كما كان متوقعاً، لم تصمد الهدنة في سورية أكثر من أسبوع، بعدما شكلت الأيام السبعة الماضية، منذ تاريخ دخول الهدنة السورية التي اتفق عليها بين الولايات المتحدة وروسيا وحتى يوم أمس الأحد، حيز التنفيذ، فرصة جديدة لتأكيد عدم جدية النظام السوري وحليفه الأبرز روسيا في الالتزام بأي اتفاق. الإعلان عن انهيار الهدنة تولته روسيا والنظام السوري بالتزامن. وبينما كانت وزارة الدفاع الروسية تتهم "الجانب الأميركي بأنه لم يقدم حتى الآن بيانات دقيقة حول المعارضة المعتدلة في سورية"، و"الفصائل المسلحة بأنها تستخدم الهدنة لإعادة تجميع قدراتها استعداداً لهجمات واسعة"، وتقول إن "التوتر يتصاعد في مدينة حلب وحولها مع استعداد المتشددين لشن عمليات عسكرية واسعة، كان النظام يستأنف قصفه المدفعي على بلدة حريتان شمال حلب.

وبالتزامن استهدفت غارات جوية الأحياء الشرقية في مدينة حلب السورية للمرة الأولى منذ بدء الهدنة وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وبحسب المرصد السوري "استهدفت طائرات حربية أحياء كرم الجبل وكرم البيك والصاخور وحي الشيخ خضر في مدينة حلب بأربعة صواريخ، ما أسفر عن سقوط جرحى". ولم يتمكن المرصد السوري من تحديد ما إذا كانت الطائرات روسية أو سورية.

وكانت الشكوك في إمكانية صمود وقف إطلاق النار قد بدأت منذ اليوم الأول للهدنة التي أعلنها الروس والأميركيون في سورية، الإثنين الماضي، على وقع خروقات متلاحقة من قوات النظام وحلفائه، بغطاء روسي، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين بينهم أطفال في مناطق خاضعة للمعارضة السورية، فضلاً عن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة.


كما جاء تصاعد وتيرة الاتهامات المتبادلة بين روسيا والولايات المتحدة، أمس الأحد، على خلفية غارة نفذها طيران التحالف الدولي، يوم السبت، عن طريق الخطأ على مواقع لقوات النظام في شرق سورية، ليزيد الشكوك في إمكانية صمود الهدنة لفترة أطول.


كما تعزز هذا الاحتمال بعد تصريحات وزارة الدفاع الروسية أمس التي شكلت استكمالاً لمحاولة تحميل واشنطن والمعارضة السورية مسؤولية انهيار الاتفاق، فضلاً عما تعكسه من تمهيد لاستئناف المعارك في حلب تحديداً، وهو ما تم بالفعل.


ويهدد انهيار الهدنة بسقوط كامل الاتفاق الأميركي الروسي، والذي تشكل الهدنة أحد بنوده فقط. ووسط استمرار تمسك الولايات المتحدة بعدم نشر كامل بنوده، واصلت روسيا سياسة ابتزاز الإدارة الأميركية من خلال تسريبات حول مضمون الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف قبل أسبوع.