يبدو أن هزيمة برشلونة أمام ريال سوسيداد في الدوري الإسباني بنتيجة 1- صفر، كانت القشة التى قصمت ظهر البعير، فظهرت مشاكل كثيرة لا يمكن تجاهلها في البرسا، حتى أن فكرة رحيل "البرغوث الأرجنتيني" ليونيل ميسي عن البلوغرانا تحولت من أمنيات إلى حقائق ووقائع ملموسة.

وبعد الأزمة الكبيرة بين اللاعب ومدربه وغيابه عن تدريبات برشلونة تنبهت الأندية المهتمة بضم اللاعب، وجهز الجميع عروضا كبيرة لإغراء ميسي آملين الحصول عى خدماته.

وحسب صحيفة "دايلي ستار" البريطانية، فإن نجم برشلونة، قد يرحل إلى تشيلسي في النهاية بإرادته الشخصية، حيث قطع رومان أبراموفيتش شوطا كبيرا لا سيما بعد الإتصال بوالد اللاعب .

وقالت الصحيفة أن تشيلسي يجهز عرضا لا يمكن رفضه على الإطلاق، يتضمن دفع قيمة الشرط الجزائي بعقد اللاعب والذى يقدر بـ(200 مليون جنيه استرليني / 300 مليون دولار) مع عقد يمتد لـ 6 سنوات.

وإذا لم يحاول انريكي خلال الأيام المقبلة أن يصلح العلاقة مع النجم الأرجنتيني، فإننا قد نراه لاعبا للبلوز في القريب العاجل وهو أمر غير مقبول لبرشلونة والجماهير.

الجدير بالذكر أن هناك حلا آخر قد ينقذ الموقف وهو خيار مطروح على طاولة إدارة الفريق، يتمثل بإقالة المدرب لويس انريكي وربما هو الأقرب للحدوث فالبلوغرانا لن يتركوا ميسي يرحل بتلك السهولة، ولكن، إن لم يرحل انريكي، هل يقبل ميسي بدفع تشيلسي للشرط الجزائي ويرحل إلى انجلترا ويفعل ما لم يفعله سلفه مارادونا؟


ميسي  "الديكتاتور الصامت" .. أعوام من المشاكل الخفية في برشلونة ومنتخب الأرجنتيتن:

يبقى ذلك الطفل الذي أتى من الأرجنتين قصير القامة قبل 15 عاما، محفاظا على خجله وصمته لكنه أصبح مع ذلك الديكتاتور الذي يشير بإصبعه الصغير فينفذ الجميع كل ما يريد.

ميسي الذي يقدم في أغلب الأحيان فقرة فردية كرجال السرك في المباريات مع برشلونة بالرغم من أنه يصنع الكثير من الأهداف في المباريات لكنه دائما يطغى على أي زميل له في الفريق بل أن المدرب قد يلجأ إلى تعديل طريقة لعب أي لاعب في الفريق حتى يكون البرغوث الأرجنتيني في قمة راحته.

ونال ميسي خلال مسيرته مع برشلونة غضب العديد من الزملاء بعد رحيلهم عن برشلونة وانتقدوا رغبته في السيطرة على البلوغرانا وكونه النجوم الأول داخل صفوف الفريق.


إبرا يكشف السر في مذكراته

وأبرز دليل عن تلك الرغبة المدفونة داخل ميسي ما كتبه إبراهيموفيتش في مذكراته حين قال :"لقد كان حلم بالنسبة لي (الانضمام لبرشلونة) وكل شيء مضى بشكل جيد في البداية لكن ميسي بدأ في الحديث .. لقد أراد أن يلعب في الوسط، وليس كجناح، لذا تغيير أسلوب اللعب من 4-3-3 إلى 4-5-1 لذا تم التضحية بي ولم يعد لدي الحرية المطلوبة في الفريق من أجل النجاح".

