01/02/2009
قبل أن نشكرك باسم جموع العلماء العاملين فإننا نهنؤك أولا بما وُفِّقت له، وأقامك الله فيه، فكنت بمواقفك المشرفة للإنسانية خيرَ خلفٍ لخير سلف، فجعلك الله لأمتك كَالْأمَلِ المُرجَّي، وطلعة الفرج القريب، نطقت مواقفك بالحق بعد أن خرست ألسن الأدعياء والمتفيهقين ، فبرزت من حجاب الغيب بروز الجنين من كِمام الحياة، فغسلت عارا، وأيقظت آمالا، وشحذت للحق همما كانت بعد طول عذاب غافية، وعزائم كادت أن تكون واهية ، فأدرك الجميع أن للحق ظهيرا قادماً من غياهب الزمان، ونصيرا جاء يجدد ما سلف من خوالي الأيام ، فبدأت الأنوف بمواقفك العثمانية تشمخ، والأسماع لكلامك ترهف، والأبصار لمعالمك ترنو، وقويت بمواقفك المشرفة عزائم الأحرار، ونطقت على الألسن عبارات المجد و الفخار،فقلنا مع القائلين بعد سماعك:
إذا مُضرُ الحمراءُ كانت أرومتي وقام بنصري خازمٌ وابن خازم
عطستُ بأنف شامخٍ وتناولت يداي الثُرَيَّا قاعدا غيرَ قائم
لقد شرَّفت بمواقفك يا أردُغان أصولك، وطهرت بجهادك ماعلق بجذورك، فجمع الله عليك الأفئدة، ووضع لك ولإخوانك الصادقين القبول في الأرض كلها، ورزقكم الحسنى في الدارين مع الزيادة، فلقد كنت بمواقفك المشرفة مسلما على أخلاق السادة الأحرار لاعلى أخلاق العبيد الأنذال، يطأطأ أشرافهم فلا يندى لهم جبين، وتنقص أطرافهم فلا يَحمَي لهم أنف، وتنزل بهم الشدة فيتخاذلون تخاذل القطيع عاث فيه الذئب، ويغير عليهم العدو فيتواكلون تواكل الإخوة دبَّ فيهم الحسد، إذا جمعتهم الخطوب فرقهم الطمع والهوى، ولجأوا إلى جماعة الدول المتحدة ليخذلهم العدو والصديق، حتى كادت ألسن الماكرين تنطق فينا بما انطوت عليه قلوبهم نحونا" تَنَصَّروا تُنصَروا" بعد أن كُنَّا نقول لهم بلسان الجهاد مع أجدادك وأصولك في العهد القريب "أسلموا تسلموا" فما رأت الدنيا كلها منا ونحن معكم إلا العدل والرحمة
فشكر الله لك صادق لهجتك، وكريم غيرتك، وعظيم مواقفك، ورفيع خلقك، ورزقك وإخوانك الحسنى وزيادة، ووصل بكم ما انقطع من معالم العز، ومعاقد الشرف.
صدر عن جبهة علماء الأزهر عشاء الرابع من صفر الخير 1430هـ،