أكدت واشنطن مساء الثلاثاء 29 ديسمبر 2015 أن الغارات الروسية على سوريا قد تسببت في نزوح أكثر من 130 ألف شخص وإيقاع عدد كبير من الجرحى والقتلى في صفوف المدنيين، بالإضافة إلى الخسائر التي تسببت بها هذه الهجمات من تدمير المدارس والمستشفيات والأسواق.

جاء ذلك خلال الموجز الصحفي للخارجية الأميركية والتي قال متحدثها مارك تونر "نحن قلقون بشدة جداً من هذه التقارير التي تتحدث عن عدد مرتفع من الضحايا" الناجم عن الغارات الروسية فوق المدن السورية.

هجمات عشوائية

وفيما بدا تهجيراً قسريا لأهالي سوريا، أشار الموجز الصحفي للخارجية الأميركية إلى أن هنالك "130 ألف نازح سوري خلال أكتوبر والنصف الأول من شهر نوفمبر" معتمداً في ذلك على تقارير لمنظمات المجتمع المدني السورية التي تحدثت عن "قتل الغارات الروسية في سوريا لمئات المدنيين بما في ذلك المسعفين والمنشآت الطبية والمدارس والأسواق".

وأكد على أن هذه "الهجمات العشوائية تعرقل جهود إيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم بحاجة ماسة إليها بشكل مطلق".

وكان تقرير لمنظمة العفو الدولية أعلنت عنه في وقت سابق من الشهر الجاري قد أكد على امتلاك المنظمة "دلائل تشمل صوراً وتسجيلًا مرئيًا تؤكد استخدام الروس لقذائف غير موجهة في مناطق مدنية عالية الكثافة بالإضافة إلى ذخيرة عنقودية مميتة ومحرمة دولياً"، وهو أمر كذبته روسيا، واصفة إياه على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف بأنه "مبتذل وغير صحيح".

وكانت مصادر سورية محلية قد اتهمت القوات الروسية كذلك بقتل قائد جيش الإسلام السابق زهران علوش، المعارض للنظام السوري، برغم ادعاء جيش النظام بتنفيذه عملية الاغتيال.

رسالة احباط

وأكد تونر على أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، كان قد بحث في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اجراها الاثنين، حيث بحث معه الغارات الروسية ومقتل علوش.

وأعلنت واشنطن الثلاثاء أن وزير الخارجية الأميركي أعرب لنظيره الروسي عن اسفه لمقتل قائد "جيش الاسلام" زهران علوش في غارة جوية في غوطة دمشق الاسبوع الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية أن واشنطن لديها حتما تحفظات على خطاب وتكتيك جيش الاسلام، الفصيل المعارض الاقوى في ريف دمشق، لكنها لا تغفل أن علوش كان مستعداً للمشاركة في مفاوضات سلام برعاية الأمم المتحدة.

وأضاف "نأمل ألا يرسل هذا الامر (مقتل علوش) رسالة تحبط عزيمة باقي أعضاء المعارضة السورية الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في عملية" السلام.

كما أعرب كيري لنظيره الروسي عن قلقه ازاء مقتل "مئات المدنيين" في الغارات الجوية "العشوائية" التي تشنها الطائرات الروسية في سوريا.

ومنذ 30 سبتمبر الماضي، تشن القوات الروسية غارات جوية، تقول إنها تستهدف "داعش" من خلالها، وهو أمر تكذبه الولايات المتحدة التي تقول أن 90% من ضربات روسيا تقع في مناطق لا يتواجد فيها تنظيم داعش.

وأعلنت شبكة حقوق الأنسان السورية في تقرير لها اصدرته اليوم بأن روسيا قد قتلت 832 مدنياً منذ بدئها تنفيذ غارات جوية لصالح النظام.