وحصل ميسي والمدير الفني بيب غوارديولا على الكثير من النقد من جانب إبرا بعدما رحل عن الفريق في نهاية موسمه الأول وحصل على لقب الدوري الإيطالي مع إيه سي ميلان ثم واصل مسيرة التألق بعد الانتقال إلى باريس سان جيرمان الفرنسي.


فيا ضحية مؤلمة

ودخل ميسي أيضا في خلاف سابق مع دافيد فيا داخل الملعب أمام أعين الجميع بسبب عدم قيام هداف المنتخب الإسباني التاريخي باللعب بالطريقة المناسبة لميسي، وكان الأمر سببا في نهاية مسيرة فيا مع الفريق عقد ذلك الموسم وتوجه إلى فريق أتليتكو مدريد الإسباني.

ولم يتمكن من الإفلات من سيطرة ميسي على زمام الأمور في برشلونة سوى نيمار وربما يرجع الأمر إلى كون اللاعب البرازيلي جناح أيسر في المقام الأول وليس مهاجما مما لا يسمح بأي خلاف مع مشاركة في الوسط والحصول على الحرية التي يرغب فيها.

ويعد الموقف الخاص بالهداف التاريخي للمنتخب الإسباني من الأمور السلبية بالنسبة لميسي وبرشلونة نظرا لقيمته الكبيرة في بلاده.


تيفيز محروم من المنتخب

تسبب خلاف بين ميسي ومهاجم يوفنتوس الحالي في حرمان اللاعب من المشاركة مع بلاده خلال الفترة الماضية بالمباريات وحتى في كأس العالم بالرغم من الحالة الرائعة التي يقدمها مع الفريق الإيطالي.

وتحدث اليخاندرو سابيا المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني السابق قبل بداية مباريات كأس العالم الماضية، قائلا :"تيفيز لاعب جيد، لكني من الهام بالنسبة لي أن تكون القائمة متوافقة ولا يوجد خلافات داخلها"، في إشارة إلى رفض المدرب لضم اللاعب من أجل إرضاء ميسي.

وقد تيفيز الموسم الماضي مستوى جيد مع يوفنتوس وسجل مع الفريق 21 هدفا وصنع 10 خلال 48 مباراة رسمية لعبها ومعدله يفوق كثيرا هيغواين الذي لعب أساسيا في المونديال وقدم مستوى متواضع.


يختار المدرب

دخل ميسي من أجل تولي مواطنه تاتا مارتينو مهمة المدير الفني لبرشلونة بالرغم من عدم وجود تاريخ كبير له، وعدم خوضه أي منافسات مع أندية أوروبية.

ولم يعمل مارتينو خلال مسيرته سوى مع أندية في الأرجنتين وباراغواي وتولى تدريب منتخب باراغواي وقاده إلى ربه نهائي كأس العالم في جنوب إفريقيا 2010.

وقدم مارتينو موسم سيئ للغاية مع برشلونة ولم يكن جيد أيضا بالنسبة لميسي فخسر هو وخسر النادي ولم يستفد المدرب بشيء.

واستفحل الأمر حين رحل عن النادي في الصيف الماضي فحل محل اليخاندرو سابيا بعد كأس العالم وبدأ تدريب منتخب الأرجنتين.


لا يحترم انريكي ويهين النادي

اد تدخل ميسي في برشلونة مؤخرا حتى أنه رفض الذهاب للتدريبات لمجرد أن المدير الفني قرر الإبقاء عليه بين البدلاء في مباراة ريال سوسييداد نظرا لقدومه من رحلة سفر طويلة.

وأتى ذلك بعد واقعة سابقة حين رفض الخروج كبديل في مباراة للفريق بعد تسجيله هدف وتجاهل المدرب الذي استدعاه قبلها لإخباره بالتبديل.

ويحاول الجميع تحميل انريكي المسؤولية حاليا لمجرد أنه تجرأ وعامل ميسي كباقي عناصر الفريق.

يورو سبورت - وكالات