15/01/2009

صرح فضيلة الأستاذ محمد مهدى عاكف المرشد العام للإخوان المسلمين بأنه يؤيد كل ما جاء فى كلمة سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير دولة قطر فى دعوته الأخيرة لعقد قمة عربية طارئة فى الدوحة باعتبارها فريضة الوقت فى حق كل الحكام العرب من أجل وقف شلال الدم وجريمة قتل الأطفال والنساء والشيوخ والتدمير المجنون للمؤسسات والمساكن والمزارع فى غزة لأنه لا يليق أن يكون نصيب جريمة بشعة بهذا الحجم ومصيبة جلل بهذا القدر مجرد لقاء تشاورى على هامش مؤتمر اقتصادى .
كما ثمَّن فضيلته دعوة أمير قطر إلى ضرورة التكاتف العربى من أجل وقف فورى للعدوان وانسحاب القوات الصهيونية من قطاع غزة، وفتح جميع المعابر، وتقديم كل المساعدات لأهله المنكوبين، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، ومبادرته بالإسهام بمبلغ 250 مليون دولار، وإنهاء الحصار وضمان حرية حركة الأفراد والبضائع دون تعويق، كما ثمّن فضيلته مقترحات الأمير بالدعوة لتعليق مبادرة السلام العربية ووقف التطبيع مع الكيان الصهيونى والعمل على محاكمة مسئوليها أمام المحاكم الدولية على الجرائم التى ترتكبها فى حق الشعب الفلسطينى .
وأكد فضيلته أنه رغم تأييده لهذه المطالب إلا أنه يعتبرها الحد الأدنى الذى يجب على الحكام اتخاذه بصفة عاجلة، وأن تطلعات الشعوب تسمو على ذلك بكثير، إذ أنه يجب قطع الغاز والبترول عن العدو الصهيونى والمقاطعة الاقتصادية له وللدول المؤيدة له، ودعم المقاومة بكل الوسائل، واستخدام سلاح البترول ضد الدول الداعمة للعدو وسحب الأرصدة العربية من بنوكها، وإحياء روح الجهاد لدى الشباب وإعدادهم له لأن هذا العدو لن يكف عن عدوانه على البلاد العربية وتطلعه لإخضاعها والهيمنة عليها ما دمنا ضعفاء .
واستنكر فضيلته تقاعس بعض الدول العربية الكبيرة وعلى رأسها مصر والسعودية والمغرب عن الاستجابة لدعوة قطر ورفضها حضور مؤتمر القمة، وأدان بشدة سعى الدول المتقاعسة لإفشال انعقاده بتحريض دول أخرى على الحذو حذوها برفض الحضور حتى لا يكتمل النصاب القانونى للانعقاد .
وذكَّر فضيلته بأننا ومنذ هزيمة 1967 ونحن ندعو لانعقاد قمم عربية طالبين مساندة الدول العربية بالمال والسلاح والدعم السياسى، ولقد استجابوا جميعا لذلك رغم ما كان بين بعضها وبين النظام المصرى من خلافات بل وعداوات، وتم استخدام سلاح النفط فى حرب 1973 دعما لمصر وسوريا فى حربهما وضغطا على الدول الغربية الداعمة للكيان الصهيونى، فلماذا نتنصل الآن من مسئوليتنا الشرعية والقومية والإنسانية والأخلاقية ؟
ودعا فضيلته الدول العربية المتقاعسة إلى الاستجابة لرغبة شعوبها وتحمل مسئولياتها فهذا وقت لا مجال فيه للمناكفات السياسية، وسياسة المحاور، وتبنى مشروعات أعدائنا، لأن عاقبة ذلك وخيمة عليهم كحكام وعلينا وعلى أوطاننا وعلى أجيالنا كشعوب، إضافة إلى عاقبة السوء يوم القيامة .
ودعا فضيلته الدول التى وافقت على الحضور – وإن لم ينعقد المؤتمر – أن تترجم مطالب الأمير الشيخ حمد إلى خطة عمل تقوم على تطبيقها أداء للواجب أمام الله ثم أمام الشعوب والتاريخ، ولو تقاعس المتقاعسون .
كما حيا فضيلته صمود المقاومين فى غزة البطولى أمام آلة الحرب الصهيونية المدعومة غربيا، وأكد أن دماء الشهداء وآلام الجرحى والمشردين والمنكوبين هى التى تفتح طريق النصر والتحرير والعزة – بإذن الله - .
وأكد فضيلته أن شعب غزة المجاهد لا يدافع عن حرماته ومقدساته فقط، ولا عن حقه فى حياة حرة كريمة فحسب، وإنما هو يدافع عن كرامة الأمة وشرفها فى مواجهة عدو محتل غاصب يمثل خطرا وتهديدا مستمرا لأمنها القومى .
 
القاهرة فى :    18 من المحرم 1430هـ
15 من ينايــر 2009م