آخرها ما شهدته مباراة النادي الأهلي المصري والترجي التونسي، وهي الأحداث التي أعادت للأذهان ما شهدته تداعيات مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر، ونؤكد أن التمسك بتعاليم الإسلام وقيمه كفيل بنبذ التعصب الأعمى الذي يريد الأعداء والصهاينة زرعه في نفوس أبناء الأمة الواحدة من أجل إلهائهم عن حقيقة الصراع بينهم وبين عدوهم الصهيوني، وجرهم لقضايا أخرى تضيع وقتهم وتبرز تشرذمهم.