طالب العلامة الدكتور يوسف القرضاوي كافة أبناء الأمة الإسلامية بالتضامن والدفاع عن غزة، ومقاومة العدو الصهيوني الغاشم حتى يردونه عنها مذمومًا مدحورًا، مؤكدًا أن هذا الواجب الشرعي لا يعفى منه أحد، ولا يتنازع فيه اثنان، وهو معلق برقاب الأمة الإسلامية كلها من جاكرتا إلى الرباط. وأوضح القرضاوي، في كلمة ألقاها في مهرجان جماهيري حاشد لنصرة الشعب الفلسطيني في غزة نظمته الفعاليات الشعبية والثقافية بدولة قطر في الدوحة ليلة أمس الخميس، أن نصرة أهل غزة في محنتهم واجبة على المسلمين، كل حسب استطاعته، لا يعذر منذ ذلك أحد، وهو مطلب شرعي وواجب ديني. وحيَّا د. القرضاوي جماهير الأمة الإسلامية التي خرجت في مسيرات معبرة عن شعورها وتعاطفها مع غزة، مؤكدة أن الأمة الإسلامية مازالت حية وموجودة، وأنها جميعا مستعدة لبذل الأنفس والأموال من أجل نصرة إخوانها، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في عجز الأنظمة الرسمية التي وصفها بأنها "فقدت شرعيتها لدى شعوبها عن اتخاذ قرار حاسم لمواجهة الظلم الواقع على سكان غزة". وخاطب العلامة القرضاوي قيادات حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الداخل والخارج، مؤكدا لهم أن قلوب الأمة معهم في صبرهم ومصابرتهم، واصفاً إياهم بأنهم "مثال للبطولة الرائعة والرجولة الفارعة رغم الجوع والحصار والتضييق"، داعيا إياهم إلى عدم اليأس، إذ أن اليأس والقنوط من مظاهر الكفر، كما قال مضيفا: "اطمأنوا فلن تخذلوا ولن تضيعوا مادمتم متمسكين بحقكم". وشدد فضيلته على أن الطغمة الصهيونية لا يمكن أن تنتصر على أمة الإسلام التي انتصرت من قبل على الصليبيين والتتار وانتصرت من بعد على الاستعمار وسوف تنتصر بإذن الله تعالى عليهم وعلى كل معتد، ما دامت متمسكة بإسلامها. ودعا القرضاوي جميع الأئمة في المساجد إلى القنوت في الصلاة، والدعاء بالنصر والتمكين لأهل غزة والدعاء بالدمار والهلاك على الصهاينة المجرمين، فالدعاء سلاح المظلوم وسهام الليل صائبة المرامي، كما ورد في كلمته. وحث المسلمين على التبرع والبذل لصالح غزة لا سيما في هذه الظروف الصعبة، مؤكدا على هذا الواجب الإسلامي الذي يعد نوعا من أنواع الجهاد " لدعم أهلنا في غزة وتخفيف جراحهم وآلامهم"، مناشدا الجميع أن يقدموا ما يستطيعون، "حتى لا يشعر إخواننا أنهم يقفون وحدهم". وكان حضور المهرجان الذي قدر بما يزيد عن 15000 شخصا قد وجه رسالة تضامن باسم أهل قطر والمقيمين فيها، أكد فيها على وقوفه إلى جانب إخوانهم من أهل غزة بكل ما يملك حتى تتحقق لهم الحرية وتزول عنهم الغمة التي حلت بهم بفعل آلة الحرب الصهيوينة التي لم تفرق بين شيخ ولا طفل ولا عجوز ولا مقاوم.
02/01/2008